عمتي عمدة بغداد

قبل أيام حضرت معي عمتي أحتفالية للجالية العراقية في مدينة مانشستر البريطانية ، وبما اني أحد المنظمين لهذه الاحتفالية ، وقفت في أنتظار عمدة المدينة ولما وصل الموكب نزلت السيدة العمدة ( أيلين بويز ) برفقة نائبتها وكلاهما قد تجاوزالستين من العمر .ولحظتها سألتني عمتي : - أين العمدة ؟؟ فقلت هذه السيدة التي صافحتنا بحرارة وسألت عن أحوال كل واحد منا هي العمدة وبرفقتها نائبتها . ابتسمت عمتي وتعالت ضحكتها العراقية وقالت : تركوا الحكم لهن لانهم يعرفون ان قلوبهن أرحم .. ساعتها تذكرت صرخة صديقتي الشاعرة دلال جويعد ( أطالب أن تحكم الأمهات العالم..... كي نحتمي بخوفهن من حروب الأبناء ) . فعلا ماذا لو تمكنت الامهات من حكم العالم الا سيكون أجمل واكثر نقاءا وازدهارا و امانا ؟هل نحلم في بلداننا التي أكلت الحروب خيرة أبناها وبناتها ودمر الحكام المستبدون الذي توارثوا على حكمنا قرون ثرواتها وغيروا حتى في طباع الانسان ، أن يفوز حزب جدتي وامي وزوجتي وأبنتي ويكون حزب الاغلبية في البرلمان .ساعتها حلمت في وطني العراق كيف لو أرتقت سيدة عراقية سدة الحكم ، هي بالتأكيد أحدى جداتنا او أمهاتنا لتشكل حكومة كلها من الامهات الحنونات ، فتختار وزيرة او مديرة قلبها عراقي الهوى لا تفرق بين هذا وذاك فكلهم ابنائها واحفادها نحلم بها كيف توزع الحصة التموينية العراقية الحقيقية لبلد الخير و النفط وهي بحرصها المعروف سوف لن تنسى أحد بلا مسكن لائق ، ساعتها لن تجدها ترتتشي ولا تسمح لسارق ان يسرق طعام أبنائها ولن تهادن في نوعية زيت الطعام وتفكر.....

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=18049