عملية النعمة الانتحارية بداية تبعات تورط النظام الموريتاني

 أرادتها  فرنساو دول غربية و نفذها ولد عبدالعزيز، خرجت حكومة نواكشوط لتخبر العالم  أنها بصدد القيام بإجراءات أمنية  لغرض محاربة القاعدة و تتبعها في صحراءها، خروج بثمن كما لمزت بذاك المعارضة، و كان أول قطرات التنسيق عملية فاشلة انتهت بقتل الرهينة الفرنسي، انبرى ساركوزي، و تورط موريتانيا في أزمة سياسية مع مالي تخفي صراع الأدوار بين دول المنطقة،  و ظل النظام الموريتاني ينتظر رد القاعدة خاصة و أنها فقدت سبعة من مقاتليها، تحدثت المعارضة عن فشل العملية و عن حرب فرنسا بالوكالة أسبابها و دواعيها و تجلياتها على الوضع الأمني الهش في موريتانيا، بعدها وافقت اسبانيا على  صفقة تبادل بينها و بين القاعدة، دفعت الثمن فيها مجددا موريتانيا و لكن بشكل آخر فقد تم تقديم المعتقل عمر الصحراوي الذي فرغ القضاء الموريتاني حديثا من أمره بإصدار أحكام قضائية أتجاهه لتورطه في مقتل سياح أجانب، ضربة أخرى  للقضاء الموريتاني ومساومة أخرى نفذها نظام ولد عبد العزيز..

لم تنتظر القاعدة الكثير من الزمن لتنفذ عمليتها في النعمة، إنتحاري فجر نفسه بقرب ثكنة عسكرية أودت لمقتله و جرح ثلاث عسكريين، قد يكون ردا باهتا لكن سرعة تنفيذه تفيد على أن القاعدة قادرة على ضرب النظام الموريتاني و مراكزه  و تهديد أمنه يساعدها في ذلك  حرية تحركها لشساعة البلاد و ضعف تغطية الجيش الموريتاني و تواضع وسائله و ضعف جاهزيته مقارنة مع القاعدة. هذه الأخيرة أرسلت بيانا تتبى فيه عملية النعمة و  تهدد فيه الرئيس الموريتاني  الذي ورطه والي اليهود ساركوزي كما جاء في البيان.

النظام الموريتاني حلقة أضعف في محور الدول المحاربة للقاعدة، و أي ضربات موجعة ستكون إما ضده أو في أراضيه، مما سيجعل هذه البلاد الكريمة على أبواب أزمات أمنية لها قطعا تبعات إقتصادية ( خاصة سياحية) و سياسية فالوضع الأمني المتردي قد يولد إحتقانا داخليا و جوا ستستغله المعرضة في تجييش الشارع ضد النظام، ولعل دخول الجيش في حرب خاسرة لا محالة سيؤجج مشاعر الغضب بصفوفه فينتهي الأمر بعملية انقلاب عسكري كما حدث للريئس ولد داده عقب حرب الصحراء، فهل سيقدر النظام على مواجهة القاعدة ؟ أم أنه سيتجه للغرب و هذا ما يعني  تدخلها في الشأن الداخلي للبلاد أوأيضا للدول المجاورة كالمغرب أو الجزائر مما يكرس نوعا من التبعية و التنازلات السياسية خاصة في منطقة حساسة طالما كانت موريتانيا تتمع فيها بنوع من الحياد اتجاه أزمة الصحراء.