مواضيع اليوم

علمـاء مستقبليـات يؤكـدون: الإنسانيـة ستعيـش مجـزرة لغويـة واللغـة العربيـة ستستمـر حيـة

شريف هزاع

2010-01-15 18:44:47

0

علمـاء مستقبليـات يؤكـدون: الإنسانيـة ستعيـش مجـزرة لغويـة واللغـة العربيـة ستستمـر حيـة

عبـد الفتـاح الفـاتحـي

      أكدت مختلف الدراسات المستقبلية بناء على مؤشرات ومقدمات صحيحة أن هناك خطرا فعليا من قبل نظام العولمة يهدد وجود الكثير من لغات العالم ومن ضمنها اللغة العربية". فقد أكد علماء مستقبليات اللغات (1) أن 3000 إلى 4000 لغة قائمة اليوم، ستختفي خلال سنوات هذا القرن، كما يعتقدون أن نسبة 59.35% من مجموع لغات القارة الأوربية ستختفي، أي اختفاء ما مجموعه 73 لغة من أصل 123، رغما عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول الأوربية في هذا الصدد.
     وفي دراسة أخرى عن لغات العالم تشرف اليونسكو على إعدادها منذ سنة 1996 ببلاد الباسك حول السياسة اللسانية بينت أن 5500 لغة من أصل 6703، ستختفي خلال قرن.
     كما يفترض جون دانييل(1) بالاستناد على أراء خبراء علم اللغة أن مستقبل اللغات في العالم أي في حدود 2200م سينحصر على ثلاث لغات أساسية، هي الإنجليزية والعربية والصينية، وشبه عدد من علماء اللغة هذا الواقع بأن الإنسانية ستعيش في مستقبل السنوات على مجزرة لغوية بامتياز، ذلك لأن قلاع عدد من اللغات ستسقط تباعا أمام مد الثورة الإعلامية والمعلوماتية.
     والحق أن سيطرة اللغة الانجليزية على وسائل الإعلام والمعلوماتية يتيح لها إمكانية أكبر للتفوق في عرف سيرورة العولمة، ويمكن من الزحف على قلاع لغوية جديدة، ذلك أنه اليوم كل اللغات القوية مهددة في وجودها، وهو ما فرض التحرك بالقرار السياسي وعمل علماء اللغة نحو ضمان الحقل الجغرافي للغاتهم، لعل أهم الأمثل لهذا التحرك تجسدها المنظمة الفرانكفونية لتوفير نفس أطول للغة الفرنسية ومنظمة الإيسيسكـو والألكسـو في نشر وتقوية اللغة العربية.
    وتعاني اللغة العربية من تحديات أخطر، منها التهميش الذي يطالها من قبل واضعي السياسات العامة في البلدان العربية، الذين ينافقون بالانتصار لها في حين يعزلونها عن التداول اليومي في الحياة العملية، إضافة إلى تراجع إرادة تطوير بنيات اللغة العربية وربطها بالحياة المتجددة.
    ولقد شهدت الحركة الثقافية والفكرية والإبداعية تطورا ملحوظا في العصر الحديث، إلا أنها لم ترق إلى مرتبة لغة التفرد والتميز في أي دولة عربية، وإن كانت على المستوى السياسي لغة رسمية في كل تلك الدول، وأنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الأفريقية والآسيوية المحاذية للوطن العربي كتشاد، مالي، السنغال، إريتيريا... إيران، تركيا...
    والحق أن اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في دول الجامعة العربية، وفي أكثر من دولة أخرى، يعد دعما سياسيا لها، لكنه غير كاف لضمان موقع حقيقي في التداول اليومي لشعوب الوطن العربي، وذلك لانعدام تنفيذ القرار السياسي والإجماع العربي عليها، على غرار ما قامت به إسرائيل من تضافر جهود علماء اللغة وأصحاب القرار السياسي استطاعوا بعث اللغة العبرية بعد 17 قرنا من موتها وتفكك معالمها، لكنها اليوم تعود إلى الواجهة لغة حية في الخطاب الإعلامي والأدبي والفكر الثقافي والتعليمي وفي الاستعمال اليومي، فأصبحت لغة أم لمجتمع لم تكن لغة أم لآبائه ولا لأجداده.

1- LECLERC, Jacque »La mort des langues» dans L’aménagement linguistique dans le monde; Québec, TLFQ, Université Laval, 31/12/200139kb.
2- langues sur la terre, redactor Joint-venture Esteve in http//gardaremlaterra.free.fr/actu/dos8
3- www.amarauna-languages.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات