ان هذا القول هو من الامثال المشهورة بين اخوتي واخواتي والتي نتداول شفراتها كلما صادفنا موقف يحمل شبه او مواصفات ما مررنا به ولكوني مررت بموقف استذكرت به هذا القول قررت هنا سرد حادث المثل وبعدها الموقف الذي اثار رغبتي لكتابة هذا القول.
كانت ايام حرب 1991 (حرب ام المعارك !!او بوش الاب !)طويلة بضلامها الدامس فقد اعتمد بوش الاب ضرب الكهرباء (ولازال الضلام مستمر رغم ان بوش الابن لم يضربها!!)المهم لم يكن لنا انا واخوتي من وسيلة لقضاء الوقت الا القراءة والاستماع قسرا الى نشرات الاخبار التي كان ابي يبحث عنها بين موجات الراديو وموجات وصخب التشويش في كل وقت وفي اي مكان...لكن ما هوّن علينا ليلنا الطويل وايام خوفنا من القصف هو زيارة جارنا الينا ..(العزيز ابو احمد) وقضاء وقت (التعلولة)وقت مابعد العشاء مع ابي في غرفة الاستقبال حيث الاخبار والراديو وطبعا (اللالة )....
وكان جارنا العزيز ابو احمد كثير الكلام (صادق جدا!!!) حيث كان يروي مغامراته واحداث حياته ابتداءا من طفولته حتى شبابه وايام العسكرية في حرب القادسية وصولا الى فلسفته في الاحداث التي ادت الى الحرب...انتهاءا بمواقفه مع ابنه الصغير الى نكاته...
كنا انا واخوتي نجلس ارضا مجاورين باب غرفة الاستقبال من جهة مدخل الاستقبال الى الصالة الداخلية للبيت وكنا نتسابق في الجلوس بالقرب من فتحة الباب لكي نستطيع بذلك الاستماع بوضوح لأخر تصريحاته او حكاياته ونكاته ...وغالبا ماكنا نُمنع من الجلوس هناك بسبب استماعه لضحكاتنا رغم محاولاتنا لكتمانها ولكن الموقف كان يستدعي الضحك وبقوة لشدة تماديه في سرد خيالاته عفوا رواياته واحداث حياته ...
وكان كلما اسهب في التخيل والتضخيم....... وكلما ازداد حجم مرويته عن الواقع كان والدي العزيز يقول له ضاحكا : علة كيفك ويانة ابو احمد ...!!!! وبالمقابل كان الرجل يضحك وبخجل يردد حلفانه محاولا اثبات صدقه في القول...
لهذا فكنا كلما ابتدء احد من اخوتي في سرد موقف او حادث مر به واحسسنا ان به نوع من التضخيم كنا نردد بضحك (علة كيفك ويانة ابو احمد )ولغير العراقيين فكلمة علة كيفك معناها على مهلك او بالراحة علينا مثل مايقولوا في اللهجة المصرية وكنا نقصد بذلك أن اكذب ياابو احمد ولكن لدرجة تمكننا من تصديق الكذبة ولا تستمر بالكذب وبصورة مفرطة حتى يكون واضحا للعيان ويصعب تصديقها
....
علة كيفك ويانة ابواحمد
مثل جيد ذكرني به احد المسؤولين (السيد النائب ) في احد المقابلات وهو جالس وبكل ثقة يعطي
الوعود ...وعدا بعد اخر
الاقوال قولا بعد اخر
النصائح... نصيحة لزملائه السياسين بعد الاخرى
حتى فاض بي الكيل وصرخت ...
(علة كيفك ويانة ابو احمد )
يردد الشعب والشعب يعاني ثم الشعب تعب
كانه من بذلك ينادي على طبقة ادنى او اقل (على اعتبار انه الان من طبقة الخضراء ) او انه لم يكن يوما من طبقة الشعب
التعليقات (0)