عندما تحجب الصحافة الالكترونية..؟!

عندما تحجب الصحافة الالكترونية..؟!

حسان الرواد

لا زال بعض المسؤولين يعيش بعقلية أيام زمان ( الزمن الذي قد ولًى), ولا يدرك هذا المسؤول أن الفضاءات باتت مفتوحة على مصراعيها من الألف إلى الياء, بحلوها ومرها, خيرها وشرها, وقد ولًى عهد الحجب, وتكميم الأفواه إلى غير رجعة, شئنا ذلك أم أبينا. نعم أيها المسؤول الفاضل أينما كنت, وأينما كان موقع مسؤوليتك, فليكن صدرك واسعا, وعقلك منفتحا, فالحجب الذي يأتي من الغضب الشخصي, لهو إقرار بالخبر أيا كان, فالمسؤول الحريص على المصلحة العامة عليه أن يتحقق من هذا الخبر في داخل المؤسسة التي يرأسها أولا؛ فإن كان صحيحا صوًبه, (ولا عيب في ذلك) وأن كان عاريا عن الصحة فلا أقل من رفع سماعة الهاتف مع المحرر المسؤول, ومخاطبته بكل حضارية, لينفي هذا الخبر, ولا أعتقد أن محررا عاقلا سيتردد في نشر النفي والتوضيح والاعتذار, فالإقرار بالذنب فضيلة, أما عندما يكون رد الفعل شخصيا خاصة إذا ما كان الخبر المنشور فيه شيء من الصحة؛ عندها سيتم تأكيد الخبر بقرار المسؤول حجب هذا الموقع عن المؤسسة, عندها ( كل ممنوع مرغوب ) وهذه قاعدة شائعة, ويكون المسؤول قد روًج وشجًع ورغًب من لا يهتم أصلا بهذه المواقع والقضايا بالبحث والتحري, وستعج مقاهي النت بالزبائن الفضوليين بحثا عن الموقع الذي أغضب المسؤول...؟؟!! أضف إلى ذلك أن لكل فعل رد فعل, وعليه فستنشط هذه الصحيفة بتسليط المجهر, واستخدام العدسات الأكبر, لاكتشاف المزيد والاستمرارية, ولن يوقفها أحد ما دامت تتحرى الحقيقة, وتعمل بحرية مسؤولة.
إن على مسؤولينا الارتقاء أكثر, وتقبل النقد, ومن منا لا يخلو من الخلل والاعوجاج, وأين هي المؤسسة الوطنية المثالية التي لا تشوبها شائبة, ولا تتخللها العيوب, ومع ذلك فالمسؤول الذكي هو من يتابع يوميا هذه المواقع لضمان عدم وقوعه في الأخطاء الفادحة والتجاوزات, والاستفادة من أخطاء غيره, أضف إلى ذلك تلمًس وتحسس قضايا الناس والتواصل معهم, ولو من خلال الشبكة العنكبوتية, خاصة إذا ما علمنا أن نسبة الأردنيين المشتركين والمتصفحين للإنترنت تجاوزت (51% )حسب ما صرح به الدكتور عادل الطويسي رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا للإذاعة الأردنية , والتي تعد من أعلى النسب في العالم على حد تعبيره؟!
نعم أيها المسؤول , من الصعب, بل من المستحيل حجب شمس الحقيقة, وهذا أمر واقع لا خيال,ولا في الأحلام, وعليه أنصح كل المسؤولين القبول بهذا الأمر والتعاطي معه على أنه واقع.. بل والحرص على متابعته؛ لأنه نبض الشارع البعيد عن المجاملات والنفاق الاجتماعي وهز الذنب .

rawwad2010@yahoo.com