عم يتساءلون؟
كتبها :عمر عبد الرحمن نمر
... قالت أسطورتنا العربية... بعد شرب النخب الأول من قهوتنا العربية... في الخيمة العربية: تصعد الهامة أعلى الجبل... وتكشف عن شعرها... وتصيح: اسقوني... اسقوني... اسقوني... ريقي جف يا سادة... يا سادة... يا كرام...
وفي السفح دم مسفوح... مطوق بسياج... وشريط أصفر كتبت عليه بلغتين وعربية مكسرة... لا تقترب... دم غريب... فيه نكهة إرهابية... خطر... وعلى بعد شهادة... أو شهادتين... من آخر قطرة أرجوانية... حمامة مطوقة... تهدل بحثاً عن فرخها... المفقود...
لا فرق – عزيزي- بين معتمر... بلله ماء زمزم... ابتسم للحياة في الغور... ثم بكته صخرة بيضاء... وبين غربان سود... اغتالت كل المعاني... على سرير أبيض... مطوق بجنازير الدبابات... ومرصع بالرصاص... الموت هو الموت – عزيزي- لا فرق في الشكل، أو اللون، أو النكهة... بين موت وآخر... طالما الفلسطيني... هو بطل الحدث... في الزمن المسبي والمكان المقهور...
لا تحمل قلماً – يا صديقي- فإن أقلامنا عجزت عن الكتابة... وضحكت في سرها من عجزنا... ما أقبح أبجدية مقاهي داحس والغبراء!... وناقة البسوس الجرباء... قتلتنا العبارات الحبلى بالأرقام الكاذبة... والمشاعر المزخرفة بصور مضخمة، والتفاصيل السافلة التي تثير الأعصاب...
عم يتساءلون؟ عن كيفية الموت؟ أم عن سببه؟ وكيف ستكون مطالع قصائدهم... وجسد الأسير يذوب حباً... وطرباً في سماع أهازيج مرج ابن عامر... هل سيقفون على حاجز أم يتوقفون على أطلالهم... يتباكون عليها... تارة... ويضاحكونها تارة أخرى... هذا هو السؤال...؟
التعليقات (0)