جلس عنترة بن شداد أمام لوحة المفاتيح وأراد أن يدخل إلى موقع عبلة دون جدوى...كان أبوها قد قام بتشفير صفحتها على الحاسوب ...دخلت عليه أمه في خلوته قائلة ألا تترك هذا الحاسوب اللعين ساعة من الزمن؟ قال لها يا أم عنترة إنك من زمن قديم ولا تقدري أهمية الحاسوب فاتركيني من فضلك حتى أجد موقعا آخر ألتقي فيه بعبلتي....تركته أمه في ضجر وذهبت وهي تلعن اليوم الذي ظهر فيه هذا الجهاز الجني الذي يجوب العالم في سرعة جنونية...جاء أبو عنترة من البيداء حاملا حزمة من الحطب كي تقوم أم عنتر بطبخ الحبارى التي قام بصيدها صقرهم المعلم...لم تكن في هذا الوقت خيمة شداد مزودة بأجهزة الطهي الحديثة ولا بالأواني الأكروبال ولا التيفال...بينما كان عنترة يبحث عن موقع عبلة بين مواقع النت المحترمة رأي موقعا يكاد يصف ما يجري بين الأزواج في جرأة عجيبة فهاله ما رأى...ذهب عنترة بجهاز اللاب توب إلى عمق الصحراء مستقلا الناقة الشهباء لعله يخلو إلى النت الذي يعرض كل شيء من أول أمريكا حتى الربع الخالي بل وحتى القمر والكواكب والثقب الأسود والثقوب الحمراء والليالي الساهرة في مدن العالم...صار يقلب في المواقع حتى مر على أكاديمي ستار وأخواتها ووصل إلى موقع هيفاء ونانسي وكارول وشاكيرا وأخواتهن.....أقسم عنترة ليبلغن إحداهن ويعرض عليها الزواج ولو مهرها بألف ناقة...لقد فكر أن عبلة التي كان يعرض عليها مائة ناقة ويرفضه أبوها لا تساوي رمشا من تلكم الجميلات !!! أي ظلم هذا لساكني البيداء المقفرة من الزرع والنساء ...ما أتعس البدو في حياتهم ...ولكن وللأسف أدرك عنترة أنه هو شخصيا لا يساوي واحدا من هؤلاء الرجال لابسي القمصان المزركشة والسراويل التي تكشف أكثر ما تخفي من تفاصيل البدن بل حتى أن منهم من يلبس الشورت ولا يلبس قميصا يستر صدره العاري......فأين تذهب يا عنترة في سوق الرجال ...تكفيك الأقل من عبلة ما دام أبوها يبحث عن كفء لها
التعليقات (0)