مواضيع اليوم

علموا اولادكم الكراهية

عبدالله عبدالرحمن

2009-01-19 13:36:27

0

علموا اولادكم الكراهية

ايمان يحي 

آفة شعوبنا العربية وقياداتها مرض النسيان، ومن ينس تاريخه يتعثر في حاضره ويفقد مستقبله.

 لذا وجب علينا أن نشكر أعداءنا خصوصاً ‘’إسرائيل’’ على قيامهم بتذكيرنا، أو بالأحرى تنشيط ذاكرتنا بين الفينة والأخرى.

منذ اتفاقات ‘’كامب ديفيد’’، وبعدها ‘’أوسلو’’، وبعدها ‘’وادي عربة’’، لم تستطع معزوفة ‘’السلام’’ النشاز أن تطمس تاريخ ودروس الصراع العربي - الصهيوني في آذاننا، والفضل لم يكن سوى لقلة من نخبتنا ظلت يقظة وواعية، والفضل - أيضا - كما ذكرت لأعدائنا الذين يغلب ‘’طبعهم’’ على ‘’تطبعهم’’، فيكشفون عن وجوههم الحقيقية بشكل دوري.

ما أصدق هتاف المظاهرات ‘’القاهرية’’ الخالد ‘’جيل ورا جيل نعاديك يا إسرائيل’’. هذا الوعي المتجدد، الذي ينفجر بشكل دوري كلما قامت الصهيونية بمذبحة جديدة، يخلق أجيالا جديدة لم تر بداية الصراع، ولم تر ذروته في 1967 و ,1973 لكنها سرعان ما تنخرط فيه، وكأنها جينات كامنة من كراهية دائمة مستحقة تجاه النازية الصهيونية. كانت المجزرة الصهيونية الأولى تجاه شعبنا العربي في فلسطين هي مجزرة ‘’القدس’’ التي قامت بها منظمة ‘’الاتسل’’ الصهيونية في نهاية ديسمبر/ كانون الأول العام ,1937 عندما قتلت بقنبلة عشرات الفلسطينيين في منطقة سوق الخضار بجوار بوابة نابلس. كانت تلك بداية الإرهاب الصهيوني الذي لم يتوقف حتى الآن.

مئات الآلاف من الضحايا العرب، وتاريخ أسود من الدم والشظايا تتراءى أمام ناظري، ويقفزون فوق حواجز النسيان:
مجزرة حيفا يوليو/ تموز عام .1937 قنبلة صهيونية أودت بحياة 47 من العرب في أحد أسواق حيفا.

مجزرة القدس ديسمبر/ كانون الاول العام ,1947 عصابة آراجون تلقي ببرميل من المتفجرات فتقتل 14 عربيا وتجرح 27 آخرين.
مجزرة السرايا العربية يناير/ كانون الثاني ,1948 الصهاينة يفجرون سيارة ملغومة في بناية عربية شامخة في مقابل ساعة يافا المعروفة فيقتلون 70 فلسطينيا ويجرحون العشرات.

مجزرة الطنطورة العام ,1948 تقتل 50 وإصابة العشرات من الأبرياء العرب.
مجزرة اللد في يوليو/ تموز 1948 مقتل 250 شهيدا عربيا وإصابة 700 بجراح مجزرة الرملة في العام 1948 تم قتل المئات من العرب فيها ولم يتبق في الرملة سوى 25 عائلة فقط.

مئات المجازر وجرائم الإبادة العنصرية قامت بها إسرائيل منذ أكثر من 70 عاما بدأت الصهيونية جرائمها ضد العرب قبل إنشاء إسرائيل بأعوام كثيرة. هل لنا أن نتذكر مجزرة ‘’دير ياسين’’ الشهيرة، التي راح ضحيتها 254 رجلا وامرأة وطفلا، منهم 25 امرأة حاملا و 52 طفلا دون سن العاشرة وتم جرح المئات فيها؟ لماذا لا نذكر لأولادنا في دروس التاريخ مجازر كفر قاسم ومخيم خان يونس العام 1956 والتي راح ضحيتها ما يربو على 900 شهيد من المدنين الأبرياء؟ أليس من حقنا أن نذكر العالم ‘’بالهولوكوست’’ الصهيوني تجاه العرب في العام 1982 في مخيمات صابرا وشاتيلا بلبنان ؟. استمرت المجزرة ثلاثة أيام وتم تقدير عدد الضحايا بنحو 3500 شهيد فضلا عن مئات الجرحى.

لقد عشنا مئات من المجازر الشبيهة بمجزرة ‘’قانا’’. لم تكن هناك، أيامها، صواريخ لحزب الله ولا مدفعية، لكن الوحشية والبربرة الصهيونية كانت تجد مبررات دائما لأفعالها. إبان حرب الاستنزاف ,67 وعلى رغم أن المعارك على ضفتي القناة كان يقوم بها العسكريون، إلا أن إسرائيل هربت من المواجهة مع العسكريين لتقصف المباني والمنشآت السكنية والمصانع في عمق الأراضي المصرية. تقصف مصنعا في أبي زعبل بالقرب من القاهرة، ومدرسة للأطفال في قرية ‘’بحر البقر’’ المصرية. هذا هو القانون الأساس للتصرف الصهيوني، حينما يعجزون عن المواجهة العسكرية، فعليك بتدمير المدنين كورقة ضغط.

أتاحت لي تجربتي الشخصية أن أشارك في المقاومة الفلسطينية في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وبقت جذوتها في دمي وفكري. وحينما رزقت بطفلة أسميتها ‘’دلال’’ تيمنا بالشهيدة ‘’دلال المغربي’’ التي استشهدت في عملية فدائية بالقرب من تل أبيب في نهاية السبعينات. مرت السنون وكنت أظن أن طفلتي لا تعي جوانب صراعنا مع الصهيونية، فلم تكن منشغلة بالاهتمام بالشؤون الوطنية، بل وكانت رافضة لأية مشاركة فيها حتى جاءت أحداث انتفاضة القدس، ففوجئت في أحد الأيام باستدعائي لمدرستها. كانت المفاجأة أن بنت الإحدى عشر ربيعا تقوم بكتابة المنشورات والبيانات المؤيدة للانتفاضة وتنسخها على أوراق الكربون وتخرج في مظاهرات أطفال المدارس المنددة بإسرائيل. هكذا يتجدد الصراع في وعي الأجيال الجديدة بفعل الكراهية التي تملأ قلوب أعدائنا العنصريين.

علموا أولادكم كيف يكرهون أعداءهم، فمن لا يستطع الكراهية والحقد لا يستطيع أن يحب. أقيموا المتاحف للهولوكوست الصهيوني ومذابحه في حق العرب، وحبذا لو وضعتم صورة أطفال الصهاينة المجرمين، الذين يوقعون بأسمائهم على أغلفة دانات المدفعية الموجهة كهدايا للأطفال العرب، في فناء كل مدرسة عربية. تذكروا جيدا أن ‘’النازية’’ لا يمكن التعايش معها، وأن ‘’الصهيونية’’ عقيدة عنصرية فاشية، لا سلام لها.

علموا أولادكم - مرة أخرى - أن حب الحياة يكمن في كراهية الموت، وكراهية من يتسببون فيه وأن الصهيونية جريمة في حق الإنسانية لا تنقضي إلا بالقضاء عليها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !