مواضيع اليوم

علي و اخواتها

مجدي المصري

2011-05-23 11:08:37

0

علي واخواتها ..
تواتر الينا أحد الأمثله الشعبيه ضمن ترسانه هائله من الأمثله الشعبيه التي حواها التراث الوطني المصري بين جنباته وحفظها الأجداد وتناقلها الآباء عن الأجداد ونقلوها الي الأبناء محافظين عليها من كل سوء كما لو كانت نصوصا مقدسه مُنزله من السماء , ليس هذا فحسب ولكن كلما حدث موقف أو حادث أيا كان نسارع بدون تفكير بإستحضار "آيات المثل الشعبي" الذي يصلح للتطبيق علي الموقف وكأننا نعلن بكل صراحه ووقاحه أن الموقف أو الحدث تطبيقا وتنفيذا حرفيا لآيات المَثل التُراثي المتوارث عن الأجداد والذين لم يتقولوا به من فراغ أو الذي لا يأتيه الباطل ..
ومثلنا المُقدس هو "أنا وأخويا علي إبن عمي .. وأنا وإبن عمي علي الغريب" مثل نردده كل يوم آلاف المرات كالببغاوات وهو واضح وضوح الشمس لا يحتاج الي شرحا أو تفسيرا , ولكن ما يحتاج الي الشرح هو "علَي" وعلي هنا وجوبيه سواء في المقطع الأول أو الثاني لابد من وجود علَي , أي لابد أن يتجمع أحد علي أحد حتي يُجهز عليه ..
فإن كان الأمر محصورا داخل نطاق العائله الواحده فلابد أن أتحد مع أخي لنجهز علي إبن عمي , وإن خرج الأمر عن نطاق العائله فلابد أن نتحد أنا وإبن عمي "الذي سبق أن أجهزنا عليه" ونجهز سويا علي هذا الغريب عن العائله ..
أي منطق أعوج وأي قيم يحملها هذا المثل ..؟
أين صله الرحم .. أين التواد .. أين التسامح .. أين التواصل والتراحم والموده ؟؟
أي قيم سمحه إذا كانت "علَي" وجوبيه فيما نتوارثه ونردده كالببغاوات من أمثال شعبيه ..؟
وإذا أردنا أن نري مدي تطابق هذا المثل علي الأحداث السياسيه المصريه , لن نوغل في التاريخ ولكن لنبدأ مثلا منذ ثوره 23 يوليو 1952 لنري كيف طبق المصريون هذا المثل التطبيق الحرفي الأمثل ..
تبدأ الأحداث بقيام مجموعه ضباط من الجيش بإنقلاب علي الملك ..
إنضمام الشعب الي الجيش في ثوره علي النظام الملكي ..
مجلس قياده الثوره و العمال والفلاحون علي الإقطاع وأمموه ..
جمال عبد الناصر ومجلس قياده الثوره علي اللواء محمد نجيب وخلعوه ..
جمال عبد الناصر والاتحاد الاشتراكي علي الأحزاب وألغوها ..
جمال عبد الناصر والمباحث العامه علي الإخوان المسلمين ونكلوا بهم ..
الإتحاد الإشتراكي والمخابرات العامه والمباحث العامه علي الشعب كله والباقي أنتم تعرفونه ..
ثم جاء السادات ..
السادات والاخوان المسلمون علي الإشتراكيين والشيوعيين والقوميين ..
جماعات الجهاد والتكفير والهجره وباقي الجماعات علي السادات وقتلوه ..
ثم جاء حسني مبارك ..
حسني مبارك والشرطه علي الجماعات الإسلاميه ..
حسني مبارك ومباحث أمن الدوله علي الشعب المصري ..
الحزب الوطني ومباحث أمن الدوله علي مصر كلها ..
ثم قامت الثوره ..
الشعب المصري بكافه أطيافه علي حسني مبارك ونظامه ..
وسقط النظام ..
ولكن لابد أن تستمر رايه "أنا وأخويا علي إبن عمي وأنا وإبن عمي علي الغريب" عاليه خفاقه والتي تحولت الي دستور مصري دائم لا يسقط ولا يتبدل لينقسم الشعب المصري الي فرق تحت عشرات المسميات والمشارب "وكُله علي كُله" ليبدأ تمزيق مصر وتشتيت أبناءها وضياع مقدراتها وفقدان ثقلها ووضعها الإقليمي والدولي وينجح أعدائها في تقزيمها وتركيعها ..
كل هذا بسبب ثقافه "علَي وأخواتها" التي تسيطر علي عقول ووجدان الشعب المصري والتي حتما ستوصله الي الدرك الأسفل عالميا ..
مجدي المصري

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

المزيد من الفيديوهات