ركبت مغامرة التدوين الرائعة على صفحات إيلاف في مثل هذا اليوم من سنة 2009. لذلك فإن تاريخ 31 دجنبر يمثل بالنسبة لي مناسبة مهمة. فقد كان نقطة البداية التي تحولت بعد ذلك إلى علاقة عشق حقيقية .
في ذلك اليوم ، وبينما كنت أتصفح " إيلاف الجريدة "، حملني فضولي إلى مدونات إيلاف، و من أول نظرة أدركت أن الأمر لا يتعلق بنسخة طبق الأصل للمدونات الكثيرة التي يعج به فضاء الشبكة العنكبوتية... و كأني عثرت على كنز كبير، استعرت بكل عفوية من أرخميدس صرخته الشهيرة " وجدتها.. وجدتها.. ( لكني و للأمانة لم أصرخ بل حدثت نفسي بها في صمت). وبدون مقدمات عزمت على التسجيل في المدونات.
" هل أتاك حديث المئذنة؟ ". كان هذا هو عنوان أول مقال ولجت من خلاله باب التدوين، فقد كانت مآذن سويسرا موضوع الساعة في تلك اللحظة، وكان علي أن أدلو بدلوي في الموضوع... إنها البداية. و ككل البدايات، كانت عسيرة و قاسية. ما زلت أحبو في دنيا التدوين. أكتب بين الفينة و الأخرى موضوعا يضيع في زحام المواضيع الكثيرة. و النتيجة: زيارات لم يتجاوز عددها سقف الأربعة آلاف ( 4000) بعد أكثر من شهرين على تسجيل مدونتي. حقا كان أمرا عسيرا أن أفرض اسمي بالسرعة التي كنت أتمناها. لكني كنت أمتلك الإصرار على المضي قدما في الكتابة، لأني أؤمن دوما أن للأفكار أجنحة لا يمكن منعها من الطيران... و شيئا فشيئا تكونت بيني و بين هذا الفضاء الإفتراضي علاقة حميمية، أحسب أن كل المدونين المداومين على الكتابة و التعليق هنا يفهمون معاني هذه العلاقة جيدا....
لقد أصبحت واحدا من أفراد عائلة كبيرة تكبر يوما بعد آخر. فإيلاف هي أكبر منصة تدوينية باللغة العربية. هي كبيرة بأسلوبها و بهامش الحرية الواسع الذي تمنحه لكتابها. و هي قبل هذا و ذاك كبيرة بأبنائها من المدونين الذين ينحتون في كل لحظة لوحات تنطق كلماتها حكمة و ثورة و أملا و ألما . لكنها ليست مجرد كلمات... و في الذكرى السنوية الأولى لإنشاء مدونتي، أقول لهؤلاء الذين يرفعون لواء الكلمة الحرة عاليا: قد نقسو على بعضنا البعض، وقد يغضب أحدنا من الآخر. لكن عائلة التدوين التي تحتضنها ايلاف ستظل دوما محافظة على العهد بمواصلة البوح وكسر أحزمة الصمت الملفوفة على تضاريس هذا الجسد المقهور. لذلك يجب أن لا ننسى أن رسالتنا تنويرية قبل كل اعتبار مهما تضاربت آراؤنا واختلفت. والحفاظ على هذا المكتسب يقتضي أن نترفع جميعا عن الصغائر ولا ننخرط في الشتائم والاتهامات الشخصية. علينا أن نلعن الظلام و الجهل و التعتيم، ونشعل شموعا من الأمل من أجل تكسير كل الطابوهات، و الإنفلات من سلاسل التخلف التي تدمينا...
كل عام و أنتم بخير. محمد مغوتي.31/12/2010.
التعليقات (0)