عند رؤيتها إعلان بشأن اقامة حفلة تخرج للفوج أتت لزيارة القرية ولحضور الحفل بعد قطيعه دامت شهور كما ذكرت ، فقد مر على زواجها أكثر من عشر سنوات الى احدى القرى الدرزية لفلسطنية . لاول مرة التقى بها منذ زواجها ، حدقت طويلا في ملامحها التي بدا عليها الحزن والتعب،دعوتها لقضاء بعض الوقت سويا...فما كان منها الا لبت الدعوة سريعا... فبدأت بسؤالها عن احوالها فاجابت أحوالي اسمعيني! ولا تقاطعيني !!!
_ مر قطار العمر في درب حياتي دون أن ار زهره الربيع ولا شمس الصيف حتى انني لم احس برعشات الخريف ... وأنما غرقت في الوحل والطين .
فكانت أمي دائمه الدعاء من الله عز وجل أن يرزقني بشاب يريحني بما أنا فيه ويكون لي بيت دافىء واطفال، فأنا البكر من أخوتي ،أنهيت دراستي الثانوية وبدأت أعمل لتحسين أوضاعنا والمشاركة في تعليم أخوتي الصبية في الجامعة ، وبعدها مساعدتهم في حمل أعباء ومصاريف الزواج ، ونسيت نفسي ومستقبلي ....
حتى أصبح لكل منهم حياتة الخاصة ، وبقي لي عملي ومساعدة واعالة أهلي .....حتى جاء يوم قرر أحد أخوتي الانتقال للعيش معنا ،فلم يستطيع تحمل مصاريف العائلة والاولاد بالاضافة الى بيت ايجار،. كانت زوجته قمة في الذكاء فعملت على التخلص مني بدهاء . قائلة أن حياة الفتاة كلائحة كتب عليها (ممنوع قطف الزهور) يشمها كل من هب ودب ويمتصون رحيقها حتى يجف عطرها وتغدو لا فتاة ولا مرآه ، وتعد من نفايات المجتمع واصدقاؤها الحثالة منهم .... واقنعتني بفكرة الزواج وتكوين عائله تعيش في الاستقرار
حتى تقدم لي كهل عاجز مريض يبحث عن زوجه وممرضة ومربيه لاطفاله.
تزوجيه قبل أن يفوتك القطار(هذا ما قالته لي) وليت هذا القطار فاتني وتركني على رصيف الحياة.
بعد صراع قاس واحجام واقدام وتردد وخوف ....وافقت على الزواج ..فتلك الليلة لم ولن تغيب عن مخيلتي كنت اتأمل أقاربي تارة وبيتنا تارة أخرى ، مضت أكثر من ساعة وخيالي يعانق كل زاوية من زوايا البيت دون أن أجرؤ على الاقتراب من أي مكان .هي سنة الحياة اقتلعتني من دار الى دار.....حيث امتزج السكوت مع الندم .
فكان زوجي صامتا كالحجر ،عابساً كيوم مظلم ،كل لحظة معه احسستها دهرا كاملا ... كلامه بمثابة سكاكين تنغرس بين أحشائي وتصيب قلبي ومشاعري ، فهو غريب الاطوار مهووس يقوم بتصرفات غريبة يفقد خلالها عقله وتفكيره وأنا مشلولة الارادة امامه ، وكلما شعرت بالضيق كنت أهرب غير مكترثة بصراخه الى الجلوس تحت شجرة التفاح التي غرستها بعد زواجي بايام كنت اشم رائحه بلدي من اوراقها ..أغمض عيني تحت أغصانها بقليل أسافر الى قريتي أمشي في شوارعها ...اركض في بساتينها ... احن الى بيتنا الى اخوتي الى بلدي ...كنت افتخر كل الفخر وازهو بنفسي حين اعبر واتحدث عن بلدي ووطني ... لم اعشق بلد كبلدي ... ولن اقبل أن اموت الا في بلدي انه عشق سرمدي صامد...
هذا حالي !!! لم اعرف من المشاعر سوى الخوف والريبة والجزع والشك والحنين والشوق والندم على ما أقدمت ....
بادرتها صارختا متاثره لحالها ... عودي الى اهلك اتركيه ...أرحم من غربة وزوج كهذا ....
قالت :ألام من تلد وتربي فلقد رزقني الله بطفلة بالاضافة الى اطفاله اللذين أحببتهم وأحبوني وأعدهم أولادي ... وأن فرطت ألام بفلذات أكبادها لم تعد ممن الجنة تحت أقدامهن....
التعليقات (0)