دخلت نقابة شركة ” سميسي – ريجي ” ، في خريبكة ، المنضوية تحت لواء ” الاتحاد المغربي للشغل” إلى مرحلة التصعيد في مواقفها النضالية بعد أن نفدت اعتصامات ووقفات احتجاجية بتاريخ 09 و23 يوليوز 2009 ، أمام مديرية الاستغلالات المنجمية في خريبكة، ولم تلقى إلا التعنت من طرف هذه الأخيرة.
وابتدأت مرحلة التصعيد بعد شروع العمال المتضررين من الأوضاع المأساوية التي يعانون منها لمدة تسع سنوات ، في إضراب لا مفتوح ابتداء من يوم الأربعاء المنصرم ( 12 – 08 – 2009 ) ،وحسب بيان وزعته النقابة فإنها ستقوم اعتصام يوم الاثنين والثلاثاء 17 – 18 – غشت 2009 أمام مديرية الاستغلالات المنجمية بخريبكة.
إن عمال”سميسي ريجي ” ويزيد عددهم عن 800 عامل ؛ تم تشغيلهم في إطار اتفاق شراكة بين مجمع المكتب الشريف للفوسفاط وفرعه ” SMESI ” مبرم بتاريخ 05 - يناير 1979 الحامل لرقم 8 / 0315 – 000 للقيام بأعمال ومهام لها علاقة مباشرة بالإنتاج ، وبعيدة كل البعد عما تدعيه الإدارة من كونها تندرج في إطار المناولة لا غير . إذ أن الوظائف الموكلة لعمال سميسي ريجي على سبيل المثال لا الحصر هي : سياقة آلات الشحن والاستخراج والشاحنات ذات الحمولة الثقيلة … السهر على صيانة التجهيزات الأساسية والميكانيكية التي يتوقف عليها سير إنتاج الفوسفاط … التدبير، الإعلاميات و السكريتاريا .
وقد ظل هؤلاء العمال كفوسفاطيين بدون حقوق رغم مساهمتهم المباشرة في الإنتاج ، وقضوا سنوات العمل تحت الإشراف المباشر لشركة ” SMESI ” في كل ما يتعلق بحياتهم المهنية من : اختبارات مهنية ، تكوينات تتعلق بالسلامة ، تحديد المهام ، أداء الأجور … الخ ( وهذا ما أكدت عليه المذكرة 205 – RE الصادرة بتاريخ 08 – 12 / 2009) ، وكذا مساهمتهم في تكوين العمال الجدد للمجمع الشريف للفوسفاط وهذا يتنافى مع المادة 508 من مدونة الشغل التي تمنحهم حق الأسبقية في التشغيل . وحسب مسؤول من النقابة فان إدارة الفوسفاط أمعنت في استغلال هؤلاء العمال لدرجة انه في الوقت الذي تثمن فيه – على سبيل المثال – ساعة عمل واحدة لسائق آلة الشحن والاستخراج ب 51 درهما ، يقوم فرعه ” سميسي ” تحديد ثمن نفس الساعة ب 22 درهما .
وحسب مدونة الشغل فان عمال ” سميسي ريجي ” يعتبرون بمثابة مأجورين دائمين داخل مقاولة وضعتهم رهن إشارة مقاولة أخرى للقيام مهام يتقنونها أي يد عاملة مؤهلة ، وتعتبر النقابة بناء على ذلك أن ادعاء إدارة الفوسفاط بان العمال المعنيين مجرد عمال للمناولة استاجراتهم من مقاولة أخرى للقيام بمهام مؤقتة ولمدة محدودة هو مجرد تحايل على القانون ؛ مخالفة بذلك المقتضيات الواردة في المادتين 69 و 500 من مدونة الشغل وما نصت عليه المذكرة رقم 51 DRH/GP الصادرة بتاريخ 20 / 07 / 2005 ، والتي تميز عمال ” سميسي ريجي ” عن عمال المناولة اعتبارهم يقومون بمهام دائمة وذات أهمية بالغة كباقي عمال الفوسفاط لأنهم يعملون تحت الإشراف المباشر لمهندسي واطر المجمع الشريف للفوسفاط. وتبعا لجشع شركات” شبه بنكية ” يتراسها مدراء واطر سابقين بفرع ” SMESI” تم تنفيد قرار الرئيس المدير العام ( 01 – I PDG الصادر بتاريخ 23/ 06 2008 ) الذي ينص على ترسيم هؤلاء العمال وفق المصالح الخاصة لهذه الشركات التي تسببت في إقصاء ازيد من 800 عامل من الترسيم .
وللإشارة فان جل العمال المتضررين هم من أبناء المنطقة … وأبناء العمال المتقاعدين الذين سبق وان ضحوا بجهدهم وعرقهم في تنمية المجمع الشريف للفوسفاط …وأبناء من انتزعت أراضيهم للاستغلال الفوسفاطي وعانت أسرهم من مشاكل كثيرة تتعلق بالاستقرار المادي والمعنوي.
ويطالب هؤلاء العمال بحقهم المشروع في تحسين وضعيتهم المأساوية عبر تمتيعهم بكافة حقوقهم القانونية وعلى رأسها الحق في الترسيم والإدماج ، ورفع المعاناة عنهم والناتجة عن لاستغلال المفرط لطاقتهم الإنتاجية بشركات شبه وهمية هي في الحقيقة عالة على العمال وعلى المجمع الشريف للفوسفاط الذي يرفع شعار الرأس المال البشري .
التعليقات (0)