على رسلك يا أيام لا تمري سريعا واهدئي......العمر أنت فلا تنقضي على عجل ...نحن لا نستعجل نهاية الأجل ...قد كان حالنا بالأمس شبابا وقوة والآن حالنا شيب وضعف لكنها سنين تمر عنوة ولا تترك لنا أي خيار فنحن كادحون إلى الله كدحا وذاهبون إلى الخاتمة لعل الله يجعلها خيرا من اليوم ونسأله السلامة....هذه كلمات الشيوخ يجب ألا تترك في نفس القراء من الشباب يأسا ولا قتامة ...قد يظن القارئ الكريم أننا نبغض الموت الذي يأتي بغتة ...والذي يجب أن نذكره دائما حتى تحسن الأعمال وتخلص لوجه الله ...ولكننا مثل الناس نريد أن نغتنم ما بقى لنا من أيام لنصلح ما أفسدنا ونتوب عما اقترفنا لأن لقاء الله عظيم وليس بعد حياتنا فرصة أخرى ...لقد ضيعنا عمرا في غفلة وعمرا في لهو وعمرا في عمل قصير ولم نحسن التصرف فيما مضى وما زلنا نهدر أخر الأيام ...لقد مرت السنين كأنها أيام ملأتها الأوهام والأماني قصرنا فيها ...فلا أدينا حق الله في العبادة كما ينبغي ولا حتى صنعنا لأنفسنا ما كنا نصبو إليه من أعراض الدنيا وزينتها ......ربما نكون قد نجحنا في الرضا بما قسم الله واكتفينا بالرزق الذي أعطاه لنا بغير حول لنا ولا قوة وعرفنا أن الفضل لله وحده وحتى لو استزدنا من فضله فنحن مطالبون بالدعاء والله كفيل بالإجابة وربما نكون قدمنا ما استطعنا من الواجبات على قدر الهمة والنشاط وتركنا كثيرا منها لكسل أو غفلة أو إهمال نسأل الله أن يغفرها لنا ويتجاوز عنها إذا نصب ميزان الحساب ...فنحن بشر خطاؤون والله هو الغفور الرحيم ذو القوة المتين لا يتنقص غفران ذنوبنا من مغفرته ولا تتأثر خزائن رحمته بكثرة التجاوز وعظم الرأفة فهو الكامل في الرحمة والكبير في العفو ....إن الظن الحسن بالله هو شأن المؤمنين والخوف منه شأن المتقين والرجاء في عفوه شأن المقصرين وإذا لم نتجه إلى الكريم بالسؤال فلمن نتجه ؟!! وإذا لم ندع الغفور فمن نستغفر؟!! وإذا لم يرحمنا فمن يرحم؟!! إن رحمته وسعت كل شيء ونحن أشياء لا تضر الله ولا تنفعه ونحن الفقراء إليه وهو الغني عنا ....ما يفعل الله بعذابنا إن شكرنا وآمنا ؟!!! اللهم إنا نستغفرك لما قدمنا ونسألك التوفيق فيما أخرته لنا واجعل ما بقي لنا من العمر خالصا في طاعتك ....ويا أبناءنا كونوا خيرا منا وأحرص على الفوز برضاه ...واقرأوا هذا بعد طول العمر إن شاء الله أطال الله أعماركم وسدد خطاكم وأيدكم وكان في عونكم ورعايتكم
التعليقات (0)