مواضيع اليوم

عندما تذوب المسئولية‏!‏

فاضل العماني

2010-09-18 14:38:10

0

 

تلقي المسئول الكبير اتصالا مفاجئا من نجله الشاب بأنه ملقي علي الطريق‏,‏ ينزف الدماء علي إثر حادثة تعرض لها‏.‏فسارع من فوره إلي نجله‏,‏ ووصل إليه بعد ساعة‏,‏ فوجده بين الحياة والموت‏,‏ فخف لنقله إلي أقرب مستشفي‏,‏ ليكتشف أن الطبيب غير موجود‏,‏ وأن الامكانات بالمستشفي محدودة‏!‏ نصف ساعة ووصل الطبيب المسئول ، ولأنه كان في عجلة من أمره‏,‏ ولم يوجد غيره‏,‏ فقد بدأ عمله بإعطاء الشاب حقنة تخدير‏,‏ أدخلته لاحقا في غيبوبة‏,‏ وجعلته يلفظ أنفاسه‏!‏

من المسئول عن فقد هذه الروح البريئة‏..‏ التي لا يمر يوم دون أن تتكرر مأساتها؟

هل هو الطريق بسوءاته‏,‏ حيث تُرك بلا إنقاذ‏,‏ ولامرور‏,‏ ولا خدمات أم رعونة الطرف الذي صدم الشاب‏,‏ وفر هاربا أم تأخر سيارة الإسعاف في الوصول إليه أم أنه كل مواطن رآه يحتاج للمساعدة فلم يقدمها خوفا وسلاما أم طبيب المستشفي الذي شاب عمله الإهمال‏.‏ أم الشاب نفسه الذي قاد سيارته بسرعة غير قانونية‏,‏ أم الأب الذي انشغل عنه هو وأمه منذ الصغر فتركاه يروح ويجيء دون إحساس أي منهما بأنه مسئول؟‏!‏

الواقع أننا ـ كلنا ـ مسئولون‏..‏ فنحن معرضون لهذه التجربة‏,‏ إن لم يكن علي الطريق ففي المنزل‏,‏ أو جهة العمل أو مؤسسة التعامل‏..‏ إننا علي موعد في كل لحظة مع ذوبان المسئولية‏.‏ فالكل مسئول .. والكل بدون مسئولية‏!‏

والغريب ان هذا يحدث دون تقديم شخص بعينه للمساءلة برغم أننا دون استثناء ندفع الثمن مضاعفا لظاهرة انعدام الاحساس بالمسئولية ، وذوبانها بين الجميع مع أنه لاينجو أحد من العواقب المدمرة لذلك كبيرا أو صغيرا‏,‏ غنيا أو فقيرا قويا أو ضعيفا‏.‏

فمايحدث في مجتمعنا ـ إذن ـ مسئولية تضامنية‏,‏ واستمرار تجاهلنا لما يقع من سلبيات معناه رضانا عنها‏,‏ وبالتالي سنستمر في دفع ثمن خنوعنا لها‏,‏ من أغلي ما نملك ‏:‏ أعمارنا وأرزاقنا‏..‏ رضانا عن أنفسنا‏,‏ وتقديرنا لقيمة الحياة‏.‏

إن استمرار ما نحن عليه من ضياع الإحساس بالمسئولية، وطمس حدودها بين مواطن وآخر‏,‏ حيث لا أحد يشعر بمسئوليته تجاه شيء أو أحد ما‏..‏ يعني اتساع الخروق علي الراتق‏,‏ ونشأة بلد ضعيف ، وشعب واهن‏,‏ بحكم أن أفراده يعانون من التشرذم‏,‏ والتفكك‏.‏

www.arsaad.com

www.alsaaad.net




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !