مواضيع اليوم

عندما تتذكر الماضي....

ظــــل رجــل

2009-01-09 04:43:53

0

 

عندما تتذكر الماضي .. حاول أن تعود إليه .. إنه الدواء الوحيد .. لا تخف ولا تتردد .. عندما تشعر بلهيب اشتياقك لأنفاسه الحارة .. المتعاقبة .. فلا تفكر .. وأرجع للخلف إنه الدواء الوحيد .. عندما ترى النجوم في عتمة الليل وتبدأ بممخاطبة القمر .. عندما تكثر الأسئلة والكلمات والمعاني والآهات والعبرات الخائفه ...

 

ابداً لن تندم .. فقط التفت للخلف .. إنه ينتظرك فلتبدأ من جديد ....

 

حزيناً انت على فرقاه .. وهو كذلك .. تشتاق ويحرقه لهيبب شوقك .. أيسكنكما العناد لهذه الدرجة .. أيتغلغل بقلبيكما الهوى ... فيغلبه الفراق ..التفتا للماضي .. للذكرى .. للعشرة والسنين .. لعدد لا باس به من الأطفال المحرومين ... لولا فراقكما اللعين !!

 

 

لا .. ولن ... تستطيع إنكار حبك لها  .. ولن تستطيع  أن تطرد الأحلام التي تواردك منذ فراقكما ... ولن تنسى يدها الرقيقة الهزيلة نسبياً .. وهي تضعها على كتفك عند خروجك للعمل وهي تردد عباراتها المشجعه الخائفه .. وكأنك بغمرة حنانها مجرد طفلاً في كل مرة يذهب لأول يوم دراسي له ... أواه .. أتذكر عندما كانت تكرر من أعماق قلبها .. أيا ربي أحفظه لي .. ولأولاده ..

كم  تمنيت أن تسمعها بما تدعي لك عند إغلاق الباب وإن لم تكن قد غادرت باب العمارة الرئيسي ...فتركض متلهفة لأقرب نافذة .. تنظر إليك أيها القاسي .. وأنت بشموخك وكبريائك تستعمر مركبتك الصغيره... لطالما أردت شد إنتباهك أيها المغرور للأعلى ..فقط كي ترى كم هي تحبك ....

 

 

أما أنتي أيتها الحزينة البائسه ... لما الحزن ؟؟.. نظرة فإبتسامة ... كفيلة بأن تشبع غروره .. وتمحي كل هذا العناء ... أما زلتي  تحبيه .. وتبكي ليلاً عليه ... فتراكِ طفلتكِ فتبكي لبكائك .. وإن لم تعلم السبب .. بعكس طفلك الآخر ... إذ يسألك وفي عينيه تلك العبرات ...

ماما !! ... أتبكي لأن أبي لن يعود!!؟؟

 

ثم تنهار عبراته الرقيقة اللؤلئية على خده المتورد .. ثم لا يلبث أن ينام هو وأخته دون أي توقف عن البكاء ..فيكون الإعياء سبباً لنومهما ...

 

تشخصين ببصرك في أركان الغرفه .. تنظرين  هنا وهناك...

هنا كان يضع ملابسه .. وأما هناك كان يحب أن يكتب وينهي اعماله ..وأما هذا الركن من السرير فهو المفضل لديه.. وكثيراً ما كان يضع يده على شعرك وبحركة دائرية يسوق انامله فيه ...

وهو يهمس بكلمات الغرام ..فكم عشقتي حرارة أنفاسه المتتابعه عند إصطدامها بأذنيك وصوت إحتكاك أنفاسه في بلعومه .. أواه .. فما بالك بكلماته المعسوله ومداعبته...

 

إنك تحترقين شوقاً لتلك اللحظات ولو بأي ثمن ...

 

حينما يخرج فإنه دائماً يعود...

أما عندما تخخرجين ..فأنتي أبداً لن تعودي..

هكذا تعلمنا منك .. ومنه .. الآن هو من خرج ونحن ما نزال ننتظره ...

 

أراكما أياماً فأحسدكما ....  وأراكما أياماً فأشفق عليكما ... هل أراكما طفلين  كبيرين ..!! أم أني لا أفهم ....

 

 

أرجوكما ........... إننا ننتظر .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات