العناية السابقة على الطلب هى أساس حياتك........ والعطاء الإلهى سابق كذلك على الدعاء....... ودليله أن الله أمدك بالغذاء في أحشاء الأم دون طلب منك أو منها فهذا تفضل محض من الله عليك...وفي هذه المرحلة من عمرك لم تكن مستحقا لكرم الله بسبب عملك ولا إيمانك ولا بفضل دعائك ...وحين قام أبوك وأمك بتربيتك لم يكونا منتظرين رد الجميل ....فمن ألقى في قلبيهما حبك وكلفهما برعايتك هو القادر على ذلك .....وحين أخرجك إلى العالم أمدك بأجهزة تقوم على نمو أعضائك وقواها وشكلها لتكون معينا لك على العمل والكسب والتعامل مع المخلوقات ...فجعل من أعضائك ما يرى ويسمع ويمسك ويدفع ويمشي ويشعر ويتذوق وجعل لك عقلا يميز بين ما ينفع وما يضر من الأشياء والكائنات والمخلوقات...فهل طلبت منه ذلك؟ ...لم تطلبه بالسؤال ولا الدعاء!!!! فإذا رسخ في قلبك أن عناية الله سبقت طلبك ودعاءك وعبادتك وتذكرت ذلك في كل أحوالك وثقت في عنايته لك فيما بعد ذلك.... وكل ما يجرى عليك من أحداث هى من مشيئة الله الذى اعتني بك قبل أن (تعتقد) أنك أصبحت مالك أمرك ...مع أن الأمر كله ليس بيدك بل بيده سبحانه...وعند ذلك يهون عليك ما يمر بك من اختبارات الدنيا ومصائبها فتستريح وتسعد بما أنت فيه
التعليقات (0)