علي رمز التقوى والإنسانية.. في ضمير حفيده المُحقق الصرخي.
بقلم: محمد جابر
الإمام علي- عليه السلام- كان إنسانية تمشي على الأرض، وأخوة وهبت وجودها من أجل الآخرين، ورحمة تفيض بحنانها ورأفتها على الجميع، وعدالة ضمنت حقوق الناس أجمعين..
عليُّ كلُّ الكمالات.. والكمالاتُ كلُّها علي..
عندما نتحدث عن فضائل شهيد الإنسانية علي- عليه السلام- وكمالاته فإننا نتحدث عن شخصية إلهية شكلَّت النموذج الأكمل بعد نبينا الأقدس- صلى الله عليه وآله وسلم- في كل الظروف والأحوال، فعلي كان النموذج الاكمل في أحلك الظروف وأقساها، وهنا تبرز العظمة الحيدرية، حيث لم تجبره الظروف القاسية، والمؤامرات التي حيكت ضده، والحروب الشعواء المتنوعة التي شُنَّت عليه، ووقوف الكثرة الكاثرة ضده، وغيرها من معاناة، كل ذلك لم يجبره عليه السلام الا أن يكون النموذج الاكمل.
جاء في جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١٤ - الصفحة ٢٠٠
عن أبي جعفر- عليه السلام- عن أمير المؤمنين- عليه السلام- في وصيته للحسن- عليه السلام - قال:« يا بني تفهم وصيتي واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك وأحب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها لا تظلم كما لا تحب ان تظلم وأحسن كما تحب ان يحسن إليك واستقبح لنفسك ما تستقبحه عن غيرك وارض من الناس ما ترضى لهم منك الخبر».
هذه الوصية تمثل المنهجية والخريطة المتكاملة التي ترسم العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، تتجسَّد فيها أسمى وأنبل معاني الأخوة والإنسانية والرحمة والانصاف، والتي لو طبقتها البشرية لعاشت بخير ورفاه وسلام.
عاشت الوصية الحيدرية في ضمير علمائنا العاملين وكان من أسمى تجلياتها ما نلاحظه في مسيرة المرجع المُعلم الصرخي الذي جعل منها نبراسا يضيء مسيرته الوضاءة فكانت مواقفه وسلوكياته ترجمانًا صادقًا لها وقد كلَّفه ذلك التضحيات الجسام ومزيد من الاقصاء والتهميش والتغييب والحروب الشعواء والتصفية والقتل أسوة له بجده أمير المؤمنين عليه السلام.
يقول المرجع الأستاذ:
« بكل تأكيد أننا سَلَكْنا كلَّ الطرق السياسية والقانونية والشرعية والمجتمعية والأخلاقية لرفع الظلم عن أهلنا واعزائنا وأبناء شعبنا الحبيب في كل العراق ، لانَّ ما يقعُ عليهِم من ظلْمٍ فهو ظلمٌ علينا وأنَّ مظلوميتَهم مظلوميتُنا ومأساتَهم مأساتُنا وحزنَهم حزنُنا وفرحَهُم فرحُنا.
واما رَفْعُ الظُلْمِ والحَيْفِ والقَهْرِ فاِنَّنا لا نَفتُرُ ولا نَكسَلُ عنه بل نبقى نُحاولُ ونعملُ ونُجهِدُ انفسَنا من أجلِ تحقيقِه ، وليس الغرضُ منْهُ المصلحةَ الشخصية والفئوية بل من أجلِ كل العراقيين وكل المظلوميات وكل المظلومين ، فمظلوميتُنا واحدة وقضيتُنا واحدةٌ ووطنُنا واحدٌ، فاِنَّنا شعبٌ واحدٌ ، وسنبقى على العهد بعون الله تعالى»، انتهى كلام الأستاذ الصرخي.
أميرُ المؤمنين علي- عليه السلام- كان المُنظِّر الأكمل، والمُجسِّد الأنبل لأسما القيم والأخلاقيات الإلهية والإنسانية، فهو نفس محمد سيد الكائنات وأكملها.
التعليقات (8)
1 - موفقين
محمد - 2019-05-27 21:55:47
حياكم ألله موفقين ان شاء الله
2 - علي حبه جنة
احمد جاسم حميد - 2019-05-27 22:22:07
حبُّ عليٍّ والجنةُ الأعمال الصالحات لا تُدخِل الجنة إلّا إذا قُرِنت بحبِّ عليٍ- عليه السلام- وإنّ حبَّ عليٍّ- عليه السلام- لا يُدخِل الجنة إلّا إذا قُرِن بالإيمان والهداية والعمل الصالح. مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله- 8 ذي القعدة 1437هـ - 12 / 8 / 2016م https://4.top4top.net/p_1240j1s221.jpg
3 - العراق
العربي - 2019-05-27 22:26:29
احسنتم بارك فيكم
4 - بغداد
خارق النار - 2019-05-27 23:22:31
احسنتم
5 - العراق
احمد صالح - 2019-05-28 01:43:49
موفقين
6 - العراق
احمد صالح - 2019-05-28 01:46:06
احسنتم
7 - تحليل
محمد قاسم - 2019-05-28 03:42:56
وفقكم الله تعالى
8 - ddmm974@yahoo.com
محمدعلي الزيرجاوي - 2019-05-28 17:29:47
وفقكم الله تعالى وسددكم