مواضيع اليوم

على أميركا أن تتعلم من الماضي وتسلح الأفغان

ممدوح الشيخ

2010-01-19 14:02:56

0


شيريل بينارد مدير معهد الاستراتيجيات البديلة
على أميركا أن تتعلم من الماضي وتسلح الأفغان

ممدوح الشيخ


الانتصار في أفغانستان أمر أساسي لأميركا... وهزيمة القاعدة ليست مرهونة بالسيطرة على الأرض

السماح لطالبان بالعودة للظهور سيكون مضرا جدا بمصداقيتنا كقوة عظمى

معضلتنا الحالية أننا لا نعرف بالضبط كيف نكسب الحرب في أفغانستان

في عام 1990 ساعدنا المجاهدين الأفغان وهزموا السوفييت هزيمة ساحقة.. وفي 2002 بالتعاون مع التحالف الشمالي أطحنا بطالبان

مفتاح النجاح: تدريب عصابة متشرذمة من الأميين المحاربين كيف يستخدمون صواريخ ستينغر

تحالف الشمال قلب موازين الأمور واسترد أفغانستان من يد طالبان

في 1990 و2002 وفرنا الأسلحة والمعلومات والدعم اللوجستي وتجنبنا خطر القتال على الأرض

الطريق إلى النصر هو في ترك الأفغان يقومون بالقتال

الأفغان يفهمون التضاريس والخريطة المعقدة للتحالفات المحلية.. ولديهم ثروة بشرية وفيرة للقتال

ركزنا على إنشاء جيش وطني وأولينا اهتمامنا للزي الرسمي والشارات والرتب والثكنات عسكرية.... وهذا لا معنى له!!

وثائق الكرملين تكشف تطابقا بين ما يقال في أميركا وما كان يقال في الحزب الشيوعي السوفيتي... وهذا مخيف!

في الحرب الباردة كنا سعداء ونحن نراقب السوفييت يستنزفون أنفسهم في "هندوكوش"
واليوم وقعنا في الفخ نفسه

علينا بناء قوة "أفغانية" من المقاتلين من أجل الحرية الجديدة

قرضاى تلقى دعما دوليا لا سابقة له.. ولا أحد يعتقد أن ننجز في 18 شهرا ما فشلنا فيه لـ 8 سنوات!


