نحن هنا في زحام غبار الشيء و اللاشيء
لزلنا نصر على شق طريق غيمة الغيب بشراهة نحن فضولية
نركض على حدود اللامتناهي
كغيمة تائهة بين فجاج عبث ملتبس
نطارد فلول الريح
نمارس الأبدية في وهج الآن
نطأ فصل الجحيم برباطة جأش الإرادة
نفكك طلاسم جذور ليل
تزدهر فيه عبادة الأوثان و تأليف الأساطير
ننزع وجوهنا التي صارت قناعا أملس
نيام كنا نمضغ رفات الماضي في فم الحاضر و نصدق الرؤيا التي توهمنا أننا موهوبون في دسّ الموت في الحياة
و لا نرى في تجاعيد الزمن المجيد سوى ركنا يحمينا غدر السنين
و انتبهنا على صوت الغريزة الهارب منا
على ضفاف بحيرة اللازوردي
بزغنا
نحيك مؤامرة فك أسرنا من قبضة الشيطان
نتوضأ بمياه الضوء السرمدية
نكبر لفريضة إرادة الحياة فينا
نرتل و أشياء العالم ترمقنا
نريد...نريد ...و لا نريد غيرها نكررها بوقاحة العاصفة بلا ملل
حين بزغنا في غفلة المراهنين على صمتنا الأبدي
على ضفاف بحيرة اللازوردي
بزغنا ...
كانت قافلة " إرادة الحياة" تتسلل على امتداد خارطة جغرافيا الوطن
تلتهم في فرح إلهي لون الصحراء الحزين
دون تأشيرة نقفز فوق دخان الحدود السحري
نسينا خوفنا المعتق و كسرنا قافية القيود على أحلامنا
و ردّدنا " بصوت الله" بحنجرة الملائكة :" نريد" نريد" و لما أردنا...
تساقطت أصنام من كانوا يحلبون دمائنا
و تناثرت شظايا رهبان من كانوا يستنزفون كل احتمالات الحياة
و تهاوت أساطير من كانوا يشيّدون على قصر همومنا أرخبيل فراديسهم
ببسالة غريزة تتقاطر حياة نسفنا مكان ذاكرة معدمة
نسفنا مكان ذاكرة مزمنة بوباء الزهايمر
طوينا صفحات رسائل قدر أصفر شاحبا لا يستجيب
رمينا عناصره الأربعة خلف خيام خيالنا الواقعي
وانتهينا بلعبة تجيش الربيع في حقولنا و على سواحل البرية
و أنبتنا الزهور الذهبية على أضرحة شهداء الحرية
التعليقات (0)