أعتقد ومن خلال متابعتي للعمل الحركي الإسلامي في العراق أنه بدأ يعلن تقهقره وتراجعه بل وصل به الأمر إلى بداية النهاية تلك النهاية التي ستقضي على تأريخ أخذ مساحة كبيرة في ساحة العمل الإسلامي الحركي العراقي المملوءة بالعطاء بشقيه الفكري والمسلح فكم قدمت هذه الحركات والأحزاب من قرابين جاهدوا في سبيل الله والوطن. فقد وضعوا لنا اللبنات الأولى لبناء العمل الجهادي ورسموا لنا النهج المعرفي والفكري لمواجهة الأفكار الخارجة والدخيلة على مجتمعنا الإسلامي ورسخوها بدمائهم الطاهرة النقية . وكم فقد العراق من رجالات العلم وطلابه من الشيب والشبيبة من أجل تلك الأحزاب التي كانت بعينه ومضة الأمل الذي سيخرج المجتمع من ظلام الكفر والإلحاد والظلم والطغيان
فتأريخ العمل الإسلامي مر بمراحل كثيرة وتصدى لجوانب عديدة كانت تريد الإطاحة بشريعة وقيم السماء كليا أو جزئيا منذ بدايات ظهور الفكر الماركسي الإلحادي ومرورا بالقوميين وصولا بالبعث الهدام وانتهاء بالغزو الثقافي الذي جاء به الاحتلال.
وهنا نود أن نركز على إحدى هذه الحركات الإسلامية المعطاءة وندقق على بوصلة تحركها الحالي لنعرف إلى أين تريد أن تصل ومالغالية من تغيير مسار حركتها وتمييع أهدافها وشعاراتها السامية وإبدالها بأهداف وضعية وشعارات مصلحية .
فاليوم يطل علينا زعيم المجلس الأعلى حفيد المراجع وابن تلك العائلة التي طالما حملت راية الإسلام ونادت به ولها من التضحيات الكثيير آخرها شهيد المحراب رحمه الله . ليؤسس للعراقين حركة جديدة أطلق عليها أسم رنان له صدى عندما تسمعه كل أذن إنسان. ألا وهي ( فرسان الأمل )
هل لهذه الحركة أيديولوجية ؟
بالطبع لايوجد لها أي فكر له صلة بالإسلام الحركي فهي حركة هجينة ذات أبعاد وضعية فهذه الحركة لم تضع ضوابط لمن ينتمي لها فهي ترحب بكل من هب ودب المحجبة والمتبرجة المؤمن المتدين والشاب العاصي المنحرف الفاسقة والعفيفة والى آخره من تناقضات تجمع بين أفرادها بل وحتى كوادرها .
مالغالية من هذه الحركة (فرسان الأمل )
بحسب تشخيصي لواقع المجلس الأعلى ودوره وعطاءه بعد التغيير الذي حصل في العراق فأنا أقرأ عن إعلان إفلاس المجلس الأعلى من مؤيديه وجماهيره بسبب ساسة وكوادر المجلس الأعلى الذين تبوءوا مناصب مهمة وكثيرة في الدولة العراقية على الصعيدين التشريعي والتنفيذي ولم يقدموا لجماهيرهم أي شيء فقد بقوا في بوتقة تحقيق مصالحهم الشخصية مما جعل الكثيرين ممن كان يثق بهم ويتبع خطاهم وينفذ توجيهاتهم وأوامرهم أن ينفروا من سلوكيات قادة المجلس الأعلى ويقطعوا علاقتهم به نهائيا.
فأصبح المجلس الأعلى يوما بعد يوم يعاني العزلة والغربة في المشهد العراقي مما جعل السيد عمار الحكيم أن يلجأ لرأب الصدع الذي لاح بمجلسه وزعامته له فانطلق بأفكار جديدة ماأنزل الله بها من سلطان وما أشبهه بالسيد أياد جمال الدين وغيره ممن يحملون على رؤوسهم تاج رسول الله ففرسان أمل السيد عمار الحكيم ماهي إلا توجه علماني ليبرالي يتزعمه رجل دين وهو بداية لنهاية العمل الإسلامي الحركي في العراق فعلى كل من يهتم بشؤون المسلمين أن يكافح هذه الظاهرة الغريبة والغير واعية وأن لايبخل بعطائه لتجديد روحية الإسلام الحركي في العراق والعاقبة للمتقين
التعليقات (0)