على قهوة حرفوش

....على قهوة حرفوش جلس إبليس واضعا ساقا على ساق ونادي النادل
...يا ولد
....نعم سيدي
....هل جاء صالح اليوم؟
....نعم سيدي...جاء ومعه أصدقاء كثيرون
....حسنا....إذهب وأحضر لي كوبا من عصير الغرندق
....حاضر سيدي
....مرحبا سيد زنهار
....أهلا يا حرفوش....هل سأل عني صالح؟
....لا يا سيد زنهار ولكنه ترك لك رسالة مع مسعود
....لقد أبلغني مسعود بمحتوى الرسالة تليفونيا
....القهوة كلها تنتظر قدومك يا سيد زنهار
....أعلم ذلك وهم يتحاورون معي دائما في قهوتك الحرة
....أشكرك يا سيد زنهار إن القهوة وصاحبها تحت أمرك ولقد أعددت لك مجلسا في واجهة القهوة يليق بمقامك العالي
....شكرا يا حرفوش.....
.........................
....مرحبا سيد زنهار
....مرحبا يا سيد مصطفى ...من سماك هذا الاسم يا مصطفى؟
....هذا اختيار أبي رحمة الله عليه لكن من سماك يا سيد زنهار
....إنه رجل جلس على قهوتك ذات مرة وسمعني أقرقر وأوسوس
....أنت توسوس يا سيد زنهار؟...... ولكن ما اسمك الحقيقي يا سيد زنهار؟
....إسمي لا يهم أحدا ولكن يهمهم علمي وفكري وما أقدمه لهم من جديد المعرفة
....أحب أن أسألك ...لماذا فتحت مدونة يا صديقي العزيز؟
...لأكتب فيها مقالاتي وشعري وقصصي التي أكتبها ولا مجال لنشرها في مكان آخر
...ولكنك تكتب في مجال واحد لا يتغير؟ .....ولا تكتب شعرا ولا سياسة ولا أدبا ولا تنشر أي قصص؟
...نعم أكتب في هذا المجال لأنه المجال الوحيد الذي يناسب مهاراتي ...كما أن هذا المجال يعجبني وأجد فيه سعادتي..
...ولكن ألا ترى أنك تحرث في البحر ولن يؤثر ما تكتب في قناعة القارئ؟
...هذا ما يحزنني ويصيبني بالأرق والضيق!!
...فلماذا تستمر في طريق تعلم أنه لا نهاية له إلا الخسارة وتضييع الوقت؟
...أعتقد أن مجهودي لن يذهب هباء وأن كثيرين سوف ينضمون إلى حزبي
...نعم أعلم أن لك قراء كثيرون ....ولكن أقرأ لبعض القراء تعليقات تسيء إليك كثيرا
...هذا يشعرني بنجاحي!!!
...ولكن كيف تشعر بتأثير كتاباتك في عقول الآخرين؟
...مجرد تعليقاتهم الكثيرة تدل على أن ما أكتبه يعجبهم!!
...يا صديقي إذا كنت تريد أن تحصل على انتباه الآخرين فما عليك إلا أن تنشر صورتك مثلا حتى يرى القارئ صورة الشيطان على حقيقته فيأتي الآلاف ليشاهدوا صورة زنهار الحقيقية
...إن صورتي لن تجذب انتباههم ولكني أنشر صور الفاتنات العاريات لكي أنشر فيهم حب الجنس والإباحية
...هذا ما يخص الصور فما الذي يدفعك إلى دعوتهم ليفكروا في أمور استقرت في عقولهم بل في عقول ربع سكان الأرض؟
...إن ربع سكان الأرض أغبياء ولا بد أن أنير لهم الطريق
...تنير الطريق لربع سكان الأرض؟؟
...نعم ...وهل تشك في قدراتي؟
...لا...لا أشك في قدراتك ولكن أشفق عليك من بذل الجهد فيما لا يغير شيئا في عقولهم
...أنا أعتقد أن مجهودي لن يضيع كما قلت لك سابقا ولكن طريقي هو طريق آبائي وأجدادي وسوف يكون طريق أبنائي وأحفادي
...أخبرك بقصة يا سيد زنهار قد تفيدك
...أسمع لك باهتمام
...مر حمار على كبش ينطح الجبل فقال له:
... لماذا تنطح جبلا لن يشعر بقرونك؟.... الأفضل لك أن تحتفظ بقرونك سليمة لتستعين بها عند الحاجة...
....وماذا أفعل بقروني حتى تأتي الحاجة؟ هل أنتظر السنين حتى تذهب قوتي ولا أستطيع النطح مطلقا؟
...عندك حق أنا صبرت ولم أرفس طوال حياتي حتى ضاعت قوتي ولم أعد أقدر إلا علي النهيق رغم أنه يرهق صدري
.....إذا من الحكمة أن أنطح الصخر حتى أبلغ أرذل العمر ولا أتوقف إلا إذا انكسر الجبل!!
...أنا معك .....سوف أرفس كل ما يعترض طريقي ولكن أريد أن تساعدني في الرفس وأنا أساعدك في النطح
...هل ترى أن كثيرا من الكباش والحمير قد يشاركنا النطح والرفس؟
...ثلاثة حمير أو أربعة مع بعض الخراف حتى الآن يستعدون للمشاركة
...جيد...هذا ما يسعدني
...ظل الحمار والكبش في النهيق والنطح حتى سمعهما الراعي فذبح الكبش ووضعه على ظهر الحمار وانطلق إلى القرية ثم...
....................
...يا حرفوش
...نعم سيد زنهار
...كأسين من عصير الغرندق لي ولأخي مسعود
...أتنييين غرااانداااق ...وصلحهوووم.
...ما رأيك يا مسعود فيما أكتبه؟
...لقد تعلمت منك كثيرا وأشارك في مقالاتك بالتعليق كما تريد..... وأشكرك لأنك ترد على مقالاتي بالاستحسان
...نحن فريق متفاهم يا مسعود وطريقنا واحد
...أستميحك عذرا يا زنهار لقد أتي أبي للتو
...سلامي للوالد وبلغه سلام أمي جلنار
...ألم تتزوج أمك منذ أن نفق والدك؟
...يا خبيث دع لي هذه المناكفات فأنت ما زلت إبليسا صغيرا..
....إلى اللقاء يا زنهار
...إلى اللقاء يا مسعود
...على قهوة حرفوش؟
...وهل تقبلنا قهوة أخرى؟
...حسنا...... أدام إبليس الأكبر لنا حرفوش وقهوته الحرة