العلامة اليهودي اسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق ودوره في حفظ الاسلام من الضياع والاندثار ؟
أعجبني تعليق لمشارك مسلم ختم باسم (عبدالقيوم) على موضوعنا السابق (العرب والمعضلة الإسرائيلية)، تعليق رقم (11) الذي ورد فيه اسم العلامة اليهودي اسرائيل بن يونا بن أبي يتسحاق الحافظ والناقل والمصدر الاول والمرجع الاوثق لأحاديث النبي العربي. أسوق التعليق اولا ثم أعلق عليه، يقول السيد عبدالقيوم :
مرحبا سيد اشرف(اسرائيل) تحية لك وللسيد العضعاض ولجميع القراء هنا ، في الواقع هذا اول حوار في حياتي مع يهودي لذلك تجدني اشعر بالإثاره واكرر التعليق باستمرار ، بادئ ذي بدء اقول ان ثمة خلط غريب عند عامة اليهود وهو ان ابراهيم عليه السلام كان يهودي وهذا عار عن الصحة فكيف يكون الاصل تابع للفرع انا قد اقبل لو قلت لي ان سليمان عليه السلام كان يهودي لكن ابراهيم مستحيل فالديانة اليهودية جاءت بعده بكثير ، ثم ان هناك خلط آخر لا يقل غرابه وهو عدم تفريقك بين العقيده الاسلاميه التي هي موجوده حتى قبل ابراهيم وبين الشريعة الاسلامية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فالانبياء المسلمين ليسوا بالضروره ملتزمين بالشريعه كأن يصوموا رمضان او الصلوات الخمس لكنهم مسلمين لانهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة بتفصيلات مختلفه في كل زمان هذه التفصيلات تسمى (شريعه) فنحن نقول ان شريعة موسى نسخها الاسلام كما ان شريعة نوح مختلفه عن شريعة ابراهيم وكذلك مع موسى و محمد عليهم السلام جميعا ، الخلاصة ان جميع الرسل مسلمين لكن هذا لا يعني انهم عرب ويقرؤون القرآن لكن كما قال الله (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) يعني مختلفين في الشريعة متفقين في العقيدة فعندما نقول ان موسى مسلم وهو عبراني وسين او صاد من الانبياء سرياني او هيروغليفي او من اي قوم او لغة فهذا لا ينكر اسلامه ؛ والاسلام عقيده تربط الناس بالله وتحيلهم الى التسليم بشريعته كأصل في حياتهم كما قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) الانبياء مسلمين وحتى ولو كانوا يقرؤون التوارة ويتحدثون العبريه فالاسلام في ايام سليمان عليه السلام كان موجودا في التوراة ولو جاء سليمان عليه السلام لزمننا لتمسك بالقرآن كما ان المسيح عليه السلام عندما ينزل سيكون مسلما شريعة وعقيدة ، وكما ان لكل وقت اذانه ولكل وشمس شروق وغروب فلكل نبي شريعة يطبقها في فترة من الزمن مستندة إلى اصل اسلامي كما قال الله تعالى: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ، ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما ، رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تسميه انت "نبي العرب" وهو للناس كافة إلى ان يرث الله الارض ومن عليها شريعته مهيمنه على الشرائع السابقة ، إن لم تقتنع وكفرت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا شأنك وامرك إلى الله ، لكن لا يجوز لك ان تستخدم الشريعه الاسلاميه لخدمة مصالحك السياسيه استطيع ان اثبت لك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة بطريقة وشهد شاهد من اهلها لكننا ممنوعون من النظر في كتب الامم السابقة لانها ليست بيضاء نقيه مضمون عدم التحريف فيها ، ولانها تم استغلالها طوال قرون طويله لأغراض دنيويه ، كما انك تحاول ايضا ان تفعل ذات الامر مع الشريعه الاسلامية ، ثم انك تقول ان الفلسطينين تم غسيل ادمغتهم بينما الواقع ان الذي تم غسل دماغه هو الذي تم اقناعه ان انبياء الله ليسوا على الحق لغايات دنيويه ، ولغايات دنيويه يحارب رسالات الله في الارض ، الكثير من اليهود عندما اكتفشوا الخدعه التاريخيه وانهم كانوا يسعون للمحافظه على سراب تركوا اليهوديه وإلتحقوا بالمسلمين بكل ايمان وتواضع اما من حبستهم الشهوات او الشبهات فأمرهم إلى الله يهدي لنوره من يشاء ، احب ان ابدي في ختام كلامي اعجابي باسمك فقد ذكرني باسرائيل بن يونس وهو الامام الحافظ الحجه وهو من اوثق رواة الحديث الشريف عندنا وطبعا لا شك ان اسمك يذكرنا بنبي الله يعقوب عليه السلام لكن هذا الاسم تم تشويهه عند عامة المسلمين بسبب الممارسات الاحتلاليه الاسرائيليه الظالمه عسى الله ان يعجل بزوالها وعسى الله ان يعيد لهذا الاسم بريقه الجميل فهو من اجمل الاسامي اعذرني على جرأتي اعلم ان كلمة الحق تجرح لكن يجب ان يعلمها الناس ، تحياتي
اولا في بداية تعليقنا لا بد من اعتراف: منذ طالعنا تعليقكم أمس طفقنا نبحث وننقب في المراجع الاسلامية عن أخبار العلامة اسرائيل بن يونا بن أبي يتسحاق او بصيغته العربية اسرائيل بن يونس بن ابي اسحاق، وقد وجدنا أنه المرجع الاول والاوحد لصحيح مسلم والبخاري وهما الشيخان او المرجعان الاساسيان لنقل الحديث في الاسلام وقد أخذ كلاهما عن عالم يهودي اعتنق الاسلام وحفظ أقوال نبي الاسلام عن ظهر قلب نقلها وحفظها عن جده العلامة اليهودي أبي اسحاق الذي عاش قبل البخاري ومسلم بفترة طويلة وكان أقرب بكثير الى عصر محمد. كل من يقرأ في المراجع الاسلامية عن العلامة اسرائيل بن يونس الذي توفي حوالي سنة 160 هجري حسب المراجع الاسلامية سيجد انه كان متفردا ومنفردا في نقل أقوال نبي الاسلام وهو العالم الثقة المثقف القارئ صاحب الكتاب والبصيرة الحافظ المدوّن الناقل الذي لولاه لما كان لا صحيح بخاري ولا صحيح مسلم كل هذا بشهادة وتوثيق المراجع الاسلامية ذاتها. اذن السؤال هنا : لماذا تم طمس وتغييب اسم العلامة اليهودي اسرائيل بن يونا بن أبي يتسحاق، في الوقت الذي تم إبراز دور بخاري ومسلم الذان نقلا الأحاديث عن المعلم الاكبر والمرجع الثقة اسرائيل ؟؟ واسرائيل طبعا ليس وحيدا وليس حالة خاصة او نشاز في هذا الشأن فقد كتبنا في السابق مقالا بعنوان (علماء يهود أضاءوا سماء الاسلام) تحدثنا عن أبي بن كعب الذي كان قبل الإسلام حَبْراً من أحْبار اليهود، مطلعاً على الكتب القديمة ولمّا أسلم كان في مقدمة كتاب الوحي وكتبة الرسائل وضمن المجلس القضائي الاول في الاسلام. هل لأمر في نفس يعقوب يتم طمس الحقيقة الساطعة بان من حملوا الاسلام في مهده وحفظوا القرآن ودوّنوا الآيات ونقلوا الحديث هم يهود اعتنقوا الاسلام ولولا فعلوا ذلك في وقت كان المسلمون الاوائل في أشد الحاجة الى أمثالهم من الحفظة والعالمين بأخبار السابقين والبارعين في الكتابة والتدوين والتوثيق والترجمات والعارفين بآيات التوراة وأخبار الأنبياء والأمم السالفة، لما كتب النجاح والاستمرار لهذا الدين الجديد أصلا .... ومثلما كان أبيّ بن كعب كاتب الرسائل والوحي كان اسرائيل بن يونس كاتب الحديث المتفرد. نحن طبعا نقلنا مداخلة السيد عبدالقيوم كاملة لما تحمل بين دفاتها من معاني ومغازي أخرى فالسيد عبد القيوم يقول ضمنيا إنه لا تناقض –اسلاميا- بين كون أنبياء وأجداد الأمة اليهودية عبرانيين او يهود او اسرائيليين وبين كونهم مسلمين من وجهة نظر اسلامية وهنا اعتراف واقرار بان الملك داوود او الملك سليمان الذي يعتبر نبيا في الاسلام، لا ينفي هذا الامر كونه يهوديا سابقا او منتميا الى الامة العبرانية الاسرائيلية. ولا أريد ان اتوقف كثيرا عند مسألة ابراهيم جدنا الأكبر هل كان يهوديا او مسلما، اولا لأننا تناولنا هذه الجزئية بالتوضيح سابقا وثانيا لأن التعليق اعلاه يجيب بنفسه عن السؤال ويزيل الالتباس، بمعنى ان ابراهيم لم يكن يهوديا بالمفهوم الزمني كون الديانة اليهودية ودولة يهودا لم تظهر بعد بصيغتها المعروفة زمن ابراهيم لكن ابراهيم يظل الأب الاول والجد الاكبر والملهم والمؤسس للأمة اليهودية فلا تضارب بين هذا وذاك. رسالتنا الأخيرة في هذه العجالة الى المسلمين أنه آن الأوان لرد الجميل حان الوقت لأنصاف وتبيان الدور اليهودي الحاسم في حفظ الديانة الاسلامية من الزوال. ولا ننسى في الختام ان نشكر السيد عبدالقيوم اقبل احترامنا سيدي. وقد ختمنا مقالنا هذا باسم (اسرائيل) بعد إذ وقعنا غالبية مقالاتنا السابقة باسم (اشرف الاشرف) تيمنا واجلالا لاحد أجدادنا البررة (كعب الاشرف)، فيما ختمنا طورا باسم (يوسف بن متتياهو) لأنصاف المؤرخ اليهودي الكبير ابن القرن الاول للميلاد، واليوم نوقع باسم اسرائيل وهو اسم دولتنا واسم جدنا الاكبر يعقوب، ومن باب التساوق والتناغم مع صديقنا عبدالقيوم الذي وصف اسم اسرائيل بالجميل وفتح المجال امام المسلمين لرد الاعتبار والجميل لعلماء اليهود وللشعب اليهودي عموما.
التعليقات (0)