على عتبات الأبواب المغلقة
يطول الانتظار على عتبات الأبواب المغلقة , لا يسمع المنادي سوى صدى صوته الّذي يرتطم بتلك الأبواب , ذلك المواطن الّذي لو لم يكن له حاجة , ما فكّر لحظة بطرق أبواب هذه المؤسّسة أو تلك , فهو على يقين بأنّه سيضيق ذرعا , وستبوء كلّ محاولاته بالفشل إذا ما حاول مقابلة من بيده الصّلاحيّة , ومن لديه الإجابة الشّافية على تساؤلاته , وسيجفّ ماء وجهه وهو يبحث عن إجابات لتساؤلاته ليجد إجابات تستخفّ بعقله وتدخله في متاهات يكاد من الصّعب الخروج منها .
نعلّم أبناءنا ,وندعوهم للتّحلي بالأخلاق الحميدة , ونغرس في نفوسهم قيما واتجاهات إيجابية,ونعرّفهم حقوقهم وكيفيّة الدّفاع عنها والحصول عليها بالّتي هي أحسن , بعد حثّهم على الالتزام بواجباتهم , سعيا منّا لتنشئة جيل منتم لدينه ووطنه و أمّته ,وتكريس المواطنة الصّالحة , لكن قد تكون صدمتهم قويّة عندما يعايشون واقعا فيه التزام بالواجبات , دون نيل الحقوق كما ينبغي , فيه احترام من جانب واحد , فيه استهجان للنضال من أجل انتزاع الحقوق , والّتي لا تقدّم على طبق من ذهب .
الحمد لله الّذي منّ علينا بالحياء , لكن كيف ستكون النتيجة لو تحرّر المواطن من حيائه قليلا ؟ ماذا لو فرك بصلة في عينيه كي تحمرّ ؟ قد يجدي ذلك نفعا .
قد تجد من يحسب له حسابا , على الأقل تجد من يصغي له ويحترمه .
نعم ... من المعروف أنّ إرضاء النّاس غاية لا تدرك , لكن لو أجرينا استفتاء يقيس مدى رضا المواطن عن مؤسّسات المجتمع المدني والتّي وجدت لتخدمه ,وهل يشعر بالرّاحة والكرامة الإنسانيّة عندما يراجعها أم لا ؟ أم أنّه بحاجة إلى تناول أقراص لإنزال ضغط الدّم قبل صعود السّلّم لأنّه سيجد مالا يسرّه ؟
إنّنا ننام ونحن على أمل أن نفيق من نومنا صباحا , نجد واقعا غير الّذي أمسينا عليه أمس ..فهل سيصبح حلمنا حقيقة ؟
مؤيد حميدي
التعليقات (0)