مواضيع اليوم

علماء دين.. أم أبواق للسلطة؟!

nasser damaj

2011-04-04 07:31:02

0

علماء دين.. أم أبواق للسلطة؟! 

خليل الفزيع 


بعض علماء الدين عرفوا بغزارة علمهم وفتاواهم التي لقيت القبول من الجميع، فجعلتهم محط أنظار عامة المسلمين وخاصتهم.. يستعينون بهم لمعرفة الكثير مما خفي عليهم من أمور دينهم، ولكن الأحداث الأخيرة التي يمر بها العالم العربي، أظهرت الوجه الآخر لبعض هؤلاء العلماء، حينما انصرفوا إلى الحديث عن هذه الأحداث ولكن من وجهة نظر الدول التي ينتمون إليها، حتى تحولت خطبة الجمعة لدى أحدهم إلى ما يشبه البيان الرسمي، وهذه الإشارة لا تعني الدعوة إلى عزل الدين عن السياسة، ولكن لا بد من التنبيه إلى ظاهرة لا تتناسب مع مكانة أولئك العلماء الذين يفترض فيهم الحياد والشجاعة الدينية التي تدفعهم لوضع النقاط على الحروف بدل الانسياق وراء مواقف دولهم، أن يعلن أحدهم موقفه من هذه الأحداث مرة واحدة ومهما كان هذا الرأي، وينصرف إلى معالجة شئون الناس فهذا هو الوضع الطبيعي، أما أن يكرر موقفه في كل خطبة وينسى كل مهامه ليركز على هذه الأحداث ويتصدى لها كأي محلل سياسي، فهو أمر لم نتعوده منهم، ولسنا على استعداد لنتعوده منهم، لأنهم أعلنوا رأيهم وقبلناه، حتى وإن اختلفنا معه، لكن استغلال المنابر الدينية ومنها خطبة الجمعة لتكرار هذا الرأي، وتبني موقف الدولة حيال ما يستجد من هذه الحداث.. فإن هذا أمر لا يتناسب مع استقلال الرأي من ناحية، ولا مع موضوعية الطرح من ناحية اخرى، وهما أمران إذا وقع فيهما بعض كتاب السياسة، لا يفترض ان يقع فيهما المتفقهون في الدين.
قد تكون لأحدهم مشكلة مع بلاده، وهذا بطبيعة الحال لا يبرر أن يستغل مركزه العلمي ومكانته الدينية لتفريغ ما في نفسه من غضب دفين على بلاده من خلال منبر ديني كخطبة الجمعة، التي يفترض أن تتناول هموم ومشاكل عموم المسلمين ومن منظور موضوعي شامل، لا أن تتناول هما شخصيا ومن منطلق فردي ضيق، خاصة أن من يحضرون لسماع خطبة الجمعة تختلف انتماءاتهم الوطنية والعرقية والمذهبية، وهم لا ينتظرون من خطيب الجمعة أن يكرر عليهم نفس الموضوع كل أسبوع، مع انه لن يضيف شيئا أكثر مما يشاهدونه على شاشات الفضائيات، مصحوبا بتحليل المعلقين المختصين والمتابعين لتلك الأحداث، وهو شاء أم أبى يحول نفسه إلى بوق للسلطة، يترجم مواقفها، ويفرضها على مستمعيه من المصلين، أو المتابعين لبرامجه ولقاءاته في هذه الفضائية أو تلك.
من حق علماء الدين أن نحترمهم وأن نوقرهم، وان ننزلهم المنزلة اللائقة بهم، لكن ليس من حق أحدهم ان يكرر علينا نفس الموضوع في كل أسبوع، لتتحول خطبه إلى بيانات سياسية معروفة الطعم والرائحة، هذه ليست دعوة لفصل الدين عن السياسة، لكن هذا لا يعني أن يتحول خطيب الجامع إلى متحدث رسمي باسم السلطة، ليكرر على مسامع الناس نفس الكلام الذي قاله في خطبة الجمعة الماضية وما قبلها وما قبلها، بينما العالم يعج بالأحداث الأخرى، والمجتمعات ترزح تحت وطأة المشكلات الحادة، والأفراد يئنون تحت ضغط التحديات الشرسة، والعدو الإسرائيلي يضيق الخناق على الأشقاء في فلسطين، ولا يحظى ذلك كله بشيء من تحليلاتهم العبقرية التي ظهروا بها علينا في آخر الزمان، مكتفين في آخر كل خطبة بالدعاء على الأعداء. وكيف لقوم أن يغير الله ما بهم.. قبل أن يغيروا ما بأنفسهم؟، فهل هؤلاء هم علماء دين؟ أم أبواق للسلطة؟
                                      الشرق القطرية 4/4/3011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات