عمال فلسطين يشيدون مستوطنات الصهاينة
في الضفة الغربية حيث تسابق إسرائيل الزمن لإستكمال بناء ما خططت له من مستوطنات ليهودها ؛ فإن المضحك المبكي والملفت للنظر أن عمليات البناء تتم بيد الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية أنفسهم. وتحاول إسرائيل توزيع وبث العديد من الصور التي تؤكد هذه الحقيقة لغرض خبيث بالطبع، وهو تغذية الإنطباع لدى الرأي العام العالمي بأن الفلسطينيين لا يمانعون في الخفاء ببناء المستوطنات في الوقت الذي يعلنون فيه على الملأ رفضهم ومعارضتهم ...... أو بما يعني من جانب آخر تكريس "المتلازمة العربية" التي عمل تحالف الصهيونية والمحافظون الجدد على إلصاقها بنا ؛ وهي أن " أقوالنا لا تتطابق مع أفعالنا " ... شعبا كنا أو حكومات وأنظمة سياسية.
إن أخطر ما يثمر عن مشاركة العامل الفلسطيني في بناء المستوطنات أنه يقلل تكلفة بنائها وتشييدها إلى أقل حد ممكن . وهو ما يعود بالنفع في نهاية الأمر على الخزينة الإسرائيلية ... أو كأننا نقدم يد المساعدة سخية للصهاينة تطبيقا عمليا راسخا لبلاهات الكرم العربي الأصيل.
عامل فلسطيني يؤدي الصلاة في موقع عمله بمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية ...... معظم أعمال الإنشاءات والبناء في المستوطنات يقوم بها مقاولون وعمال فلسطينيون تحت نظر وبمباركة السلطة الفلسطينية بالطبع .. وربما كان الحساب يجمع في نهاية المطاف بين المقاول والسياسي ... وللمال في نهاية الأمر سحره وبريقه .. والنفس أمارة بالسوء .... وهناك من يبرر لنفسه الجرم والخطأ والكبيرة والموبقة بالقول الخائب : " لو لم أفعلها أنا وخسرت لفعلها غيري وربح ".
في مستعمرة أليعاز اليهودية .. الغالبية الطاغية من العمال والفنيين والمشرفين هم فلسطينيون ..... ويقدر عدد سكان هذه المستعمرة المخطط له يبلغ 1700 أسرة يهودية.
للأسف فإن حقوق العمالة الفلسطينية في مواقع بناء المستوطنات تقل كثيرا عن تلك التي تتمتع بها العمالة اليهودية .. ومع ذلك يتدافع الفلسطيني للحصول على فرصة عمل بسبب إرتفاع نسبة البطالة بينهم . وعدم رعاية السلطة الفلسطينية وإهتمامها بأبسط حقوقهم أو الدفاع عنها .. فالجميع هناك مشغول بجمع فتات الموائد في الداخل والخارج على حد سواء . وعلى القضية والحق الفلسطيني العام السلام ....
والمضحك المبكي في هذا الشأن أن الذي هب ليدافع عن حقوق العمالة الفلسطينية هنا إنما كانت منظمات حقوقية إسرائيلية . وأفلح بعضها في الحصول من القضاء الإسرائيلي على أحكام بتحقيق العدالة والمساواة في الأجور والإمتيازات وتحسين ظروف العمل . ولكن التنفيذ كان محدودا بسبب تهديد شركات المقاولات للعمال الفلسطينيين بالفصل والتشريد في حالة المطالبة بحقوقهم أو الإدلاء بأية إفادات أو شهادات أمام مندوبي المنظمات الحقوقية والقضاء الإسرائيلي على نحو يؤكد تعرضهم للإستغلال .
يقدر عدد المستوطنين اليهود الذي يقطنون في الضفة الغربية المحتلة الآن بنحو 500,000 نسمة (نصف مليون شخص) ...... وفي الوقت الذي يعترف فيه العامل الفلسطيني بأن بناء المستوطنات الإسرائيلية يحول عمليا دون تحقيق حلم الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ؛ فإنهم يبررون ما يقدمون من مساعدة فاعلة في بناء هذه المستوطنات وبتكلفة زهيدة تصب في مصلحة الخزينة الإسرائيلية والشعب اليهودي عامة .. يبررون ذلك بالقول أنهم يعانون من البطالة القاتلة وحيث تبلغ نسبتها بين الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 19%
لقد بات واضحا أن كافة المساعدات المالية والعينية التي يقدمها العرب عبر الطرق والقنوات الرسمية والخيرية تذهب لجيوب ومخازن وخزائن وحسابات قلة قليلة منتقاة من المتنفذين الفلسطينيين ....
ترى هل يسعى العرب لتقديم المساعدة الحقيقية للشعب الفلسطيني مباشرة عبر توفير فرص العمل لأبناء فلسطين في مجال التشييد والبناء بدلا من فتح الباب مشرعا أمام العمالة الآسيوية المعادية للإسلام والتي تظهر المسكنة والخنوع المستتر خلال إقامتها وإسترزاقها في بلدان العرب في الوقت الذي لا تتوانى فيه بإظهار الشراسة وممارسة العداء السافر للعرب والإسلام في بلادها ؟
هندوس وسيخ وبوذيون يحرقون نسخا من المصحف الشريف في الهند بمناسبة ودون مناسبة ...... شرسون في بلادهم ضد كل ما هو إسلامي ومسلم ...... ويحلو لنا إستضافتهم في ديارنا وفتح أبواب الرزق الواسعة والحياة الرغدة لهم ولأجيالهم القادمة على نسق " الكرم العربي العبيط "
التعليقات (0)