هذه الأيام تلاحقك المتنمصات في كل مكان، تفتح التلفزيون فتشاهد مسلسل اغلب الحريم فيه لاعبات بحواجبهن، تغير إلى قناة غنائية بالغلط تلاقي مطربة خايسة لافة حواجبها بطريقة غريبة، تمشي في المول تمر إحداهن بجانبك تبحث عن حواجبها فتلمح خطين رفيعين جداً يمكن رؤيتهما بالعدسة المكبرة، يعتقد المتخصصون انهما كانا في يوم من الأيام ما يسمى عند الإنسان (حواجب)، وأخرى تجلس على الكرسي ممسكة بمرآة صغيرة لتعديل الميكاج ثم تدخل بعض اللمسات الأخيرة على حواجبها التي ارتفعت بعض الشيء لتصبح أشبه برقم (ثمانية).
تقف بسيارتك عند إشارة المرور فتلفت انتباهك واحدة أرادت أن تثبت للناظرين بأن (الهلال) لا يظهر في السماء فقط بل فوق عينيها كذلك، وأخرى ضربها مس من الشيطان فيها من الغباء الكثير فقامت بحلاقة حواجبها بشفرة (جيليت) ولا تخرج من البيت الا ومعها شفرة حلاقة (mach3 turbo) في حقيبة يدها خشية أن تطول شعيرات حواجبها.
لكني وبكل صراحة اكتشفت قبل ايام بأن للتنميص فائدة بطريقة غير مباشرة على التحصيل الدراسي لأبنائي، إذ كنت اشرح لابنتي دروس في علم المثلثات والأشكال الهندسية، وبطبيعة الحال عانيت اشد المعاناة في توضيح الفارق بين محيط الدائرة ونصف القطر، وبين المثلث المتساوي الأضلاع والمختلف الأضلاع والزوايا التي بينهم.
والحقيقة تقال بأن الممثلة (هبة الدري) أنقذتني عندما كنت اشرح لابنتي تعريف محيط الدائرة، حيث لفت انتباهي (حواجبها النصف دائرية) فبينت لابنتي أن هذا الشكل هو نصف دائرة بالضبط، ولو أكملنا المحيط بزاوية 180 درجة أخرى لأصبحت دائرة، وإذا ما أوصلنا طرفي أي من الحاجبين ببعضهما سيكون هذا هو قطر الدائرة.
لا اعرف لما تجاوبت ابنتي مع شرحي البسيط فحفظت درس الدائرة عن ظهر قلب، ثم انتقلت إلى شرح المثلثات المختلفة مبينا لها بأن اغلب حواجب الممثلات والفنانات في الآونة الخيرة عبارة عن ضلعين لا ثالث لهما ويمكن اعتبار الضلع الثالث (وهمي) يمكن تخيله، فإذا كان أحدهما أطول من الآخر صار المثلث مختلف الأضلاع، وإذا تساوت الأضلاع في الطول صار المثلث متساوي الأضلاع والزوايا حينها تكون متساوية، وأما المثلث القائم الزاوية فلا يمكن تخيله إلا عندما تغمز الفنانة بقوة في حالة الإغراء.
ومع كل شرح لشكل هندسي كنت أرفقه بصورة لفنانة ينطبق عليها الشكل، وما شاء الله تبارك الله حفظت ابنتي عن ظهر قلب كل الأشكال الهندسية، وحصلت على العلامة الكاملة في اختبار الرياضيات، فكل الشكر والتقدير لأخواتنا الفنانات الرائدات في علم المثلثات.
التعليقات (0)