هل تُراه مُسلسل عمر الذي بلغ صيته أبعد مدى، يستطيع أن يرشّ بعضا من مدد الرحمة والرأفة والعدل العمري على قلوب حكّامنا، فتحنّ أو تلين قليلا على محكوميها ؟!..
أولئك الحكّام الذين سمعنا أن بعضهم إقتطع مبالغ ضخمة من ميزانيات شعوبهم من أجل العمل، واستصدروا فتاوى تجيز عرضه وتداوله . هل كان دافعهم وراء ذلك، وضع أرجلهم على النهج الصحيح والسّوي للخلافة الرّشيدة، من خلال إنعكاس عمر رضي الله عنه بوصفه أكثر مَن عُرف بالقوة مع التقوى، وبالحزم مع العدل والورع ؟!..
إذا كانت تلك الأموال المُقتطعة من ملكيات الشعوب دون إستشارتها حتى، هي قرابين لإعتاقها من التعنت والظلم والقهر والبؤس .. ففدا عمر وكل العشرة المُبشّرين بالجنة وتابعيهم وتابعي تابعيهم، حتى أرواح الشعوب وليس أموالها فقط !..
أمّا إذا كان الدافع هو محاولة تنويم الشعوب عن واقع حالها البائس، بإعادة إرسالها إلى ماضي الأمجاد المشرق والخالد السحيق، ظنا أن ذلك يُعيد هيبة الحكام خلفاء لله على الأرض مع ظلمهم وجورهم وفسادهم الحالي . فحينها لن يكون عمل عمر التاريخي الضخم والرائع، مع كل ما حوى من بدائع الصور عن الإسلام، ومع كل ما صُرف عليه من ميزانيات .. لن يكون أكثر من نسخة عكسية لبرنامج الفرجة (واي فاي)، مع الكثير من الحسرة والدموع على الماضي والحاضر والمستقبل معا !.
08 . 08 . 2012
التعليقات (0)