مواضيع اليوم

على رسلك يا قدس

أحمد الشرعبي

2010-01-11 08:46:37

0

على رسلك يا قدس
صلاح الدين.. قادم من اليمن
عبر سنوات طوال من ملحمة النضال الفلسطيني الشاق.. التزمت منظمة التحرير بالتحفظ والكتمان الكامل لما يجب قوله عن موقف الأنظمة العربة من قضيتها المبدئية الرئيسية ومطلبها العادل..
واستشفت الرأي العام العربي والأجنبي وبالذات أصحاب الاهتمامات الخاصة بجس النبض العربي.. والمضطلعون بشئون وشجون السياسة الدولية.
استشفت الجميع من ذلك حرص هذه المنظمة على وحدة الكيان العربي.. وامتلاكها أكبر قدر ممكن من الجلد، والكياسة وأنها تتحلى بطابع أخلاقي مرن قوامه النضال الدوؤب، ولأنها والحديث ما يزال عن المنظمة لا تود طلب الصيد في الماء العكر ولأنها على قناعة من اللاجدوى في طلب الحق بواسطة الباطل..
ومن ثم فهي تذوى بجراحاتها الناجمة عن طعنات الخناجر الخشبية في أكف الزعامات العربية.. في منأى من الضما العربي المتسمم.. والمرهم المتسخ الوبيئ..!!
وفي الآونة القريبة كان وجه المقارنة بين صبر المنظمة على تخاذل الأشقاء وبين صبر أيوب عليه السلام قريب جداً إلى درجة عدم القدرة على تحديد الأكثر متهماً أيوب أم المنظمة امتيازاً باحتمال المشقة والأذى.
وبالصبر والجلد والأناة سيما إن ما منيت به المنظمة من خسائر مهولة كان أغلبه من الحبايب العرب.
ويوم بلغت المأساة قمتها باستجابة المنظمة إلى طلب العم فيليب حبيب بالتزامن وإلحاح وإصرار بعض الزعماء العرب على المنظمة بقبول وساطة المبعوث الأمريكي بإخلاء لبنان عن المقاتلين الفلسطينيين الشرفاء ونزوحهم إلى أكثر من قطر عربي بتوزيع فرض على الكل الشتات والتمزق والتناثر، واستوقفت –المنظمة- بالتزامات البيت الأبيض وتعهداتها عبر قنوات لا ريب أن أكثرها قد سرب بطرق عربية محضة..
وضربة –إسرائيل- كعادتها عرض الحائط كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية وبمسئولية البيت الأبيض تجاه سمعته وثقله الدولي المنتهك قامت إسرائيل وحلفاؤها الكتائبيون بأبشع مذبحة دموية للسكان الفلسطينيين وتصفيتهم دون تمييز لحالاتهم الحياتية، فالأطفال كما النساء كما الشيوخ العجزة الكل شملته التصفية الدموية الجسدية والكل مات بواسطة أحدث الوسائل القتالية المتطورة..
والكل بلا استثناء توقفت في جسده الطلقة الإرهابية المصنعة خصيصاً لشعب فلسطين.. قرباناً من الوسيط الأمريكي الحبيب..
وفي هذه المرة.. المرة.. قمة المأساة!!
كان لا بد من تقييم دقيق.. وتحر حاذق للحسابات التي خرت بها المنظمة من الأحداث.. كمحصلة فريدة النوع من تجربة ذات قيمة تاريخية بارزة المعالم.
وهو الأمر الذي دفع المنظمة إلى تجاوز تقليدها المهذب بالصمت.. وتحكي حيث "تفيض الكأس عند امتلائها".
قبل قدوم الأخ الزعيم الفدائي الشجاع ياسر عرفات رمز النضال العربي الطويل كان قائد بارز في منظمة التحرير الأخ صلاح خلف أبو إياد –في صنعاء ضيفاً عزيزاً على شعب اليمن- الفلسطيني بشيء مما يود قوله..
نكتفي هنا بالوقفة عند شيئين اثنين مما طرق:
أولاً موقف الأنظمة التقدمية.. والمتربعة مملكة الرفض باستثناء –اليمن الجنوبي...؟؟
ثانياً موقف الأنصار الحقيقيون وفي طليعتهم الشعب اليمني وقيادته السياسية.. إلخ
ولأن ظلم ذوي القربى غضاضة على النفس من وقع الحسام المهند، فسنبدأ التناول بالزعماء التقدميين الوطنيين.. الأدعياء الذين ما انفكوا منذ حزيران يحتفزون من أجل إلقاء إسرائيل في البحر...!!
والذين شكلوا الكتلة العربية الثالثة.. مصر ومن وقف معها في مشروع الكامب، ومن ناحية ثانية الدول المعارضة لقيام المعاهدة..
ومن جهة ثالثة.. رفض الرفض المتمثل في هؤلاء لد كان الرفض بالنسبة للفلسطينيين قدر لا مناص منه، وكان الرفض بالنسبة للدول العربية المعتدلة.. والتي "مثل النعامة لا طير ولا جمل" من ضرورات المجاملة للاحتفاظ بالمتبقي الهش من مكارم الأخلاق حتى وإن كانت الخيانة قد تخللت هذا الرفض بشكل أو آخر لكن الأمر المحير والمثير معاً هو رفض الرضوخ؟ لماذا؟
أولاً: لا نجد جهلنا لأكثر مواقع الغموض في نطاق العمل السياسي العربي.. فقد كنا ببراءة ومصداقية.. نصاب بالتقرير برفض الرفض..
لأنه غلب علينا الاعتقاد بأن رفض الرفض هو بعينه ذلك الجديد الذي تبحث عنه الأمة المغلوب على أمرها..
وقصور الرؤية حملنا على تصورات شتى تجاه رفض الرفض وأنه حركة التمرد الثوري لمنطقات الردة والاستسلام.. وأنه كذلك.. الحل الحاسم لمشكلة الشرق الأوسط.. وأنه مرة ثانية.. ثورة فكرية وتيار قوي سيعصف بكل ركائز الخيانة والتحلل العربي.. لكن بفضل لبنان حدث الاستشراف الواسع والإدراك العميق للحقيقة المذهل. يوهمنا الخطير..
ولسنا وحدنا الذين استوعبت أذهاننا الأكذوبة بوجود رفض للرفض، فقد انطلقت على الجميع بما في ذلك الشعب الفلسطيني ومنظمته على الأذكياء، والأغبياء دون استثناء.
فذلك الرجل الأكرم من حاتم الطائفي في تمويل الشال التخريبية داخل الوطن العربي والذي لا يهمه أن يطلي فكره بلون السماء في الوقت الذي تتراءى جهنم بدخائل هذا الفكر أنه العاكف على تتبع عورات الآخرين..
هذا الزعيم كان من أوائل الذين مدوا أيديهم لإلقاء إسرائيل في البحر ثم ما لبثوا وأن قصوا أهدابهم لينسجوا لإسرائيل عشها الذهبي في لبنان.
لقد أفتى في إحدى المرات على المقاتلين الفلسطينيين؟ ونسى أن قرص "الأسبرين" الوسيلة المفضلة للانتحار.
لا وجود له في لبنان ومن ثم أن وجوده في لبنان كان هذا القرص سبباً في تخفيف آلام الجرحى والتدخل في حالات الدواخ والدوار الناجمة عن موقف هذا الزعيم الوطني الصالح.
نعم.
كان للبنان فضلاً جماً؟؟
فلولاها ما ظل العدو صديقاً، والصديق عدواً ولوقع الفلسطينيون في أكثر من ورطة عدم التمييز بين الضفعة والدمعة فلقد تخلى عن الكفاح العربي الفلسطيني و اللبناني كل الذين غطت صدورهم الشارات وبراقع النصر الكبرى..
وبقى إلى جانبها الذين التزموا جانب الصمت في طاحونة الإعلام العربي. وهو ما تعرض له الأخ القيادي الفلسطيني الكبير عندما أشار إلى موقف اليمن من القضية الفلسطينية ومن الحرب اللبنانية وهو الموقف الذي ضربت اليمن عبره مثالاً حياً للنضوج الثوري والإرادة العالية الموقف الذي بدد كل المساعي التخريبية للإيقاع بين اليمنيين حيث أثبت الزعيمان الأخ علي عبد الله صالح وعلي ناصر محمد عن قدرتهما الخارقة على تجاوز الإحباط والارتفاع إلى مستوى المسئولية الوطنية القومية الملقاة على عاتقهما وثبت بشكل لا يقبل الجدل أن زعماء البلدان العربية الفقيرة والنامية والتي تعاني من اختناقات اقتصادية مربكة تمنح الدم عطاء متجدداً..
وبشهادة أصحاب القضية والطرف الرئيسي الأول في مأساة فلسطين ولبنان..تبقى اليمن دولة وشعباً أرض الأصالة والسمو..
ونحن مع هذا لا نمن لأننا ولن نتوقف عن العطاء..
فالأخ الزعيم الفلسطيني البطل ياسر عرفات يفتتح في أرض اليمن وعلى صدر صاحبه المخلص الأخ علي عبد الله صلاح اللواء العسكري الصاعد والذي يحمل اسم صلاح الدين الأيوبي.
وبالإضافة إلى ما أعلنه الأخ المناضل ياسر عرفات عن كون القدس الشطر اليمني الثالث فإن لقاءاته التي أجراها مع المسئولين هنا في صنعاء وتيسير سبل الاتصال بين مقاتلي المنظمة الموجودين في اليمن وبين أسرهم في الدول العربية الأخرى فضلاً عن ذلك فإن الأخ الرئيس قد أعلن عن رعاية خاصة ستوليها الدولة والحكومة بأفراد المنظمة في صنعاء والذين بموجب التوجيهات السياسية العليا تتساوى الحقوق والواجبات عليهم بمثل ما لليمنيين من حقوق وما عليهم من واجبات..
وستظل اليمن بشطريها عند موقفها الثابت الذي لا ينضب ومن أجل مرحلة عربية جادة وصولاً إلى صمود عربي منطلق من روح العقيدة الإسلامية المقاتلة، ونحو عزيمة متوقد تفي بتطلعات الجماهير المكبوتة المهضومة، تعيد للأرض كرامتها وللإنسان حقوقه وترد له اعتباره من أجل هذه المرحلة المسئولة عن بلورة مختلف الطموحات المعاصرة نحو ذلك كله نقو لبشرى للتاريخ، بشرى يا قدس.. فصلاح الدين قادم من اليمن!!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات