عندما تصلي بالاقصى ...
من كل فج يخرجون هم مسلمون فلسطينيون وليس فيهم مسلما من دولة عربية او اسلامية ......من جنوب فلسطين وشمالها يأتون ومن الداخل الفلسطيني ايضا يتوافدون ...نمر من دولة انشاها الاحتلال غير دولته المعروفة وليست دولة فلسطين المنتظرة ، دولة قلنديا دولة تقع شمال القدس لها مطار بجانبها ولا يسمح ان تهبط فيه طائرات تحمل عربا او مسلمين للصلاة بالقدس ،دولة اقيمت على ارض فلسطينية يحكمها يهود جنود ، ويمر منها عرب فلسطينين مسلمين متوجهين الى القدس او عائدين ...دولة بمساحة دولة الفاتيكان وعدد سكانها من الجنود بعدد سكان دولة الفاتيكان ،دولة يحيطها جدار وحول الجدار جدار ومن حول الجدار جدر وداخل الجدار جدران فولاذية وممارات وبوابات تفتيش تتذكر وانت مار بها افلام الكبوي الامريكية وزرائب البقر ولكن بدل ممرات الخشب هناك فولاذ وحديد هنا .وبدل تلك الابقار والخيول هناك بشر هنا ....يفصل الرجال عن النساء وبعد قليل يفصل الرجال فوق الخمسين عن من هم دون ذلك ومعهم تصاريح مرور ولكنهم فوق الخامسة والاربعين وكل العيون ترقب اللذين يمرون وقد تمر من عدة بوابات لا تزمر ورغم ذلك هناك التفتيش بماكنات بين ايدي جنود للجيوب والملابس والحقائب
ويلتقي الجمع من جديد وتزاحم على باصات وحافلات الكل متشوق مشتاق للوصول الى رحاب الاقصى ...لتنزل اقل من كيلومترشمال باب العمود وعلى الاقدام يختلط السكان المقيمين بالقدس مع الجنود المتاهبين بعصيهم ومجساتهم وخيولهم ومع عرب الداخل الفلسطيني وبممرات ضيقة والتي اختصرتها اسواق القدس وبضائعها المميزه لتكون اقل من مترين في بعض الاماكن يمر من ذلك المكان مليون شخص خلال يوم الجمعة وخاصة في رمضان ....وهذه المرحلة هي الاسوء قبل الوصول او عند المغادرة ..فلا تستمع بمشاهدة السوق او التسوق ومهمتك فقط العبور وبمشقة وباي اتجاه ؟؟؟
وما ان تصل فتنفرج اسارير الوجوه لطلة قبة الصخرة والمسجد الاقصى وما يحيط به من بناء واثار عتيقة ،ومشاعر ايمانية لا تشعر بها الا بالحرم ومشاعر انسانية لا يذكرها الا من عانَ من احتلال تنسى مشقة الوصول لتجول وتصلي وتعبد اله غفور رحيم يرى ويسمع ويشاهد ما كان ،ويعلم ما سيكون جل في علاه
مئات الالاف اجتمعوا صلوا الفجر وناموا وفاقوا ليجدوا الرحاب تموج ويصلون الجمعة والعصر والتراويح وقيام الليل والفجر .....
كل شيء تمام واللسان شاكر يتمنى التحرير ولكنه النهار الطويل ...ولا بد من الوضوء فهذا شيء يسير اذا كنت ستتوضا فقط اما المصيبه ان اردت استخدام حمام فهذا ممكن ولكنه مستحيل وما بين الممكن والمسنحيل يصطف آآلاف الاشخاص لقضاء حاجة
كم فرحت عندما دعتني والاسرة التربوية اختنا سوسن الصفدي لتناول طعام الافطار في مبنى المديرة التابعة لمحافظة القدس العربية والفرح ليس تناولنا الافطار رغم انه كان افطار متميزا بوجود عشرات الاشخاص ممن نعرف او تعرفنا عليهم ولكن التميز هو انك تستطيع استخدام الحمامات الخاصة بالمديرية دون ان تقف على الدور ..ما اعظمه من تميز عندما تقارن نفسك بالاخرين يوم الجمعة في القدس !!!!!
وهكذا ينتهي يوما اخر وجمعة اخرى وشهر رمضان وسنوات والاقصى ينتظر ولا ادري الى متى ..وما القادم ؟؟؟
تعود وانت تتذكر طيب اهل القدس ورجالها وفي هذه الرحلة تعرفنا على نسائها اخوات الرجال كما الاخت سوسن الصفدي وزميلاتها المضيافات مع فرقة الكشافة ومدرسة الايتام بالقدس .
تعود وقد ضبطت ساعتك على ساعة الاقصى الشمسية التي تدور مع الشمس بظلها والتي صنعت بعهد السلطان صلاح الدين وما زالت وتقع ما بين مبنى قبة الصخرة والاقصى
تعود وانت تتذكر منبر صلاح الدين ومحاولات جدية لتخفيف من معاناة الناس حيث وضعت المظلات وركب داخلها مراوح تنثر الرذاذ من الماء ..فشكرا لكل من ساهم بانشائها
تعود وانت تخيل نفسك ما زلت ساجدا في الاقصى وراكعا في الحرم المرواني ومنتشيا بالايمان وانت تحوم حول فية الصخره لا يسمح لك دخولها لانها يوم الجمعة تحديدا خصصت للنساء
تعود ورغم الحمامات والزحام بالاسواق وكانك تسير بانفاق تتمنى ان تبقى بالرحاب او تعود مرة اخرى
هذه هي القدس ويوم الجمعة العظيمة وليس اليتيمة مما يحلوا للبعض تسميتها ،ارجو انني وفقت بسرد ما شاهدت مستعينا بالصور التي اخذت ودمتم سالمين
التعليقات (0)