غريب أمر جمعة مقتدى الصدر، غريب خروجهم المفاجئ ليدعموا رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لترشيح جديد لولاية رئاسية جديدة، الصدريون ما فتئوا يعلنون رفضهم لشخص المالكي لما كان منه إبان أحداث و مظاهرات النجف. غريب خروجهم المفاجئ و لم تهدأ بعض أخبار لقاءات دمشق و التي تحدث فيها البعض عن تقارب بين الصدر و علاوي، أثناء تصادف زيارتيهما لدمشق هذا الأسبوع، فما الذي استجد و قلب التوازنات؟ هل كان للمرشح المجلس الأعلى دورا في خروج القوائم الثلاث أهل الصدر و قائمة الإصلاح ( الجعفري) و المؤتمر ( الجلبي)، هل إختارت المالكي حتى تمنع عادل عبد المهدي مثلا من الوصول إلى الرئاسة ( رئاسة الوزراء) ؟ المجلس الأعلى بقيادة الحكيم أعلن رفضه لهذا الترشيح، مما يجعل إتجاهه نحو العراقية أمرا ممكنا إن لم تتدخل أيادي ذات نفوذ لترغمه على دعم المالكي مقابل إمتيازات معينة، هذا الأخير سيعمل جاهدا على استثمار الوقت من أجل الإسراع في تشكيل حكومته و البحث عن بدلاء إن أمكنه ذلك حتى و إن استغنى عن الحكيم و مجلسه فهو يرى في نفسه أنه قد أخذ نصيبا كبيرا معه من شيعة العراق فليبقى بعضهم في صفوف المعارضة.
مازال المالكي يحتاج لمكونات أخرى لتشكيل حكومته و إيجاد كتلة برلمانية تضمن له أغلبية مريحة، سيكون الأكراد اللاعب الأساسي في ذلك لكن طبعا بشروط قاسية قد تكون على حساب ملفات وطنية حساسة كوضعية كركوك مثلا و تقسيم الحدود ( الإقليمية)و الثروات ،غير أن حكومة بدون ممثلين عرب سنة ستكون حكومة ناقصة و هذا ما قد لا يريده المالكي بحثا عن الشرعية الكاملة و إرضاءا لدول إقليمية دائما ما ترى فيه تقربا للمشروع الإيراني، فهل سيتجه نحو العراقية لإشراكها في الحكومة أو يستميل العرب السنة فيها إلى جانبه، خاصة أن بقاء العراقية في المعارضة يعني غياب هؤلاء عن مراكز القرار و اقتسام كعكة السلطة، هذا لمن تستهويه لعبة المناصب و الامتيازات..............
التعليقات (0)