مواضيع اليوم

على طريقة هرتسيليا ...لنبحث عن اختراق

ماهر حسين .

2011-06-26 05:16:53

0

 ماهر حسين .

مؤتمر هرتسيليا ...من يذكر منا هذا المؤتمر ....هو مؤتمر يُعقد سنويا" بمدينة هرتسيليا الساحلية ويعتبر هذا المؤتمر منبرا" للنخبة في إسرائيل للحديث والحوار عن (السياسة الوطنية ) وفي السنوات الأخيرة بات يُنظر إلى هذا المؤتمر باعتباره واحد من أبرز المؤتمرات التي تٌقيمها إسرائيل والتي تمثل فرصه للنخب الإسرائيلية للقاء والحوار حول سياستهم الوطنية وهي كذلك فرصه لكافة المحللين والسياسيين المتابعين للمنطقة لمعرفة التوجهات الإستراتيجية لدولة إسرائيل ولصناع القرار هناك ...مؤتمر هرتسيليا العام الماضي أُثير حوله لغط كبير ليس بسبب ما صدر عنه ولكن بسبب مشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض مما ركز الأنظار على هذا المؤتمر وجعل الجميع يحاول أن يفهم طبيعة المؤتمر ودوره وأهميته وعلى عادتنا سارعت المعارضة للاستنكار وللتنديد بمشاركة فياض بالمؤتمر واتهمه البعض بالخيانة وبالمقابل تحفظ البعض على المشـــاركة واعتبر بأنها يجب أن لا تكون من خلال الدكتور سلام وكما أن البعض القليل اعتبر المشاركة هامه وإن كان أصحاب هذا الموقف هم من أصحاب الأصوات الخفيضة التي تُسمع في المجالس الخاص ومجالس النخب ....بالنسبة لي سارعت للاطلاع على خطاب الدكتور فياض في المؤتمر فلم أجد سوى ما يتناسب مع الموقف الفلسطيني الرسمي ووجدت بالإضافة إلى ذلك قدرة مميزة على التعبير عن الموقف الفلسطيني الرسمي ممثلا" بموقف القيادة الفلسطينية فلم أجد تنازلات ولا خيانة وإنما وجدت تأكيد على الحقوق ووجدت اختراق لحاجز الصمت في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووجدت فرصه لان يصل الصوت الفلسطيني إلى النخبة الإسرائيلية وبشكل خاص المتشددين منهم ولقد شكلت هذه المشاركة صدمة للإسرائيليين وفرصه للتفكر والتفكير .

شكلت المشاركة بمؤتمر هرتيسيليا اختراقا" لحاجز الصمت والرتابة في هذا الصراع ... أنه فرصه لنخاطب الأخر فليس من الصعب أن نتحاور مع حركة السلام الآن ولكننا لن نصل لاتفاق سلام معهم، فالحوار الصعب هو حوارنا مع الليكود ولكن السلام لا يصنع إلا مع أصحاب القرار والحكام ....لقد كان المؤتمر لقاء" هاما" ومثل فرصه لان نجعل صوتنا ورأينا مسموعا" للجميع وبل ان عدالة قضيتنا ومنطقنا الفلسطيني وصل لأسماع من يرفض وجودنا وكما أن المؤتمر شكل فرصه لنسمع الرأي الإسرائيلي وكنت أتمنى أن يكون فرصه لنا لنتعلم آليات العمل الحقيقي لخلق (السياسة الوطنية ) بعيدا" عن الخلاف والمعارضة والتأييد .. ...بهذا المستوى من الحوار وبالاستماع للأخر يمكن لنا أن نحقق اختراق سياسي ..لو بقينا نتحدث فقط عن كل التفاصيل بعيدا" عن روح الحوار والإصرار على السلام فهذا سيكون إضاعة للوقت من جديد ...فأنا أرى أن القدس ليست مساحه وأحياء ... ولكن القدس عاصمة الإيمان لليهود والمسيحيين والمسلمين وهي فرصة التعبير عن لقاء الأديان السماوية وبهذا سنكون أمام فرصه لنجد حل سياسي قائم بالطبع على القرارات الدولية الحافظة لحقوقنا الوطنية والتي تٌجمع الفصائل والشعب الفلسطيني عليها الآن والمتمثلة بحقنا بالدولة في الضفة وغزة والقدس وكما قال السيد خالد مشعل ..وعلى الجميع مراعاة طابع المدينة المقدسة باعتبارها فرصة السلام الحقيقي ومدينة واحدة للتعبير عن وحدة الخالق الله عز وجل رب المسلمين والمسيحيين واليهود...فالقدس لا يمكن أن تكون يهودية لا بالتهويد ولا بالمستوطنات ولا يمكن أن تكون مسيحية وأثبت التاريخ هذا وهي بالنسبة لنا يجب أن تكون عاصمة فلسطين وقبلة كل مؤمن ..كل مؤمن .

