بعد انتهاء زيارة الرئيس اوباما لجمهورية مصر العربية, شد الرحال على متن ذلك الطائر الكبير في حجمه و محتوياته , الطائرة الرئاسية الرقم واحد في العالم و الولايات المتحدة الأمريكية, ليشارك اوربا ذكرى ايام من الماضي , هناك ستكون مهمة جديدة تختلف , مهمة مضى عليها الدهر و لم تنتهي صلاحيتها ..هنا لست بصدد تلك المهمة و لم تكن لتشد فضولي قدر فضولي ان اضرب و اجمع الأخماس لأتغلب على ماذا يحمل هذا الرجل في ذهنه بعد ان ترك ارض مصر , بمن سيتصل , لمن سيقدم تقريره , هل هناك اعلى منه درجة فيكتب له واجاباته اليومية, من سيناقش له خطابه و يقول له اخطأت هنا أو ابرعت بعبارتك تلك , متاهات من الأسئلة التي كانت تدور في مخيلتي , و حين رايته ينظر إليّ كأنه يحاول قرأة افكاري, فأبسمت كأني اتجاذب معه حديث طريق السفر.......
س- سيدي الرئيس هل انت راضي عن خطابك في القاهرة ؟ اعني هل ترى أملا ان رسالتك وصلت للذين رغبت ان يصل خطابك إليهم؟
الرئيس اوباما- (ضاحكا) بالطبع اني راضي و فخور بخطابي , فأني قضيت وقتا ليس بالسهل لأعداد هذا الخطاب.. و الحقيقة اني لم اعد العدّة لهذا الخطاب كي استجدي أملا, بل انا اضع النقاط على الحروف حيال سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية و قد وضّحت معالم سياستنا اتجاه معظم القضايا الشائكة في المنطقة و العالم و مستمعي خطابي الأن يعرفون الخطوط العريضة لسياستنا.
س- لكن لماذا اخترت في اللحظة الأخيرة زيارة المملكة العربية السعودية قبل التوجه للقاهرة؟
لرئيس اوباما- لقد اسيء استباق فهم مضمون خطابي و لم اكن بصدد القاء خطابا دينيا من بلد ِقبلة المسلمين و انما خطابا سياسيا و هذا ما اوضحته للمسؤولين هناك.
س- هل تعني ان مصر هي ذات اهمية اكبر من الرياض او العواصم العربية الأخرى لتخصها بهذا الحدث؟
ج- ليس بالمفهوم الذي انت تعنيه, فالرياض عاصمة بلد ديني , لكننا ننظر للأمور من منظار أخر حيث أخذت بنظر الأعتبار موقف مصر من العملية السلمية في الشرق الأوسط ..
س- حددت خطابك ببداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و العالم الأسلامي,ترى ما هي اوجة العلاقات القديمة ؟
ج- لقد كان العالم الأسلامي ينتظر منا ان نتصرف من خلال وجهة نظرهم في صراعاتهم الفكرية و السياسية و يتناسون اننا وصلنا ما وصلنا إلية من خلال سياسة المصالح المشتركة لمكونات المجتمع الأمريكي و بالتالي نحن في السياسات الخارجية نمثل مصالح بلدنا بالدرجة الأساس وهي تمثل الهوية السياسية الوطنية لأمريكا.
س- لكنك دعوتهم للتعايش و التفاهم المشترك و علاقات جديدة!!!
ج- نعم هذا صحيح و هذا هو ما رغبت من توضيحه للعالم الأسلامي .. اي من خلال شراكة مصالح مشتركة و ليس من منظور احادي الجانب, تعاملنا على اساس ما ذكرته في خطابي, تحديات مشتركة و مواجهة التطرف و يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة و اعتقادا منا تلك المصالح بيننا كبشر هي اقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا.
س- اسمح لي ان اقول ان خطابك لم يكن واضحا في تحديد هذه العلاقة , و ماجاء فيه مجرد عبارات و رؤوس اقلام..
ج- انه كذلك فهو خطاب سياسي و ليس وثيقة عهد او اتفاق و نحن من خلال هذا الخطاب شرحنا نظرتنا للأسلام و العوامل المشتركة في التعايش السلمي و حل المعضلات و هذا ما سنعتمده في محادثاتنا الثنائية مع الدول الأسلامية , و كما ذكرت هنا سابقا اننا لا يمكن ان نكون شركاء من خلال وجهة نظر احادية الجانب لابد ان تكون لغة مصالح مشتركة تعتمد على احترام الطرف الأخر و كمثال حين ذكرت في خطابي بأننا ندعم قيام الدولتيين , دولة اسرائيل و دولة فلسطين و هذا لن يتم ما لن يقبل هذا الطرف بذاك.
س- هل يعني ذلك انكم ستضغطون على دولة اسرائيل لقبول حل الدولتين, و هل تتوقعون ان يقبل نتنياهو و حلفاءه ؟؟
ج-لابد ان تعلم إن اسرائيل دولة ديموقراطية و نتنياهو لا يمثل كل اسرائيل ..
س- و هل تناسيتم ان الحكام العرب ايضا لا يمثلون شعوبهم ؟ و انهم غير منتخبون..
ج-هذا كان مضمون خطابي .. لأنهم لا يحكمون الناس, فوجهت خطابي لمن يحكمون فعلا الناس ...
سامي .. قبل ان تشهروا سيوفكم و تبرموا النبراس , لم اكن على متن طائرة الرئيس و لم اراه في حياتي إلا عبر شاشة التلفاز و ما كان لمرافقية ليسمحوا لهاوي مثلي ان يدنوا من سيادة الرئيس , لكن فعلا كنت اود ان اعرف ماذا يدور في ذهن الرئيس اوباما و طرحت اسئلتي على نفسي و امليت اجوبتي عليها كأن اكون انا سعادة الرئيس .. لكن لا تغضبوا من ضعف هلوستي و العبث بالكلمات كطفل تعلم توّه الخط على الجدران فالحكمة لا تكمن في تعلمي الرسم, قدر ما يمكن لكم ان تفهموا كيف قرأة خطي
التعليقات (0)