علي والفوز الإلهي في وجدان المحقق الصرخي.
بقلم: محمد جابر
كلماتٌ عظمية أطلقها عليٌ في أول ردة فعلٍ منه حينما هوى سيف الجهل والتكفير والتلبس بالدين على هامته الشريفة..
كلمات دوَّت في الأرجاء، وردَّدت صداها السماء..
لكنْ..
بماذا فازَ عليٌ؟!!!
وفق مقياس أهل الدنيا فأنَّ عليًا أكبرُ الخاسرين!!!
لأنَّه لم يكتفِ من الدنيا الا بثوبٍ خلقٍ بالي، ورغيف!!!
وهذا ما عبَّر عنه بقوله عليه السلام:« أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ».
إذنْ: ما هو الفوز الذي أعلنَ عنه في تلك اللحظة؟!!!
وأيَّة لحظة!!! إنَّها شجُّ السيفُ لهامته!!!
لحظةُ إعلان النتائج.. لحظةُ التتويج بالفوز!!!
فهي لحظةُ اجتماع الأضداد!!!
عليٌ فازَ
لأنَّه: رمزُ التقوى والاعتدال والوسطية.
لأنَّه: بابُ مدينة علمِ رسول الله، ومَنْ أراد المدينةَ، فليأتِ الباب.. فليأتِ عليًا... وليتبع عليًا بالقول والفعل.
لأنَّه: الأعلم، قال نبينا الأقدس: « أعلمكم علي».
لأنَّه: صاحبُ الدليل والأثر العلمي الشرعي الأخلاقي.
لأنَّه: أميرُ الحوار العلمي، والحكمة والموعظة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
لأنَّه: لم يكن طائفيًا.. لم يكن تكفيريًا.. لم يكن ظلاميًا..
عليٌ فازَ:
لأنَّه: كان مع الحق، والحقُ معه.
لأنَّه: لم يستوحش طريق الحق لقلَّة سالكيه.
لأنَّه: آثرَ المصالح العامة على المصالح الشخصية.
لأنَّه: لم يُهادن، ولم يُساوم، ولم يُجامل على حساب الحق.
لأنَّه: كان أبا الأيتام، ومنبع الرقة والشفقة.
لأنَّه: الكرارُ حامل ذو الفقار، وحامل القلب الذي يسع الكون حلمًا ورحمة.
عليٌ فازَ:
لأنَّه: الرئيسُ العادل الذي ضمن حقوقَ الجميع، ولم يفرق بينهم.
لأنَّه: الأميرُ الذي شارك الناس مكاره الدهر، وجشوبة العيش،
حيث قال: « أَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الطعام».
لأنَّه: كان الرحمة والشفقة بأعظم تجلياتها، حتى مع قاتله، فحينما قُبضَ على الشقي ابن ملجم التفت الإمام عليه السلام إلى ولده الحسن عليه السلام وقال له: « إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً.. »، هنا تعجز الكلمات عن وصف رحمة علي وانسانيته وشفقته!!!
لأنَّه: كنز الإنسانية الذي لا ينضب.
عليٌ فاز:
لأنَّه: منظومةُ القيم والمُثل الإلهية الأخلاقية الإنسانية.
عليٌ فاز لأنَّه الكمالات كلها، والكمالات كلها علي.
هذه المسيرة الوضَّاءة لعلي جعلته الفائز الأول بعد أستاذه النبي.
عليٌ فاز بالشهادة التي لا ينالها الا ذو حظ عظيم.
عليٌ فاز برضا الله، و رضوان من الله أكبر.
عليٌ فاز بما لم يفز غيره بمثله الا أستاذه النبي الأكمل.
فُزْتُ وربِّ الكعبة، منهجٌ جسَّده عليٌ بجهاده و تضحياته ، ورسالةٌ كتبها بدمه الطاهر الى البشرية.. لتفوز كما فازَ هو عليه السلام.
والفوز لا يتحقق الا بالسير على نهجِ علي عليه السلام، نهج الإسلام المحمدي الأصيل.. نهج التقوى والعلم والأخلاق والإنسانية..
النهجُ الذي يصنع انسانًا متكاملًا صالحًا، وهذا ما دعاء اليه وجسَّده المرجع المُعلم الصرخي، حيث قال: « لا يصدق على الانسان أنَّه شيعي وأنَّه يُحبُّ عليًا وأهل البيت(عليه السلام) الا اذا كان عنصرًا متكاملًا في ذاته وشخصه، وعنصرًا صالحًا وفعالًا في مجتمعه للوصول الى تكامل المجتمع المسلم بعد تكامل الفرد المسلم».
عليٌ فاز..
فمتى يفوز المسلمون؟!!! ومتى تفوز البشرية؟!!! لأنَّ عليًا للبشرية كافة!!!!.
التعليقات (0)