الجميع الآن يتمترس خلف مواقفه وكأن السلام والحل السياسي ترف فكري علما" بأن السلام حاجه ماسه وأساسية للاستمرار وللحياة وللطرفين ...فإسرائيل تحتاج للسلام ويحمي سلام إسرائيل القوة وعلاقاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة ولا أرى أي مبرر للخوف من قيام الدولة الفلسطينية وكما أن فلسطين بحاجه للسلام وللتحرر حيث أننا يجب أن نعيش حياه طبيعية خالية من الاحتلال ومن حقنا أن نعمل على تطوير بلدنا وأن نتجاوز مصاعب الحياة التي يعانيها الفلسطيني بكل مكـــان ...هذا حق لنا وحاجه وهناك فرق بين الحق وفقط والحق والحاجة ....بكل تأكيد إن السلام وتجاوز الواقع الحالي حاجه للطرفين وبل إنه حاجه للمنطقة التي تمر بعواصف جعلت من تعثر عملية التسوية والسلام فرصه لمزيد من التشدد وكما أن كل من يقع بمأزق يحاول أن يجد مخرجه من الأزمة على حسابنا وحساب قضيتنا ومعاناة شعبنـــا ...لن ادخل بتفاصيل الواقع الإسرائيلي والفلسطيني والواقع السياسي بالمنطقة فليس هذا هو المقصود من المقـــال ...المقصود هنا هو حاجتنا لاختراق للواقع الحالي ...ويعتقد البعض بأن الاختراق سيتم من خلال التوجه للأمم المتحدة وأنا مؤمن بان القيادة الفلسطينية والإسرائيلية كذلك تعلم تمام العلم بأن التعامل مع المؤسسة الدولية نهاية " سيكون (الفيتو) ولكنه (فيتو ) المأزق للجميع ...مأزق لصاحب الفيتو مرتبط بأخلاقيات ودور الولايات المتحدة الأمريكية ومأزق لإسرائيل لأنه دليل على عزلتها حيث أن العالم سيقف مع حقوقنا ومع شرعيتنا وحقنا بالدولة ما عدا أمريكا وأظن دولة أخرى أصغر من أن تٌذكر ..وكما أن (الفيتو) مأزق لنا لأننا لسنا بحاجه إلى قرارات وتأييد ولكننا بحاجه لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لنعيش بسلام مع الجميع .
الأمم المتحدة ليست اختراق ولكنها مأزق للجميع وتصعيد للصراع للحد الأعلى سياسيا" ...نحن بحاجه إلى اختراق من نوع أخر ...فلسطينيا" نحن بحاجه لان نأخذ خطوات على الجهة المقابلة لنا وبالطرف الإسرائيلي ولنحقق اختراق بالموقف من خلال المجتمع الإسرائيلي و الأحزاب هنـــاك ..فلا تكفي اللقاءات في رام الله مع المؤيدين للسلام ولكننا بحاجه إلى خطوة كبرى و هنا وكمثال هام على حاجتنا للمبادرة لنكون بموقع المُبادر وصاحب القرار نتذكر جميعا" زيارة الرمز أبو عمار لأرملة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل رابين وكيف تحولت هذه الزيارة بعبقرية أبو عمار إلى فرض للوجود الفلسطيني على الحدث الإسرائيلي وعلى الإعلام العالمي ..وهنا أشير إلى أن عملية السلام الإسرائيلية المصرية لم تنجح عبثا" فلقد مرت برتابة وفتور وتمترس حول المواقف ولكن شكلت زيارة الرئيس السادات للكنيست الإسرائيلي الاختراق المطلوب لتحقيق السلام ومثلت قوة الدفع ألازم للاتفاق في كامب ديفيد هذا الاتفاق الذي أعاد الأرض المصرية وأنهى الاستيطان الذي كان مستمرا" أثناء المفاوضات المصرية الإسرائيلية ...لست أدعو هنا لتجاوز الاستيطان الإسرائيلي ولكني أدعو لأن يكون موقفنا واضح من الاستيطان على أرضنا ومنذ العام 1967 فهو بكل أشكاله غير شرعي وغير مقبول ويجب إزالته ويمكن الحوار عن استثناء ولكن الأصل هو إزالة المستوطنات وكما حدث بمستوطنة طابا التي أزيلت تماما".
الاختراق ممكن وكمثال اصطفاف القوى الراغبة للسلام معا" لإحداث التغيير اللازم ...الاختراق قد يكون بتوجه عربي وإسلامي لحل مــا وبخطاب واحد مع إسرائيل ...الاختراق قد يكون بزيارة لأي مكان ولو بأخر العالم للوصول إلى السلام .....الاختراق قد يكون بلقاء سري أو تفاوض ..الاختراق قد يكون في الكنيست ....الاختراق قد يكون بتحرك تركي وبتنسيق مع حماس التي تغيرت سياسيا" وهذا واضح ...الاختراق قد يكون بتنظيم زيارة لرؤساء عرب مع الرئيس ابو مازن ليتوجهوا بالحديث للعالم عن فرصة السلام وبأي مكان ..وبالمقابل إسرائيل بحاجه إلى اختراق للخروج من عزلتها ...فلا تكفي زيارة شاكيرا لتجاوز أزمة عزلة إسرائيل ...على إسرائيل أن تفكر بالعيش بالمنطقة والتعاون مع الجميع وفتح الأسواق والاقتصاد وزوال مبرر العداء والانفتاح على المشاريع المشتركة ودولتنا لن ولن تكون خطر على إسرائيل القوية والنووية والتي سيكون العالم كله لجانبها لو شكلنا خطر عليهم ...الاختراق الآن يجب أن يكون إسرائيلي بإعداد المجتمع الإسرائيلي لقيام دولتنا وللتضحية من اجل الاستقرار والسلام وكما أن الاختراق من طرفنا يجب أن يكون بتحرك مباشر وحوار مباشر مع الجميع وبشكل خاص المتشددين والمتشككين بسياستنا وبرغبتنا بالسلام والعيش بهدوء ...وبنفس المنطق يجب أن نحاور مراكز التأثير ومنها الايباك ...ويجب أن نشارك بمؤتمر هرتسيليا ..فنحن أصحاب حق وموقف ولنا شرعيه ولا نخشى من موقفنا وشرحه وطرحه...
نحن أصحاب حق وموقف ولنا مطالب عادلة نقولها بهرتسيليا والكنيست وأي مكان ...نحن بحاجه لتجاوز الواقع باختراق وليس بمأزق ...بحثا" عن السلام والدولة ..الحاجة والحق والحق والحاجة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !