على من بدأ المأساة ينهيها ( 3)
لنحاول ولو لمرة واحدة أن نستسلم لصوت العقل
يا سادة ..
يجب أن نسلم بأن الأمر لم يعد يحتمل .. لإن الحياة لا تستقم والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع .. فلابد وأن يفهم كل من يسعى قدر جهده لهدم فرحتنا .. أن كلا منا سيتحول بعد أيام لتراب وما هم ونحن إلا بزائلين ..
وهنا أقف لأصرخ بما أوتيت من قوة .. وأقول
إن الحياة لا تستقم والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع
إن كل ما أصبو إليه هو وضع النقاط فوق الحروف في محاولة لوضع الأمور داخل إطار من الحقيقة لإعادتها لنصابها حتى تستنير الدنيا أمام أعين فلذات أكبادنا مستقبلا
يا سادة ..
فلنعجل ونستدرك أمرنا بأيدينا قبل أن ينتقل غصبا ً لأياد أخرى ممكن أن تكون قاسية علينا
يا سادة ..
لازال الأمر ممكنا ً إستدراكه لو راجعنا الثقافة والفكر المقدم لأولادنا
فلماذا نزول ونترك أبنائنا تحت شظى لهيب النار ؟ !
الشكل الظاهري يقول لنا أنه تم تحديث المجتمع من كل الجوانب .. ولكن الواقع يقر غير ذلك ويقول بأن هناك شواهد تدلل على أن هذا التحديث قام على معايير وأسس شكلية هاشة .. نعم هناك حداثة وتتطور مادي ملموس ، ولكن للأسف لم يواكبه تحديث أو أدنى تطور في الفكر أو الثقافة ، فبات لدينا مجتمع منقسم على ذاته ، مجتمع مدني يبحث عن التطور الظاهري والمدنية والتحضر والحداثة ... هذا المجتمع ذاته يحمل بين طيات فكره تخلف عنصري دوجماطيقي يدور حول مركز دائرة مُشَكلة من عدة عناصر ذو ثقافة تغلب عليها البداوة.. ثقافة ذات نزعة عدوانية تجافي العقل وتستبعد التحديث وتستنكر كل ما هو بجديد وتتخطى الواقع المعاش إلى كل ماهو في عالم أخر هو في علم الغيب ، لقد زحفت البداوة علينا بكل قيمها وعاداتها وتقاليدها .. وللتجميل والتثبيت والرسوخ أطرناها بإطار ديني .. نلحظها حتى في تغير الألقاب من إستاذ فلان للشيخ أو الحاج فلان نلاحظها في الدوريات الأمنية التي تلهث خلف وحول مواكب السواح في بلد الأمن والآمان ، نعم وحقا ً.. حدثنا المنهج السياحي وطورنا مشاريعنا السياحية .. ورممنا أثارنا .. لكننا في نفس الوقت نطالب الزائرين بأن يحملوا أرواحهم على أكفهم .. نلحظها ونلمسها في " دور العبادة للغير المخالف وتلك الحراسة المقامة عليها .. وما تتكلفه "، إختلطت الأمور لدى البعض منا وتاهت منا في زحام الأقاويل المعنعنة مصريتنا ووتنكر البعض لحضارة أجدادنا .
وهذا يستدع لآن يبدو في الأفق تساؤل آخر :
هل يجدي نفعا عقد اللقاءات المحلية ، والإجتماعات الداخلية ، أو الخطب الإعلانية الرنانة ، أو البرامج الإعلامية وضيوفهاسواءً من رجال الدين أو المثقفين وغيرهم في القضاء على هذه الإزدواجية ؟؟؟؟؟
مع الوضع في الإعتبار كونها مجرد كلام .. يستعرض ويعرض على من لايسمع إلا نفسه كلام فقط ليس إلا .. كلام .. مجرد كلام وحوار داخل القاعات أو الغرف المكيفة لنتستر به على حالنا وأحوالنا ، نشجب ونستنكر وندين و.. و.. وفي النهاية تجد إننا نخرج بما لا يتعدى حدود زمان ومكان الكلام ، ونتصور أو بالأحرى نتوهم إننا نصلح بكلامنا هذا ما يمكن إصلاحه ولكن هيهات !!
وصورة المتجاهل عن عمد أو ربما عن خوف تملأ الرؤية بوضوح وتقول :
إننا نملئ ذات الرحم الذي تتوالد منه ثقافة الكراهية والعدوانية والمؤامرة بذلك الجنين الذي يولد ليكره أهله وناسة ويكفرهم ويقيدهم بأغلال الماضى السحيق ..
والسؤال الأخير والأهم :
لماذا لم يقوى أيا منا على القيام بأعمال المفاضلة فيما يقدم للناس وننتقي من تراثنا ما يسمو بعقيدتنا وفكرنا وسلوكياتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
محمد عابدين
التعليقات (0)