عندما ألقى المجرم الأسد خطابه الأول بعد بداية الثورة السورية يوم الأربعاء في الثلاثين من آذار، ظهر أصنام مجلس شعبه وهم يصفقون ويهللون ويسبحون بحمد سيدهم، حتى وصل الأمر بأحد هؤلاء الأصنام أن يصف الأسد بأنه لا يستحق فقط أن يحكم سوريا، وإنما يجب أن يكون حاكماً للعالم، واليوم عندما ألقى المجرم نتنياهو خطابه في مجلس الشيوخ الأمريكي كانت أصنام هذا المجلس تصفق له في كل كلمة يتفوه بها وليس هذا فقط بل كانوا يحرصون على أن يقفوا لدى كل كلمتين يتفوه بها هذا الصهيوني وقد بلغ بهم الحماس مبلغه، كحال أصنام المجرم الأسدي.
بدا المجلسان صورة واحدة لأصنام تسبح وتهلل بحمد سيدهم ومالكهم، كانت تحاول جهدها أن تظهر ولائها المطلق وحماسها وأنها بكل كيانها مع من تصفق له قلباً وقالباً، وكأن الكلام عن حرية أمريكا كذب ودجل، وأن أصنام أمريكا عبيد للصهاينة، فالنواب في كلا المجلسين لا هم لهم إلا التصفيق، والأمر واحد أصنام تدعي الحرية وأخرى تعيش تحت القهر والاستبداد وكل منهما يخضع للطرف القوي، ويحاول استعطافه والتذلل أمامه، والصورة واحدة في كلا المجلسين وإن غنى كل على ليلاه.
وأما على الجانب الفلسطيني فقد حقق الفلسطينيون حلمهم بنبذ الانقسام والتوحد، وإن كان على الورق فقط، بعد أن كانت كلمتهم مختلفة، وغرق البعض منهم في وحل السلام الصهيوني المزعوم؛ ولذا فإن الفلسطينيين على مفترق طرق فإما أن تتخلص فتح من حماس لأن "النتن ياهو" رفض أي حوار معهم إذا كانت حركة حماس من ضمن المتحاورين، محتجاً بأن حماس قد نعو إلى العالم الإسلامي مقتل الشيخ المجاهد أسامة بن لادن – رحمه الله – متهماً حركة حماس بالتطرف والإرهاب، أو أن يعمل الفلسطينيون يداً واحدةً من أجل التخلص من هذا المحتل الغاصب ورد الأراضي السليبة إلى أهلها، بدلاً من الجري وراء سراب سلام قتلة الأنبياء المزعوم، أو أن ينسحب الطرفان إلى الاعتراف بالكيان الغاصب والاستمرار في الدوران حول الوهم.
الأيام القادمة حبلى بالكثير، والمخاطر تحف بالأخوة في فلسطين، فأي خيار سيختار الفلسطينيون أينحازون إلى منطق الأصنام المصفقة، أم يعملون بكل شرف من أجل نيل حقوقهم المغتصبة!؟ وعلى إيقاع هذين الخيارين تتضح المواقف، وفي الأخير فالزمن لن يرحم أحداً أبداً، وسيخلد هذه المواقف جميعاً.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)