قد أرضى (شخصيا) بالفقر والفاقة المادية ، على خلفية أن الرضى بنصيبي في الحياة الدنيا ، هو من الرضى عن خالقي ومقسم أرزاقي ، وكل ذلك من منطلق (إيماني) بحكمته ، وعدله تعالى .. لكن أن أرضى بـ (الإفلاس) الفكري ، وأتقاعس عن استخدام ملكاتي العقلية ، التي منحها إياي ، فذاك هو (الخبل) و(الجهل بعينه) ، لأن الإفلاس المادي يمنع الإنسان من تلبية إحتياجاته المادية ، ويعوق من تقدمه ، ويحد من إمكاناته في تطوير حياته المادية دوما ، لكنه لايعوقه عن ملئ جوانبها الفكرية ، والثقافية ، أو من تعلم الأساليب والتعاملات الحضارية..!
فالإفلاس الحقيقي هو الإفلاس الفكري ، والمعرفي ، والثقافي ، لأن الغنى في هذا الجانب من شخصية الإنسان لايتطلب سوى (لحظات تأمل) (مجانية) ، يرصفها الواحد في مكتبة فكره ، لتشكل إرثا يصبح أكبر قيمة مع مضي الزمن عليه ..
لكن - ومع هذا الزخم من واقعنا - أصبحنا نرى مستوياتنا الحضارية ، وحتى قيمنا الإنسانية ، متهاوية نحو الأسفل ، وهاوية بنا إلى الحضيض ، لأننا ببساطة لسنا على قلب رجل واحد ، ومايبنيه بعضنا من قيم للتسامح ، والتعايش السلمي ، والتراضي (رغم الإختلاف) ، يحاول البعض الآخر هدمه بالتفاضل (الزائف) ، وزرع الشحناء والبلبلة ، ورفع شعارات (الدويلات) ...!
ومع كل ما يتبابن في مواقفنا ، وما يفرقنا من (حدود) ومن قناعاتنا التي (هي ليست من قناعاتنا : الدينية ، والإنسانية ) ، نبقى نرثى لحالنا ، وكيف أننا في نفس الظروف المعيشية ( في سائر دويلاتنا العربية) ، وتحت نفس الضغوط : الإمريكية ، والإسرئيلية ، والعلمانية ، واللادينية ، وبنفس (الإرث) الفكري ، والتاريخي ، والعقائدي .. إلا أن المؤثرات ، والتيارات ، (العدائية للعروبة والإسلام) تسعى لجعلنا - ولو بلغنا درجات من التعلم و(التثاقف) - : مفكرين مفلسي القضايا ، وتائهين بين الوُجُهات والتوجهات.
ـــــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)