مواضيع اليوم

على طريقة المزرعة السعيدة !

رانيا جمال

2012-09-02 11:10:30

0

كريم السيد (ازرع ولا تقطع), لا ادري هل لازالت تلك العبارة التي عرفناها في دروس القراءة الابتدائية موجودة ام لا بعد ان ازدحم العراق الجديد بشعارات مستحدثة وبتقنيات 3D و IPAD!, مضى على اشتراكي في موقع التواصل الاجتماعي (Facebook) ثلاث سنوات تقريبا, لم تلفت انتباهي يوما لعبة المزرعة السعيدة الا قبل ايام بالرغم من استلامي لعشرات الاشعارات يوميا, كعادتي في حب الاستطلاع قلت لنفسي لم لا أجرب وارى؟, جربتها لمرة واحدة واذا بها لعبة لطيفة وممتعة خصصت لها (لا شعوريا) نصيبا من وقتي اليومي شأنها شأن مطالعتي للصحف والمواقع الإلكترونية الاخرى, السبب في الشدّ لهذه اللعبة يكمن بكونها لعبة ذات نتاج ذهني وعملي, اذ انها تمثل تجربة مجانية لمشروع اقتصادي يبدأ من الصفر الى مزرعة كبيرة تتزايد مساحتها وانتاجها يوما بعد اخر, ممتع ان تزرع وتحصد وتشتري وتبيع في نفس المزرعة, اعتقد ان لهذا هي سعيدة. لوهله خطر ببالي تملك مزرعة حقيقية والاستفادة من واردات مالية ومردودات انتاجية كبيرة, كما انها تجارة رابحة لا شبهه فيها ولا اشكال, خصوصا اننا في ارض السواد ولدينا رافدان ووزارة للزراعة ومهندسين زراعيين مكدسين يحملون شهادات عليا تشهد انهم عاطلون الى ما شاء الله!, قلت لنفسي لما لا تنشئ الحكومة اكبر من مزرعتي الفيس بوكية؟ لعلها ستضرب اكثر من خمسين عصفورا بحجر واحد! نعم, ان انشاء مشاريع زراعية له مردودات جمة يمكنها ان تضمن مردودات فعلية, منها: 1- تشغيل الايادي العراقية العاملة في ظل وجود بطالة مقنعة, واستقطاب الطاقات الشابة من خريجي كليات الزراعة واعدادية الزراعة والاختصاصات الاخرى الذين نسوا انهم يحملون تلك الشهادات!. 2- دفع حركة الانتاج الزراعي التي اصابها الصدأ بعد توقف منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم بالرغم من ازدهارها قبل ذلك بشكل كبير. 3- اضافة دخل اخر من واردات الدولة بالإضافة الى النفط الذي يتعرض احيانا لارتفاع الاسعار وانخفاضها بحسب عوامل عديدة وازمات العالمية وغيرها. 4- توفير منتوجات محلية عراقية لها من الجودة اضعاف المستوردة التي يجبر المتبضعون عليها كما ان بعض المنتوجات بالاسم شكلا لا مضمونا كالموز المبنج بحقنة ذات الالف سيسي!. 5- عودة الحياة للأراضي التي حل بها التصحر, بالإضافة لذلك يمكن بناء مجمعات سكنية تقلل من ازمة السكن الحالية فرب تلك المشاريع. ان الزراعة التي كانت اول ثورات الانسان مرت من هنا, التاريخ دوّن للعراق براءات اختراع قرية جرمو الزراعية ونظام الري, مؤهلات العراق الزراعية ممتازة من بيئة زراعية ومصادر مائية واراضي شاسعه ومنتوجات نادرة لا يملكها اي بلد اخر يمكنها ان تزهر وتعيد الروح لهذا المرفق الحيوي والمعطاء, الامر يحتاج الى وقفة حازمة وجادة ودوام الاعتماد على الذهب الاسود وحسب لا يطمئن للمستقبل البعيد كما ان مراجعة اهداف المبادرة الزراعية ضرورية جدا والتي اطلقتها الحكومة العراقية منذ عام 2008!, في النهاية لا يسعني الا ان اتمنى لمشتركي المزرعة السعيدة التقدم والتوسع اكثر واكثر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !