من باب التأويلات السياسية و لربما الاستغلال السياسي لوفاة المرحومين الزايدي و السيد باها بإذن الله، طرحت فرضية الاغتيال المدبر لهاتين الشخصيتين، حيث توفي الرجلين في مكان واحد و بطريقة رآها البغض غامضة و مثيرة، فأحدهما التقم النهر سيارته و غرق فيها و الآخر دهسه القطار و هو يحاول العبور للنظر و استكشاف منطقة موت الأول.
موت بهذا الشكل فتح مخيال الكثيرين لنسج الحكايات و وضع الأسئلة حول الوفاة، ربط البعض وفاة الزايدي بصراعه مع لشكر رئيس حزب الإتحاد الإشتراكي و منافسه داخل الحزب،تحدثوا عن دور حزب الاصالة في ذلك، عن المخزن و عن البصري و عودة سنوات الرصاص، تحدث البعض عن كلمات ابنة المرحوم و هي تكرر )قتلوا بابا ,,,,(، استجلب التاريخ قسرا ليذكروا بحادثة اغتيال فاشلة للزعيم المهدي بنبركة التي تمت في نفس المنطقة و يصفوا القنطرة بالقنطرة الملعونة، بل يتعدى الأمر لاستدعاء الخرافة حين يقول البعض للوزير العدالي رباح بأن القنطرة مسكونة، يغيب العقل و التروي في التعقيب و الحكم على الحادثتين ليس فقط عند العامة و المحدودي التعليم بل عند برلمانية عدالية حين كتبت على حائطها و إن صح الخبر أن المرحوم عبد الله بها أخبرها في رؤيا ما بعد الفجر بأن القطار لم يدهسه,,,,
نحن أمام موقف غريب على المشهد السياسي المغربي، موت الفجاءة فتح باب الإشاعة فكثرت معه الأقاويل، أراجيز و أساطير ستفتح شهية الصحف لقتل الركود و ستغيب المواطن عن مشاكله المعيشية و صراعه مع الحكومة المتلهفة للزيادات و رفع الدعم الذي يثقل كاهلها، و قد يستغل بعض من الأشياع و الأتباع و المتعاطفين و من شبيبة الحزبين الحادثتين لاستجلاب التعاطف الشعبي و إدعاء المظلومية من قبيل أن الحزبين في حالة استهداف في رجالاتهما و استدعاء الماضي القريب حين توبع و اضطهد اليساريون في الستينات و السبعينات من القرن السابق أو الإسلاميون في الثمانينات و التسعينات، أو في صراع الاجنحة داخل بيت كل حزب من الحزبين التنمية و الإشتراكي,
رحم الله الفقيدين بما شهد لهما من كريم الخصال و الفعال.
التعليقات (0)