مواضيع اليوم

على طاولة ستار بؤس !

عبدالله الحامد

2015-03-24 08:13:10

0

 

 
 
 
 
أكتب هذه المقالة وانا على أحد طاولات "ستار بوكس" ولأول مره ادخله بمفردي فدائماً ما اكون برفقة احد الأصدقاء لأنني لا أومن بالخلوة الغير شرعية مع النفس الأمّارة بالسوء..
نظرت إلى أحد الزوايا في المقهى فإذا برجل ملتزم "أربعيني" أنيق المظهر يكسو شعره البياض الناصع, يبدو لي انه عابر سبيل ، انتقلت إلى الطاولة القريبة وألقيت التحية والسلام عليه ، بدأت الحديث بتغيير الطقس هذه الأيام وكمية الأمطار التي هطلت على الرياض وما جاورها وأتضح لي أن غير متجاوب معي رغم انني شعرت بالارتياح للحديث , فباغتني بسؤال بعيد كل البعد عن محيط الموضوع, سألني أين تقع وزارة الصحة في الرياض : أجبته قريبه من هنا .. في هذا الاتجاه -فأشرتُ بيدي-، سألته مباشرة "عسى خير " فأجابني " ومن وين الخير" وبدأ يتمم بـ "الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركً فيه" بدأت اتراجع عن اكمال الحديث معه فأنا دائماً لا أحبذ الاقتراب من الغرباء بشكل كبير ولا أتدخل في خصوصياتهم اكثر من ذلك ، تلقائياً بداء الرجل يسهب بالحديث دون أن يشعر فسرد لي قصته مجازها " أنه كان في أحد المستشفيات لإجراء بعض الفحوصات الروتينية إثر تعب ألمّ به ففوجئ بنتيجة التحاليل الطبية أن مصاب بمرض الإيدز" صُعق من هول الموقف ، خرج مباشرة من المشفى ليدخل عالم آخر غير عالمه "عالم الأموات" تأثر نفسياً واجتماعياً, فقد عرف بذلك الأهل والأصدقاء بهذا الخبر المؤلم, عاش بحالة عزلة تامة إلى أن دخل الصحة النفسية حيث أنه كان يؤمن أن الصحة النفسية للمريض لها دور كبير في العلاج في مثل هذه الحالات, دخل الرجل مستشفى الصحة النفسية في مدينته وبدأوا بأخذ تحاليل روتينية وتحاليل دم شاملة فأتضح أن الرجل سليم 100% من فايروس الإيدز , لم يصدق فني المختبر فأعاد له التحليل دون ان يعلم الطبيب المعالج فأتضح انه سليم 100% أيضاً , ذهب إلى الطبيب وأخبره وأعاد له الطبيب التحاليل مرة ثالثة وأدى إلى نفس النتيجة "الرجل سليم من الإيدز"!! توجهوا إلى غرفة المريض ووجدوه مستلقياً يتمتم بالآيات , فأخبروه أنه كل التحاليل التي أجريت له سليمة وخالية من جميع الأمراض والفايروسات ومن قال لك أنك مصاب بمرض نقص المناعة , ووقف متفاجئً صالباً طوله ولم يصدق الخبر بينما كانت تحدثه نفسه أن هذا الكلام الذي أدلى به الطبيب جزء من العلاج النفسي الذي خضعت له, المهم أنه أخذ ورقة المغادرة من المستشفى أخذ ما بجعبته من أغراض شخصية وذهب إلى أكبر مركز مختبرات في منطقته مباشرة ليتأكد من نتائج فحوصاته فاتضحت سلامته وخلوّ جسده من أي مرض معدي ثم اتجه إلى المستشفى ليخبرهم بأنهم تسببوا له بمرض نفسي بالإضافة إلى الإساءة لسمعته في المجتمع المحيط به وأن بينهم وبينه القضاء والمحاكمة شرعاً. هو الآن في طريقة إلى اكبر مسئول في وزارة الصحة لتقديم شكواه وما حصل له بين يدي وزير الصحة ضد المستشفى الذي تسبب في دماره لبضعة أيام, ومضى في رعاية الله حقيبته آخذاً عهداً على نفسه أن يرد اعتباره مادام أنه في بلد يحكم بالشريعة الإسلامية.
 
 
 
 
 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !