في فتوى أثارت لغطًا وجدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر الشيخ صالح الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية - أن ما يحدث في سوريا فتنة بين المسلمين، ويجب الابتعاد عنها ولا يجوز الخروج والجهاد فيها.
وفي معرض إجابته عن سؤال في أحد برامج الفتاوى عبر الإذاعة عن حكم الجهاد في سوريا، قال الشيخ الفوزان: "إن ما يحدث في سوريا فتنة, ولا يجب أن يدخل الإنسان فيها بل يبتعد عنها ويدعو للمسلمين بالنصر والفرج ويكثر من الدعاء".
وأضاف: "أما أن يذهب فهذا لا يجوز؛ لأنه له أسرة، وله والدان وله عائلة, كما أنه لابد من الحصول على إذن ولي الأمر، وبالتالي لابد من أمرين؛ إذن ولي الأمر، وإذن الوالد، وهذه فتنة على الإنسان أن يبتعد عنها".
ويمكن الاستماع إلى نص الفتوى عبر الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=PMfk5iEQKvc
ما يحدث في سوريا جهاد في سبيل الله:
هذا وقد أكد الشيخ عبد العزيز الطريفي أن ما يحدث في سوريا ليس فتنة وليس حربًا، وإنما هو جهاد، وما يجري في الشام هو جهاد, ولا يجوز أن يُطلق عليه "فتنة" أو "حرب", رغم أنها من حيث الاصطلاح اللغوي يمكن أن يطلق عليها "حرب"، لكنها في الحقيقة جهاد في سبيل الله.
والذين يقومون بالدفاع عن الدم العربي هم مجاهدون, وهم ينتصرون لدينهم وأعراضهم، وأقل ما يقال في الإنسان الذي يدافع عن ماله وعرضه ولو لم يكن من مقصده أن يعلي كلمة الله فإنه يكون من جهاد الدفع.
وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قاتل دون ماله فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد، ومن قاتل دون دينه فهو شهيد)، فلو دافع قصدًا عن ماله وعرضه فهو شهيد.
وأضاف: "الإنسان حتى لو دافع عن ماله فإن الله يجعله شهيدًا لو قتل، كيف إذن بمن يُقتل وهو يدافع لإعلاء كلمة الله عز وجل، فلاشك أنه في ذلك أعظم عند الله عز وجل".
وهذا رابط الفيديو للاستماع إلى كلمته كاملة:
http://www.youtube.com/watch?v=fpCK_YDDBCY
حق تكفله الشرائع السماوية:
ومن ناحيته, فقد قال الشيخ أحمد علوان - عضو مجلس القضاء الأعلى في محافظة إدلب وقائد لواء عباد الرحمن الإسلامي - ردًّا على هذه الفتوى: "إن ما يجري في سوريا اليوم يصنف في جهاد الدفع والدفاع عن النفس, وهو حق تكفله الشرائع السماوية, والأعراف الدولية، ولا ينكره عاقل".
وأضاف قائلاً: "نحن في سوريا نُستفز في ديننا وأعراضنا ودمائنا، وتهدم مساجدنا ونقصف بطائرات الميج وصواريخ سكود والبراميل المتفجرة تي إن تي والدبابات وقذائف الهاون, أليس من حقنا أن ندافع عن أنفسنا؟!".
وأردف الشيخ علوان: "هناك مئات المجازر وقعت في أرجاء سوريا، أليس من حق السوريين الدفاع عن حرماتهم؟!، والله يقول: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}، فهل يعقل أن يتداعى الشيعة في إيران والعراق واليمن ولبنان إلى سوريا لينصروا هذا النظام الطائفي؛ في الوقت الذي يتقهقر فيه بعض طلبة العلم عن الإفتاء بوجوب نصرة أهل سوريا والدفاع عن حرماتهم؟!!".
شعب يُذبح بسكين الطائفية:
وتابع: "إن جهادنا جهاد مبرور، والنبي بشَّرنا فقال: {لا تزال طائفة من أمتي قِبلَ الشام ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك}، فالنبي بشَّرنا بأننا في أرض الرباط إلى يوم الدين".
وقال الشيخ أحمد علوان: "خذلان القاصي والداني لنا لن يفتَّ في عضدنا، ولن يوهن عزيمتنا ولن يثنينا عن متابعة جهادنا، فمَن أراد أن يتشرف بالجهاد ونصرة أهل الشام فهذا حق شرعي واجب، وهو من أشرف الجهاد لأنها أرض مباركة وشعب مظلوم، وشعب يذبح ذبحًا طائفيًّا بسكين الطائفية، في الوقت الذي خذله أهل الأرض قاطبة".
وأضاف: "إن كل فتوى خرجت عن هذا المعنى وعارضت الجهاد في سوريا لا تمتُّ للإسلام بصلة، وهي فتوى سياسية، وليست بسم الله ورسوله، والحمد لله رب العالمين".
ولمشاهدة تعليقه كاملاً يمكن زيارة الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=e29EqqsG7G0
الأبعاد العقدية للحرب في سوريا:
وفي ذات السياق, شبَّه الشيخ سعود الشريم - إمام وخطيب المسجد الحرام - ما يفعله نظام بشار الأسد في سوريا بالغزو المغولي لدمشق.
وقال الشيخ الشريم: "إن الحرب في الشام نسخة مطورة لغزو المغول لدمشق سنة 702هـ، في معركة (شقحب) المشهورة، وكان النصر لأهل الحق، فما أشبه الليلة بالبارحة".
وأضاف فضيلته: "من ظن أن الحرب السورية فتنة داخلية فهو كالجسد المحنط، فإن الأعمى والأصم يدركان الأبعاد العقدية لهذه الحرب {وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ}".
وتابع في تغريدة له: "ترك نصرة الأخ المسلم وإسلامه لعدو يبطش به خذلان وخيانة، بل يجب حمايته والدفاع عنه إذا استبيح، ففي الحديث: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)".
العلماء سيوافقون على إعلان النفير:
وعلى صعيد نصرة الثورة السورية, قال الشيخ عدنان العرعور - أحد رموز الثورة السورية -: إنه سيسعى مع العلماء إذا استمر الوضع هكذا لإعلان النفير.
وأضاف قائلا: "أنا أعلم أنني إن أعلنتها, العلماء سيوافقون في إعلان النفير، فهذا دين الله.. نعلن النفير وليكن ما يكون, فكيف يمكننا أن نسكت وإخواننا اليوم في القصير ودرعا والغوطة وغيرها يتعرضون للذبح؟! فالحل اليوم هو النفير، وسوف نعلنها، ونلعن كل من يمنع الناس من النفير".
وتابع العرعور: "سنأتي بأهل السنة من البحرين والإمارات ومن كل مكان في العالم، ولو كانوا سيمنعوننا فإن لكل حادثة حديث، "حزب الله" يخترق الحدود ويذبح ويقتل ويدعم الجيش المنهار، ونحن لن نسكت وسنعلن النفير".
ولمشاهده حديثه يمكن متابعة الفيديو التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=9LFPunqhSoE
وجوب إعلان النفير العام:
هذا وتداول مغردون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فيديو لمفتي الكويت عجيل النشيمي يدعو من خلاله لوجوب إعلان النفير العام من قِبل الحكَّام للجهاد في سوريا، لتوفُّر شروطه كاملة وفق الضوابط الشرعية.
هذا وقد تلقى النشيمي مديحًا كبيرًا من المغردين على هذه الدعوة, التي قال فيها: "إن الفقهاء في مثل ما يجري في سوريا اليوم يفتون بإعلان الجهاد".
وقال: "نحن في هذا المقام نقول: إن شروط الجهاد التي نصَّ عليها كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم متحققة، ويجب على الناس وجوبًا على كل الناس كلٌّ بقدر ما يستطيع وعلى الحكام النفير العام بالصيغة التي يرونها".
وهذا رابط الفيديو:
: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=72AAxXW1K4c
النفير لاسترداد الحقوق المسلوبة:
وكانت الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا قد سبق ودَعَتْ إلى "النفير العام, وإعلان الجهاد دفاعًا عن النفس واستردادًا للحقوق المسلوبة".
ولفتت في بيان لها بأن إعلان النفير العام يوجب على كل قادر على حمل السلاح، والانضمام لكتائب الجيش السوري الحر، والعمل تحت قيادته؛ وذلك من أجل دحر هذا العدو الصائل المعتدي المجرم، وانتزاع حقوقنا المشروعة منه بالقوة.
وطالبت بتقديم كل عون ومساعدة مادية ومعنوية للجيش السوري الحر حتى يتمكنوا من تحقيق النصر المؤزر بإذن الله تعالى على هذه العصابات المجرمة التي عاثت في الأرض فسادًا.
ونوهت إلى أهمية الحثِّ على الجهاد في سبيل الله من قِبل طلاب العلم، وخطباء المنابر، وبيان فوائده، مع تعرية هذا النظام الإجرامي، واليقين بنصر الله تعالى قريبًا.
النظام السوري النصيري ساقط الشرعية:
وكانت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح قد أصدرت بيانًا طالبت فيه بإسقاط نظام بشار الأسد الفاسد.
وقالت: إن النظام السوري النصيري الدموي ساقط الشرعية، وقد كتبت بإذن الله شهادة وفاته، وعلى كل قادرٍ أن يسعى في تحقيق ذلك بكل وسعه وطاقته، وأن يَهُبَّ للإفراج عن النساء المعتقلات المعذبات والمغتصبات في سجون الطاغية بشار.
وطالبت الهيئة الشرعية في بيانها السلطات المصرية بتقديم كامل الدعم للشعب السوري المسلم وثورته السلمية، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، والعمل على عزل النظام السوري الطائفي الدموي سياسيًّا.
كما دعت الهيئة الجمعيات والمنظمات الإغاثية الإسلامية والعربية والدولية كافة بمد يد المعونة إلى الشعب السوري المحاصر بجيشه الدموي الأثيم.
التعليقات (0)