"يستغلون حماس الشباب"
يبدو أنه على قساوسة الكنيسة أن يحملوا (صليبهم) على أكتافهم ويركعوا عند أعتاب المذبح ليصلوا صلاة الشكر على بقاء رباط الأخوة السرمدي الذي يربط المصريين جميعاً مسلميهم ومسيحييهم عصياً على الخدش أو التمزيق.. عكس ما أراد له وعمل عليه الموتورون وغير المسئولين من كهان وغلمان نزعوا نحو إشعال فتيل الفتنة .. وإيقاع البغضاء والضغينة بين أخوة الدم.. و العمر ..والمصير ...
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تراجع نفسها مراراً وتكراراً وتنفض عن كاهلها تلك الشرذمة من طلاب الشهرة والقفز فوق أكتاف التسلق .. والتملق .. والانتهازية لتحقيق مكاسب شخصية.. وفردية .. رخيصة على حساب الضمير الجمعي والعلاقة التاريخية الضاربة في جذور الأخوة والمحبة بين المصريين لتحيلهم إلى فسطاطين وفريقين متخاصمين يفرقهما نهر الدماء والكراهية بديلاً عن نهر النيل الذي يجري في عروقهما بلا تمييز..
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية "الحصيفة العاقلة" أن تتحذر وتتحوط للمنزلق المروع الذي تجرها إليه أصابع وأنامل المجرمين.. والمتربصين .. والصائدين في الماء العكر من الذين يريدون بل ويعملون جاهدين في سبيل تفتيت (مصر) وإضعافها ببث الضغينة والفتنة بين أبنائها.. ليهلك بعضهم بعضاً.. كمثل ما صنعوا في السودان.. والعراق.. و أفغانستان وغيرها وغيرها تمهيداً للانقضاض علينا وتقسيمنا غنيمة بين اللصوص ..
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تتخلص من الشوائب التي علقت بها من (المندسين) في ثياب (عقائدية)!!! بينما هم حرب على الكنيسة وعلى تاريخها .. وعلى مجدها .. وعلى وقارها .. وعلى اتزانها.. وعلى ثقلها .. وعلى حيادها .. بجهلهم .. أو بشرورهم.. أو بحقدهم .. أو بضعفهم . . يتخذون من الدين واسم المسيح مطية لما يعتقدون أنه المجد والسؤدد لهم .. يغررون بالغلمان والشباب .. يبثون في نفوسهم الغضة من دعاوى الكذب والبهتان . . والتي فيها الهلاك و الفتنة والدمار للجميع بلا أي استثناء .. وهم أول من سيدفع الثمن فادحاً دون أدنى شك في ذلك ..
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تعمل جاهدة على كبح جماح المتهورين .. النزقين .. ضعاف النفوس من المنتسبين إليها الذين يمسكون بأيديهم بأعواد ( الثقاب ) يشعلونها في كل قادحة .. وفي كل ناشبة .. وفي كل نائبة تلامس ذيل ثوب الوطن .. فيعمدون إلى إشعال النيران في الثوب .. وفي الوطن جميعه .. يبغونه حريقاً لا يبقي ولا يذر ...
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تعلم (وهي حتماً تعلم) أن دعاوى الفتنة .. وإلقاء العداوة .. والبغضاء.. والأحاديث " الخائبة" "البلهاء" "التافهة" والخطيرة في ذات الوقت عن (أصل البلد) !!.. و(الضيوف) !!.. و(الأغراب) !! كل ذلك من حطب الفتنة ووقودها الذي سيحرق أول ما يحرق "حتما" أيادي مشعليها قبل أجسادهم ولن ينجو منها أحد ... لن ينجو منها أحد ...
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية ألا تسلم قيادها في يد أدعيائها من صغار العقول و شرار النفوس من مثيري الشغب والفتن وهواة الفرقعة الإعلامية ودعاة التدخل الخارجي من مارقي المهجر .. وحارقي اليابس والأخضر .. ليشعلوا بأيديهم الآثمة فتنة لا تبقي ولا تذر ..
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تنأى بنفسها عن صراعات المنتسبين من طلاب الدنيا وبهرجها من الذين تركوا مهاجعهم .. وغادروا مخادعهم .. وطلقوا ا أديرتهم .. ومزقوا أردية كهنوتهم .. وهتكوا أستار رهبانيتهم .. وهرعوا يلهثون خلف أضواء الشهرة ..والفضائيات .. والإعلام .. والدعايات .. وبريق الظهور والشهرة والإثراء على حساب الوازع الديني .. والثقل التاريخي الذي حفرته الكنيسة المصرية بأحرف من نور على صفحات المجد ...
كما يبدو أنه على الكنيسة المصرية أن تعود إلى سابق عهودها كعلامة فارقة.. وبارزة .. ووطيدة من الحكمة والنظر البعيد الصائب.. والثقل الريادي لكنائس المسيحيين الأرثوذكس في العالم أجمع .. وإشعاعاً عقائدياً وحضارياً .. وقبلة دينية تعيد مجد الإسكندرية التاريخي .. أيام كان رصيد الكنيسة في وجدان المصريين يصب دائماً في خانة (الإيداع) حتى صار لها رصيد في القلوب هائل وفي الوجدان كبير..
وأخيراً .. يبدو أنه على الكنيسة المصرية " أن تحاذر وأحداث العمرانية" (المثيرة)للخزي و للأسف ماثلة أمام عينها .. وأمام كل ذي بصر وألقى السمع وهو شهيد ..
فقد بدت الكنيسة في (الفترات) الأخيرة يسحب (صبيانها) على المكشوف من رصيدها في قلوب ووجدان المصريين جميعاً .. سحب متتالي لا يقابله أي إيداع ..كان أشده في أحداث العمرانية – جيزة ..
حين تحول المظنون بهم الحكمة والفطنة والكياسة و(الورع) إلى قواد للشغب والإضطرابات والإتلاف والتعدي و البلطجة والفتنة بأبعد معانيها ...
يجب على الكنيسة أن تتيقظ ..وأن تحذر لما يحاك لمصر ..ولها. و أن تراجع نفسها .. ورصيدها في القلوب ..
نخشى أن يأتي يوم لجرد (الحساب) ..فنجد الرصيد قد تحول جميعه إلى خانة (المدين) !!!.
وقتها نخشى ألا ينفع ندم .. أو أسف .. أو بكاء .. أو حتى ..نحيب !!!!..
التعليقات (0)