في سياق تفاعلات أزمة الإعلان عن إغلاق موقع إسلام أو لاين أصدر علماء ومثقفو ومفكرو المغرب بيانا إلى:
فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي
أعضاء جمعية البلاغ الثقافية القطرية
صانعي ومؤسسي وأبناء إسلام أون لاين بالقاهرة
كل فضلاء هذه الأمة
جاء فيه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على كل مسلم أن التمكين المنشود في الأرض أضحى الإعلام أحد مقوماته، وعليه انبنت كبرى آلياته، وغير خاف ما تسرب للأمة الإسلامية من ذل وهوان كان غياب الصوت الإسلامي الصداح أحد أسبابه التي جعلت من شبابنا حلقات وزمرا تائهة.
وفي سياق منظومة التغيير والتشييد والبناء الحضاري، انفلت الحدث من وراء المغرضين وكان الصرح الذي طالما حلمنا به كأمة تبغي الخلاص أو الهدي نحو الصلاح، وتنشد الاستنارة والبلسم من الاصطلاء بنار التيه والجهل التي غمرتها لعقود خلت، فكان القبس الذي غمر الأرض برذاذ الحياة والماء العذب الزلال: وانتشينا بقرار المشروع الحضاري الرائد الذي قاده ووضع قواعده علامتنا وفقيهنا المرشد والوسطي المرموق الشيخ يوسف القرضاوي، فقال ربك كن فكان مشروع "شبكة إسلام أون لاين" الرائدة.
إذاك هللت كل مكونات الأمة بهذا الوليد ومقدمه، وتنفست من خلاله الشعوب العربية والإسلامية عبق الفتوى والإرشاد الديني وأبعاده الوسطية، لا بل حتى الشباب والناشئة ارتأت الارتماء في حضن هذا الموقع الأمين، وعادت بفضله إلى حياض الهدى والنور.
وحيث أن هذا المشروع كان بإشراف العلامة والرائد الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي، برعاية فضلاء قطر وأهلها من ذوي الخير، وبتنفيذ من مجموعة محررين في مصر، واستشاريين من أقطار مختلفة، بات من الضروري اعتبار شبكة إسلام أون لاين مشروعا للأمة تتغذى منه، ولا حق لأحد في ادعاء ملكيته أو الإنفراد به.
وقد آلمنا ما تردد في وسائل الإعلام من تشفي العدا، لما رأوه من تعثر للشبكة هذه الأيام، ومن صراع لاحت خلفياته وطفحت على السطح حول "أحقية من" "ضد من" في امتلاك التفرد بصنع القرار في هذا الموقع. وحيث أنها فتنة تلوح في الأفق، وحيث أننا كعلماء ومثقفين واستشاريين مغاربة نعتبر أنفسنا جزءا من هذا المشروع، وفيه ومن خلاله تنفسنا عبق الوسطية ومنهج الاعتدال والانغماس في ما يجمع هذه الأمة ويؤلف بين مكوناته التي كادت تنخر صلبها الاختلافات الفقهية والمذهبية المتعصبة، وحيث أن مصلحة الأمة تقتضي أن ندعو إلى كلمة سواء بيننا﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ فإننا نناشد الإخوة في قطر وأهل القرار وأصحاب الفضل ومعهم إمامنا الدكتور القرضاوي، أن يسارعوا إلى لملمة جراح الموقع والعودة بفريقه العتيد إلى سكة الإنجاز، وأن يفعلوا قرار العودة وبقوة، فقد فاتنا الشيء الكثير، وأن يتجاوزوا الخلافات الإدارية أو ريح الفتنة والنعرات لأن المشروع صار أكبر مما يتصور الجميع.
نستحلفكم بالله أن تتآلفوا وتعودوا بالموقع إلى قوته الإقتراحية وقوته الإرشادية، وأن تتداركوا ما فات لأن الكل ينتظر وبلهفة عمل الفريق الذي تربى مع المشروع مذ كان وليدا لا زال يحبو إلى أن صار حدثا يمشي ويضرب في الأرض بقوة.
أملنا فيكم بعد الله أن تبادروا إلى لملمة الصف الذي أسستم لبناته ومكوناته في صمت وإخلاص، وبصمتم روحه بجديتكم وسخائكم، فالله نسأل أن يلهمنا السداد والصواب ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ صدق الله العظيم.
حرر بأرض المغرب الأقصى بتاريخ 21 مارس 2010
التعليقات (0)