في إطار النقاش الدائر في واشنطن حول الاستراتيجية الجديدة للبيت الأبيض في أفغانستان، دعا شيريل بينارد مدير معهد الاستراتيجيات البديلة الإدارة الأميركية إلى أخذ دروس الماضي في الاعتبار إذا كانت تريد إنجاح استراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان. بينارد قال إن هذه الاستراتيجية تقوم على فرضيات أهمها أن الانتصار في أفغانستان أمر أساسي لأميركا، ولذا يجب علينا حرمان تنظيم القاعدة من أوراقه الرئيسة. ويجب على أميركا في الوقت نفسه الضغط على حكومة كابول لتكون أكثر فعالية وأقل فسادا وأقدر على بسط نفوذها في الولايات.
وهم السيطرة على الأرض
ويرى بينارد أن هزيمة القاعدة ليست مرهونة بالسيطرة على الأرض، فقادتها خارج
أفغانستان، وعلى افتراض أننا نستطيع جعل هذه البلاد آمنة فسيكون هناك دائما زاوية للفوضى حيث يستطيع الإرهابيون إقامة "مخيم".
ولأن الجنود يمكن بعد فترة أن يفقدوا الاهتمام، وأن يحيط الغموض برسالتهم، فإن عاملا يجب أن يضاف للاستراتيجية. صحيح أن السماح لحركة طالبان بالعودة للظهور سيكون مضرا جدا بمصداقيتنا كقوة عظمى، وقد يعزز سمعة تنظيم القاعدة، فضلا عن أنه سيكون مأساة بالنسبة للأفغان ظلما كبيرا ألحقناه بهم في ضوء وعودنا لهم، إلا أن الإنصاف أحيانا يتعارض مع مسار التاريخ.
وإذا كان ممكنا تفادي هذه النتيجة هذه النتيجة يمكن الوقاية منها ، فإنه ينبغي.
حل معضلتنا الحالية وتتمثل في أننا لا نعرف بالضبط كيف نكسب الحرب في أفغانستان، بعد أن انتصرنا مرتين من قبل.
عبر من تجربتين
ففي عام 1990، ساعدنا المجاهدين الأفغان وهزموا السوفييت هزيمة ساحقة، وفي عام 2002 بالتعاون مع التحالف الشمالي نجحنا في الإطاحة بحركة طالبان. وفي كلتا الحالتين، كان احتمال النجاح يبدو ضئيلا جدا، لكننا نجحنا لأننا اخترنا الصيغة الصحيحة. لقد علمنا عصابة متشرذمة من الأميين
المحاربين كيف يستخدمون صواريخ ستينغر، وهزموا القوة العظمى السوفياتية.
ومع تحالف الشمال، وهي أقرب للميليشيات، أمكن قلب موازين الأمور واسترد هؤلاء بلدهم من يد طالبان. وفي الحالتين، وفرت أميركا الأسلحة، والمعلومات، والمساعدة اللوجستية
والدعم الجوي وتجنبت تعرض قواتها على الأرض للخطر. وبالتالي فإن الطريق إلى النصر هو في
ترك الأفغان يقومون بالقتال، إنهم يفهمون التضاريس، ويفهمون الفروق الدقيقة بين الأشياء والخريطة المعقدة للتحالفات المحلية وهياكل السلطة، وفضلا عن امتلاكهم إمدادات بشرية وفيرة للقتال من الشباب الذين تعلموا ثقافة قتال عمرها قرون، وربما كانوا في غنى عن التدريب.
الطريق الخطأ
ويتهكم بينارد على فكرة الجيش الوطني الأفغاني قائلا: إننا في 2002 ركزنا على إنشاء جيش وطني وأولينا اهتمامنا لاستكمال الزي الرسمي والشارات والرتب والثكنات عسكرية. وبذلنا جهدا لإقناع الأفغان بهذه الصورة الغريبة عليهم، وهذا لا معنى له!!
فنحن نتعامل مع تمرد لا يشبه الحرب النظامية حيث يقاتل الطرف الآخر بمفاهيم ما قبل "عصر الصناعة" وكأنها حرب آسيوية تجري وقائعها في القرن الثامن عشر مع شيء من أساليب التمرد الفيتنامي.
وفي ضوء قرار الرئيس أوباما بإرسال مزيد من القوات يجدر بنا إعادة النظر في التجربة السوفييتية هناك. فالسوفييت أرادوا نشر الاشتراكية وتصوروا أن تكون رسالتهم موضع ترحيب في مجتمع أغلبيته من الفقراء.
وبالمناسبة، كثير من السوفييت شعروا أن هذا الهدف كان طموحا جدا وأنه ليس من وظيفة
بلدهم دفع بلد آخر على طريق التقدم الاجتماعي، وبخاصة إذا كان أهلها غير مؤهلين بسبب التخلف والأمية. الهدف الثاني للسوفييت كان منع أفغانستان من أن تصبح معقلا للرقابة من جانب خصوم الحرب الباردة.
وفي البداية، سارت الأمور بشكل جيد ووضعت موسكو حكومة صديقة. لكن، بمرور الوقت، ازداد استياء السوفييت لأسباب عديدة في مقدمتها سوء أداء الحكومة الفقراء وارتفاع مستويات الفساد.
وكأن النقاش يدور الآن عندما نتحدث عن تجارة المخدرات، وأمراء الحرب، وعدم الكفاءة، والمحسوبية وتزوير الانتخابات. إن وثائق الكرملين تكشف تطابقا بين ما يقال في الكونجرس وما كان يقال في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، وهذا مخيف!
أهداف وعقبات
إن السوفييت كانوا لا يريدون إرسال مزيد من الجنود لأفغانستان، لكن المكتب السياسي وجد هذا الحل الوحيد لمواجهة الأوضاع المتردية. وهم كانوا يعتقدون أن هذا سيساهم في كسب ثقة السكان.
وخلال الحرب الباردة، كنا سعداء تماما ونحن نراقب الاتحاد السوفييتي يستنزف نفسه في "هندوكوش".
والمفارقة المريرة أن نقع نحن بعد عقود في الفخ نفسه. وأكبر تحد يواجهنا اليوم هو نريد أن نكون بجانب الشعب الأفغاني، ومساعدته في رغبته في الحرية والتقدم لكن ما علينا فعلا هو تقديم النصح والدعم والوقوف وراءهم في التمويل والتجهيز والتسليح والتدريب، كما فعلنا في 1980. وبالتالي علينا بناء قوة "أفغانية" من المقاتلين من أجل الحرية الجديدة.
فشل الحكومة وتوابعه
وحكومة كابل كانت خيبة أمل كبيرة، بسبب الفساد، وتزوير الانتخابات وعدم الكفاءة قد والنتائج السيئة حتى الآن ليست انعكاسا لغياب المحاولات، فحكومة قرضاى تلقت ما لم يسبق له مثيل من الدعم الدولي عبر أعداد لا حصر لها من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية. ولا أحد يعتقد حقا أن بإمكاننا إنجاز هدفنا خلال 18 شهرا بعد حققنا القليل جدا خلال 8 سنوات!
والتصور الذي يطرحه شيريل بينارد مدير معهد الاستراتيجيات البديلة يبدو أفغانيا خالصا لكنه في الحقيقة إعادة صياغة لفكرة "الصحوات" التي قامت أميركا برعايتها في العراق فكانت حليفا محليا فاعلا في مواجهة القاعدة، ما مكن أميركا من تحقيق تقدم كبير في مواجهتها بالعراق.
ورغم أن استراتيجية زيادة القوات اقترنت - كما هو معلن - بتصور واضح لبناء مؤسسات الدولة الأفغانية، فإن بينارد يذهب بعيدا في منطقة أخرى هي ضرورة خوض "حرب بالوكالة" برعاية أميركية (أو أطلسية) في أفغانستان ما يعني تداعيات تتجاوز التحول من خيار تكتيكي (أو حتى استراتيجي) إلى آخر، بل ربما أدت إلى صراع أهلي واسع في أفغانستان التي تفتقر إلى أي صمام أمان يمنع من الفوضى الشاملة، فضلا عن أن خلق جيوش غير نظامية في أفغانستان قد يجعل قوات الأطلسي، بعد قليل، "رهينة" في يد أمراء حرب جدد يعرفون جيدا أنهم الرقم الصعب في المعادلة الأفغانية المعقدة الوعرة!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !