مواضيع اليوم

علماء اللغات فى أوربا وأمريكا يؤكدون عالمية اللغة العربية

شريف هزاع

2010-05-14 02:59:10

0


تشهد البشرية اليوم حربا عنيفة وسجالا محتدما بين اللغات، الدول الكبرى والمتقدمة تضطلع باذلة كل غال ومرتخص بمهمة تعميم لغتها وثقافتها فى اكثر بلد ممكن، فى دول الشمال الأفريقى يتغلغل تيار الفرنكفونية، وفى آسيا لا تفتأ بريطانيا وأمريكا فى تعميم اللغة الإنجليزية، فهنالك معاهد ومدارس كثيرة منتشرة فى المدن والقرى يتهافت عليها الطلاب تهافت الجرذان على المياه بسبب ماتؤمن الإنجليزية لمتقنها من دخل كريم ومكانة اجتماعية، وقد اثرت هذه الظاهرة سلبا على اللغة العربية، إذ قل الراغبون فى تعلمها، وكثرت الشائعات حولها من أنها لغة معقدة وعصية على الفهم، وتتشعب مواد اللغة االعربية مثل: الصرف، النحو، البيان والبديع، على عكس اللغات الأخرى التى لها قواعد يسيرة تعرف بـ Grammar فيقولون أن هذا يصعب اللغة العربية، ويتناسون أنها محمدة ومنقبة لذلك آثرنا أن نذكر فى هذه العجالة بعض النصوص لعلماء اللغات فى الغرب فى مناقب اللغة العربية وعالميتها وذلك من باب "وشهد شاهد من أهلها"
يقول أرنست ربنان فى كتابه تاريخ اللغات السامية.
من أغرب ما وقع فى تاريخ البشرية وصعب حل سره انتشار اللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ ذى بدء فبدأت فجأة فى غاية الكمال، بحيث لم يدخل عليها منذ نشأتها وإلى يومنا هذا أي تعديل مهم فليس لها طفولة ولا شيخوخة ظهرت لأول مرة تامة مستحكمة، ولم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلوتهم بالعربية ليفهمها النصارى.
ومن أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القومية، وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند امة من الرحل، تلك اللغة التى فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها، ورقة معاييرها، وحسن نظام مبانيها. وكانت هذه اللغة مجهولة عند الامم ومنذ علمت ظهرت لنا فى حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أى تغيير يذكر حتى أنه لم يعرف لها فى كل اطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها وانتصاراتها التى لا تبارى.
ولانعلم شيئا عن هذه اللغة التى ظهرت للباحثين كاملة من غير تدريج وبقيت حافظة لكيانها خالصة من كل شائبة.
ويقول الأستاذ مرجليوت الأستاذ بجامعه اوكسفورد
اللغة العربية لاتزال حية حياة حقيقية وهى واحدة من ثلاث لغات إستولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليها غيرها، الانجليزية الاسبانية اختاها تخالف أختيها بان زمان حدوثهما معروف ولا يزيد سنهما على قرون معدودة أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ.
ويقول المستشرق الأمريكي: وليم ورل- مدير المباحث الشرقية بالقدس: إن اللغة العربية لم تتقهقهر فيما مضى أمام أي لغة أخرى من اللغات التى احتكت بها وينتظر أن تحافظ على كيانها فى المستقبل كما حافظت عليه فى الماضى وللغة العربية لين ومرونة يمكنانها من التكيف لمقتضيات هذا العصر، إن اللغة التركية من خلال 250 سنة لم تستطع القضاء على العربية أو إضعاف مكانتها.
ويقول الأستاذ ماكس فانتا جوا فى كتابه المعجزة العربية
قال: الحق أن مؤرخينا قد حاولوا جهد هم أن يجعلوا من العالم الغربي محوا للتاريخ مع العلم بان كل مراقب يدرك أن الشرق الادنى هو المحور الحقيقي لتاريخ القرون الوسطى.
إن تاثير اللغة العربية فى شكل تفكيرنا كبير، وقد لاحظ ذلك الاجتماعى شبلنجر حيث سجل ملاحظاته فى كتابه الشهير "إنهيار الغرب" قائلا:
لقد لعبت العربية دورا اساسيا كوسيلة لنشر المعارف،وآلية التفكير خلال المرحلة التاريخية التى بدأت حين احتكر العرب على حساب اليونان والرومان عن طريق الهند، ثم انتهت حين خسروها.
ويؤكد العلامة الألماني "اسوان اشبلنجر" فى معجمه عن اللاتينية والعربية فيقول:
ليست لغة العرب اغنى لغات العالم فحسب بل الذين نبغوا فى التاليف بهالا يكاد يأتي عليهم العد وان إختلفنا عنهم فى الزمان والسجايا والأخلاق أمام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجابا لانتبين ماوراءه إلا بصعوبة.
وقد إتخذ بعض اللاتينين ديدنا لهم اظهار اللغة العربية الفصحى بمظهر لغة ميتة وغير مفهومة عند ثلاثة أرباع المتكلمين بها أما لغة الكلام فى نظر هولاء اللاتينين عبارة عن لهجات عامية لا إرتباط بينهما ومصيرها الفناء بعد زمن قليل ولكن حسب الإنسان أن يذهب إلى بلاد المشرق إلى مصر وسوريا لينجلى له البرهان القاطع على أن اللغة العربية لغة حية بكل ما فى الحياة من قوة.
و يصرح ريتشاردكوتهبل:
لا يعقل أن اللغة الفرنسية وإلانجليزية تحل محل اللغة العربية وأن شعبا له آداباً غنية متنوعة كالاداب العربية ولغة مرنة ذات مادة لاتكاد تفنى لا يخون ما ضيه ولا ينبذ إرثاً إتصل إليه بعد قرون طويلة عن طريق آبائه وأجداده، إن التباين الجزئي الذى يبدو بين اللهجات العربية لا بد أن يزول وعليه فسيكون لدينا منطقة عربية تتكلم لغة واحدة شاملة، كان للعربية ماضٍ مجيد وفى مذهبي أن سيكون لها مستقبل باهر.
حرب اللغات
يتحدث الدكتور حسين مؤنس عن زيارة ميتران رئيس الجمهورية الفرنسية لمصر فى عام 1995م قائلا: وبالرغم من أن غطاء الزيارة كان سياسيا واقتصاديا إلا أن الرئيس الفرنسي اهتم بحاضر اللغة الفرنسية ومستقبلها فى مصر وأطال الكلام عنها ورأى أن تعود اللغة الفرنسية اللغة الثانية فى مصر وقال أيضا وزير خارجية فرنسا: ان فرنسا مستعدة لإ هداء الصيحيفة اليومية التى تصدر فى القاهرة باللغة الفرنسية معونة وافية تمكنها من تجديد طريقة طباعتها وزيادة صفحاتها الى ثمان صفحات.
ثم ذكر قول وزير الثقافة الفرنسي الأسبق:
إني اكثر الوزراء مسؤلية فأنا مسؤل عن صادرات فرنسا الأولى، اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية والكتاب الفرنسي، ثم ذكر زيارة الرئيس ميتران الى افريقيا مرتين فى أقل من عامين من رئاسته كما زار البلاد المتكلمة بالفرنسية فى البحر الكاريبي زيارة طويلة.
وذالك كله، راجع الى أن الفرنسيين يعرفون ان اللغة هى القاعدة التى يقوم عليها أى جهد من جهاد التوسع الخارجى.
فرنسا وحرب تشاد
ثم قال والى يومنا هذا تحارب فرنسا فى تشاد لكي تحتفظ بمركزها الثقافى هناك وقد كلفتها هذه الحرب مبالغ طائلة وارواحا كثيرة ولكن فرنسا تعتبر تشاد احدى المواقع المتقدمة دفاعا عن الثقافة الفرنسية فى افريقيا.
ثم ذكر ان غاية فرنسا فى هذا كله الاهتمام والدفاع عن اقتصادها فى المدارس والمعاهد الفرنسية التى ترعاها فى الخارج ولأن جميع البلدان الافريقية المتكلمة بالفرنسية والبحر الكاريبي تعتبر سوقا مقفلا على البضائع الفرنسية دون غيرها.
الحكومة الايطالية تدعم لغتها
وفى مواجهة الضغط الفرنسي لنشر الفرنسية قامت الحكومة الايطاليه باعتماد مبالغ ضخمة للمحافظة على مكانة اللغة الايطاليه فى الخارج.
ونظمت فى أيطاليا مؤتمرات دعى اليها كل مديرى معاهد اللغة الايطالية فى الخارج ودعى أيضا اليها كل مدرس للغة الأيطالية فى الداخل وفى ابريل من عام 1991م قام رئيس الجمهورية الإيطالية بعقد مؤتمر ايطالى مصري فى القاهرة لنفس الهدف.
ومن اهم الموضوعات التى ناقشها رئيس الجمهورية الايطالية فى زيارته لمصرهو الابقاء على اللغة الايطالية لغة ثانية فى بعض المدارس المصرية الثانوية وكان عددها يومذاك 24 مدرسة.
وقامت الشركات الايطالية ذات المصالح الكبيرة فى العالم العربي إلى تخصيص مبالغ من أرباحها على تدريس اللغة الايطالية وتشجيعها لمدرسي اللغة الايطالية فى مصر والعالم العربي واصبح من حق كل مدرس للغة الايطالية ان يزور ايطاليا مرة فى العام ويمكث فيها مع زوجته اذا اشاء خمسة عشر يوما على نفقة وزارة الثقافة الايطالية.
والحكومة الألمانية تدعم لغتها
من المعروف ان الحكومة الالمانية تقوم بكل نفقات اللغة الالمانية فى كلية الآداب فى جامعة القاهرة وكذلك تفعل اليابان حيث أنها تتعهد لكل طالب مصري حاصل على الليسانس فى اللغة اليابانية بأن توجد له عملا مناسبا ومجزيا فى المكاتب التجارية والمواقع التى تعمل فيها الشركات اليابانية فى مصر والعالم العربي.
وجاء فى مقال نشرته مجلة الأمة فى عدد شوال 1404هـ.
"فالالمان ينشرون لغتهم عن طريق نشر المعاهد فى الداخل والخارج وأكبر المعاهد هو معهد جوته فى القاهرة أنشئ منذ ربع قرن ويتخرج منه خمسة ألاف طالب كل عام وتنتشر فروعه فى 110 من بلدان العالم":
ثم ذكر أنه قد اذيعت فى باريس إحصائية قبل ثلاث سنوات تبين إهتمام فرنسا بنشر لغتها فى العالم جاء فيها أن عدد الذين يتحدثون الفرنسية فى العالم 150 مليون منهم 53 مليون فى فرنسا وأن 350 مليون طالب يدرسون هذه اللغة فى معاهد تدريس الفرنسية فى العالم.
وأن فرنسا تستقبل كل عام 100000 طالب يفدون اليها من العالم بقصد تعلم اللغة.
المراجع
1- اللغة العربية بين حماتها وخصومها لا نور الجندي رحمه الله.
2- مجلة المجلة العدد 158.
3- مجلة الأمة عدد 1404 شوال




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات