مواضيع اليوم

على من بدأ المأساة ينهيها

محمد عابدين

2009-05-23 18:13:23

0

على من بدأ المأساة ينهيها


أعلم أن مدى تقبل كلامي هذا يعد من المستحيل إن لم يخلق من الأصل نفورا ً ضده كاتجاه نقدي ، ولكن هذا هو حالنا دائما ً فقد سبق السيف العزل و أسُست في ثقافاتنا ما يشحن العاطفة ويستحثها للنفور من حرية البحث والتجديد والتطوير والتحليل ، وبث فيها ما يرهبها بأحكام ترتعد لها أواصر كل من سولت له نفسه بمحاولة السعي في هذا المجال .

من أين لنا تطوير العقلية المسلمة لتتقبل زمانها وتتواءم معه وتتوافق مع حالة التقدم الحضاري لباقي الأمم وعلى رؤوسنا علماء إجلاء يدعون للتمسك بالتراث على علاته خوفا من الغريب الجديد ، وعلى رقابنا سيوف حد الردة
فكل جديد بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
وهو منطق لا يخلو من الوجاهة في رأي الكثير

وأتساءل :
أيوجد من يخبرني عن مصدر واحدا فقط من مصادر السلوك الفردي أو الجمعي في بلادنا لا يتخذ لنفسه المسار الذي اختير له من قِبل السادة علماء الدين ، وهل قوي مصدر واحد على أن يحيد عن هذا المسار بدءً من وسائل الإعلام وحتى المناهج التعليمية
احترس قبل أن تخبرني
وإلا ....
فما أكثر عقوبات إلا.. تلك ، بدءً من اتهامك بالردة ومنع إقامة الصلاة عليك بعد وفاتك إلى الخروج عن المألوف أو إنكار ما أجمع على وجوبه
ناهيك عن الأحكام الطائرة الفرعية مثل التفريق بينك وبين زوجتك ، وحرمانك من حقك في ميراث أقاربك ، و.. ، و..

أكرر احترس .. وأحذر
فتاريخنا ممتلئ بمثل هذه الأحكام وطرق تنفيذها ، يحملها الذين يسعون دون أن يدخروا جهداً لتوصيل مفاهيم الردع هذه لنا بكل السبل سواء علميا أو فكريا أو ثقافيا أو تعليميا أو بالقوة إذا لزم الأمر أو لم يلزم

وأتساءل :
ألا يفسر لنا انحصار مصادر السلوك واتخاذه مساراً شبه موحد مشمول بفكر وهابي غريب عنا وعن أصالتنا المصرية عن مستوى الأخلاق في بلادنا ؟؟
ألا يفسر لكم لماذا أظلمت الروح البشرية لدرجة تقبلها الإمساك بسكين لتذبح البشر كالدجاج هاتفة بأكرم النداءات " الله أكبر " مفتخرة بتلطيخ يدها بدم برئ وتقيم عرس فرحها الشامت بنصر الله بمقتل تلك النفس البشرية حتى ولو كانت على نفس الملة ؟؟.
آلا يفسر لنا ذلك سر الفساد المنتشر بيننا على كل المستويات لتجدنا نحيا المدنية بروح الجاهلية ، ونظهر إسلامنا الشكلي ونتغاضى عن جوهر مضمونه ، نرتدي الحجاب فوق الإسترتش والبدي الذي يكشف أكثر مما يستر ، ونقود المرسيدس في الشوارع المكتظة بالمارة بأسلوب قيادة العربة الكارو ، ونصلي ونصوم فرضا ً وسنة ونخسر الميزان ونطلق اللحى ويستهوينا استغلالنا لبعضنا ، ونسرق أراضى الدولة لنقيم عليها المنتجعات السياحية لتباع بأسعار خيالية ، ونلقب بالشيوخ لنهرب بأموال المودعين في الاستثمارات الإسلامية ، ونستورد اللحوم الفاسدة ولدينا شريط ضيق على وادي النيل نتحاشى توسعته خوفا ً من الغربة ولو استغلناه لأصبح لدينا مزراع ومواشي تكفي لقوت أبنائنا وأولادنا ، ونستورد الأسماك المجمدة ولدينا من البحار والبحيرات ونهر النيل ما يكفي لتغطية طلبات العالم اجمع من السمك الطازج ؟؟

وأتعجب !!

ألا يفسر لكم سر التعداد الهائل لهؤلاء المتسكعين على النواصي والمقاهي مع عدمية محتمة لاستغلال طاقاتهم المعطلة ، التسرب من التعليم واللجوء للأمية " فالجهل أفضل من علوم الغرب " .
ألا يفسر لكم ذلك الإتجاة الأحادي المخرج سر اعتيادنا لسلوكيات التواكل ، التسكع ، والتباكي إن عز البكاء ، والإهمال الشامل لجميع نواحي حياتنا " جرب وأدخل دورة مياه في مسجد إن كانت مفتوحة قبل موعد الصلاة " ، الاستهتار المدمر " منها على سبيل المثال لا الحصر حوادث الطرق و.. و.. " ، عمالة الأطفال ، المرأة الأم وأميتها وأمومتها " فهي المدرسة التي إذا أعدتها أعدت شعبا ً جيد الأعراق " ومتابعة نسبة المتعلمات والمثقفات والأميات ، السحر والشعوذة ، الزار والمندل ، و غيرهم الكثير
نكفر بعضنا بعضا ولا نقدم للعالم سوى الكراهية والعداء والقتل " نوالي أو نعادي حسب العقيدة " القرضاوي الإسلام والعلمانية ص 76، 77

ألا يعني تمسك الناس بدينهم على هذه الطريقة الشكلية هو سبب ما وصلنا إليه الآن مما أشرنا إليه سابقا ً ، فمن قال أن العبادات تتماشى مع فساد الأخلاق و أي دين كان من شيمته هذه الصفة .
يا سادة نحن بمورثاتنا نفتقد الأسلوب الحضاري في المعاملات على الأقل فكيف تتحضر أولادنا

وأتساءل :
من أين نبدأ بالدخول لعقلية المواطن وتوضيح مبدأ المواطنة والوقوف على مصادر معرفته وسلوكياته ، وحولنا هذا الكم الهائل من المجازر الرقابية والمحاذير والمحظور ؟؟
لنا الله
وإلى لقاء آخر بإذن الله
محمد عابدين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !