عملها محرم
في مجتمع كالمجتمع السعودي يكون الحديث عن بعض القضايا مدعاة للسخرية ولا يجد الفرد المؤمن بالعقل والحياة السوية بٌداً من التوقف عندها برهةً من الوقت فالعقل يتساءل والواقع يٌصدق ذلك أو يٌكذبة ، الدخول على المجتمع من نافذة الوعظ والدعوة لعبة يٌجيدها البعض ويتفنن فيها فلا يوجد عله عقلية تٌبيح ذلك الدخول الذي يشبه دخول البعوض خلسةً من دون سابق إنذار ، الداخلون على المجتمع من تلك النافذة يٌبررون سلوكهم بمبررات وهمية مخترعة من عقل محشو بالمتناقضات والقصص والخرافات فسد الذريعة والخوف على الأنساب والخوف على الدرة المصونة من العلاقات الجنسية المحرمة والخوف على الذكر من الانحراف والإغراء مبررات يسوقها العقل الخرافي اذا ناقش او جادل في قضية نسوية او وطنية او قضية اجتماعية تهم كل المجتمع ، بالأمس القريب استدعى العقل الخرافي الخائف من كل شيء مجموعة من الآراء والفتاوى تقف ضد عمل المرأة بوجه عام وبالمنشأت الطبية والصحية بشكل خاص فهي حرام وعند البعض وهم كثر هي مستنقع للدعارة والعلاقات الجنسية ، آراء وفتاوى مبنية على قاعدة سد الذريعة فالخوف ليس على المرأة العاملة بل على الذكر الذي يرتاد تلك المنشآت طلباً للعلاج ، لو كان الخوف على المرأة العاملة لكانت هناك آراء تدعو لسن أنظمة تردع المتحرشين وتضع حداً لكل من يحاول المساس بحرية وحق المرأة العاملة بشكل خاص والمرأة المواطنة بشكل عام ، لو كان الخوف على المرأة لدعى المتشدد و قطيعة الى صيانة المرأة بخطوة عملية فركوبها مع سائق أجنبي جريمة وامتهان للمرأة عكس اذا قادت السيارة وقضت أعمالها بحرية تامة دون انتظار سائق أجنبي قد يكون خريج سجون وصاحب سوابق جنائية !فأين الخوف الحقيقي على المرأة ؟
تفسيق وتبديع العاملات بالمنشآت الصحية وتحريم العمل بالمجال الصحي مسخرة فكرية فالمجتمع يعيش نشوة عقلية ويتنفس هواء الحرية الفكرية رغم وجود بعض الشوائب المتناثرة هنا وهناك ولن يلتفت لتلك الأصوات وما تكتبه أقلامهم من كلمات وعبارات يٌسميها الجاهل علماً وهي ليست كذلك ، تلك الآراء وتلك الأصوات لها دور سلبي فهي تعزز التشدد والتزمت وتستهدف نساء وفتيات وطن لم يعد بحاجة لوصي فكري أو ثقافي ، الذهنية الفقهية السعودية والغير سعودية ترى في الأنثى مشروع عاهرة وتراها جسد يٌستمتع به بموسوغات عدة أعلاها زواج المسيار وأدناها الولاية بأمر الرأي الفقهي والأجراء النظامي ، لو تساءل العقل المحشو بالمتناقضات وتوقف عند ماذا لو عزف المجتمع عن تعليم مهنة الطب والتمريض لبناته ماذا ستكون النتيجة ؟ النتيجة هي لن تجد امرأة تٌطبب وتعالج وتساعد درتك المصونة اذا احتاجت للرعاية الصحية ؟ فيكفي دخولاً على المجتمع من نافذة الوعظ والدعوة سعياً للوصاية وسقايةً للتشدد والتزمت الذي نهايته محاربة الحياة ومقاومة المجتمع باللسان واليد وتفخيخ المؤخرات ؟
التعليقات (0)