مواضيع اليوم

على الشحن

علي جبار عطية

2012-02-23 12:09:40

0


علي جبار عطية
الخميس 16-02-2012

فاجأني بائع الاجهزة الكهربائية والالكترونية حين قال لي : لا توجد عندي ماكنة حلاقة كهربائية انما توجد ماكنات حلاقة تعمل على الشحن ! اجبته : لقد اصبت بالرعب من كلمة (على الشحن) فاينما يممت وجهي اسمع هذه الكلمة بل امارسها عملياً فالادوات التي استخدمها مشمولة بهذه اللفظة فالهاتف النقال واللايت والمروحة المنضدية وبطارية العاكسة كلها على الشحن وكم من مرة تركني احد الاصدقاء انتظره على الشحن من دون ان يأتي متذرعاً بازدحامات الطريق وقد انتظرت بعض الطرود البريدية ولم تصل الا بعد اشهر لانها كما قيل لي تنتظر الشحن ولدى مراجعتي لمستشفى ابن النفيس المتخصص بالامراض القلبية عرفت ان بعض اصحاب القلوب الضعيفة يوجد لديهم قطع بالكهربائية وهناك طريقة واحدة لوصل هذا القطع وهي ربط بطارية كهربائية لابد انها تعمل بالشحن ! ومن المفارقات ان هناك بعض الباردين في الحياة لايتخذون مواقف حازمة في اوقات حرجة ومثل هؤلاء لابد ان يحتاجوا الى من يقف معهم و(يشحنهم) شحناً !! ومن المدهش اني كنت اتابع برنامجاً مفيداً على احدى القنوات المصرية وظهرت فيه خبيرة بالتنمية البشرية قالت انها عاشت في اليابان سنوات دراسة الدكتوراه فاكتشفت ان لدى شعب اليابان اجهزة لايصدرونها لنا ومن ذلك راديو ومسجل يعمل بالطاقة الذاتية اي لايحتاج الى تبديل بطارية او تيار كهربائي او شحن ! حقاً لقد صدمني هذا التطور الذي يخلصنا من هذا الاستبداد المقرف للطاقة الكهربائية لو وصلت الينا طبعاً ! انثالت علي هذه الافكار وغيرها بعد لقائي القصير مع بائع الاجهزة الكهربائية والالكترونية وشكرته على حرصه على راحتي بدعوى ان ماكنة الحلاقة التي تعمل على الشحن مناسبة جداً لطبيعة العراق الذي قد يصحو صباحاً ولاتوجد في البيت كهرباء قلت : هذا جزء من حياتنا اليومية وليس سراً ولكن الخوف كله أن يأتي يوم لايجد فيه المرء ما يشحنه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !