هناك على الحدود الشمالية في وادي اسمه وادي خالد سقط مصور صحفي سهوا بنيران جيش نظامي فاراده قتيلا ..وهناك على الحدود الجنوبية في قرية اسمها ميفدون في جبل عامل دفن جسد المصور الشاب وختمت القضية بالشمع الاحمر..
المصور الفقيد بعين فئة هو مسؤول عن وفاته فهو عانق كاميرته والتحق بفريقه في منطقة حدودية خطرة يتعرض فيها الجيش النظامي لهجمات ارهابية والمصور الفقيد مسؤول عن الرصاصات التي اخترقت جسدته فهو جازف بحياته من اجل مهنته ..
والمصور الشهيد بعين فئة اخرى لن يعترف يه شهيدا في بلدته ولن يقاتل ابناء جنوبه من اجل الثأر له ولن يعامل معاملة شهداء حيه او اسرى طائفته ..فصحيح انه جنوبي واسمه علي الا ان سقط سهوا في حدود غير حدود الجنوب وفي مهمة غير مهمة الجنوب..
وعين هذه الفئة ترى ان حدود الشمال غير حدود الجنوب ووادي خالد غير جبل عامل ,فحدود الشمال سائبة منذ ولادتها لا دولة تحميها ولا حزب يقض مضجع مخترقيها ,وشهيد الجنوب غير شهيد الشمال ولو جاء شهيد الشمال من الجنوب من قرية تكاد تتلامس مع حرمانها مع وادي خالد ويكاد ان ينام جبلها على كتف وادي خالد معانقا هم الوادي المشترك ووهم الدولة والحدود..
و في عين الكاميرا لا يختلف الوادي عن الجبل ولا تختلف ميفدون عن قرى عكار ولا يختلف علي شعبان عن عساف بو رحال الزميل الصديق الذي قتل سهوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي قبل نحو عامين ..عساف وعلي ينتميان الى الكاميرا والكاميرا لا تحمي في الجنوب ولا تحمي في الشمال ..الكاميرا تغدر صاحبها فتدفع به الى التهلكة ,اراد علي ان يحصد صورا تجسد الهم على الحدود الشمالية و اراد عساف ان يحصد صورا تجسد الهم على الحدود الجنوبية ...
سقط علي سقط عساف سقطت الكاميرا ,عين الكاميرا لا ترى قتلاها هم يسقطون سهوا بنيران جونبية, بنيران شمالية , بنيران عين تهوى ان تحول الاجساد الحيوية الى جثث جامدة ..
هناك على الحدود الشمالية سفط علي وهناك على الحدود الجنوبية سقط عساف , هي حدود لدولة سائبة تسقط حدودها سهوا بيد جيران عينهم لا ترى الا جثث هامدة .
التعليقات (0)