مواضيع اليوم

علاقة المسلمين بأهل الذمة(اليهود و النصارى)

Eman Mrhoon

2011-05-30 17:40:09

0

قد يقيم غير المسلمين مع المسلمين فى دار الإسلام وذلك بمقتضى عقد وهو عقد أبدى كما يرى جمهور الفقهاء يسرى على الذمى وعلى ذريته من بعده وبهذا العقد يصبح لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين .
البر بأهل الذمة ومصاحبتهم بالمعروف
يوضح القرآن الكريم ضوابط بر المسلمين يقول الله تبارك وتعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وقسطوا إليهم إن اله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) .وتقسطوا إليهم (أى تعطوهم قسطا من أموالكم على وجه الصلة والرحمة والعدل لأن العدل واجب فيمن قاتل وفيمن لم يقاتل وقيل أن أسماء بنت أبى بكر الصديق رضي الله عنهما ـ سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تصل أمها حين قدمت عليها وهى مشركة ؟ قال (نعم ) أخرجه البخارى ومسلم .
وروى عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن أبا بكر الصديق طلق امرأته (قتيلة ) فى الجاهلية وهى أم أسماء بنت أبى بكر فقدمت عليهم فى المدة التى كانت فيها المهانة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش فأ هدت إلى أسماء بنت أبى بكر الصديق قرطا وأشياء فكرهت أن تقبل منها حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأنزل الله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ) أخرجه داود الطيالسى فى مسنده .
ولم ينه الله عز وجل عن مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف وإن برهما وطاعتهما مطلوبة شرعا إلا إذا طلبا من ابنهما الشرك بالله فإنه حينئذ يجب عليه ألا يطعهما ولا يعمل بقولهما وأن يخالف ما أمره به ولكن مع هذا يجب أن تظل العلاقة بينهما قائمة أساسها المعاملة بالمعروف يقول الله تبارك وتعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيا من أناب إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) .
زيارتهم فى المناسبات :
الإسلام يدعو إلى تنمية العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وأهل الذمة ومن هذا زيارتهم فى المناسبات والدليل على ذلك ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم من زيارة جاره اليهودي وكان مريضا فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال له ـ عليه الصلاة والسلام ـ أشهد أن لا إله إلا الله وإني محمد رسول الله فنظر الرجل إلى أبيه فقاله له أبوه : أجب أبا القاسم فشهد بذلك ومات فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد الله الذي أعتق بى نسمة من النار ، ثم قال لأصحابه ( لو أخاكم ) أي تولوا أمره .
ويتبين لنا من هذا الخبر :
أولا حرص الشريعة الإسلامية على صلة أ÷ل الذمة وبرهم والتعاطف معهم وذلك واضح من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليهودي فى مرضه.
ثانيا: إسداء النصح بهم بما فيه خيرهم ومساعدته للضعيف لا يفرق بين مسلم وغيره فالإسلام يرعى المسلم كما يرعى الذمي ويمنحه عطفه وعنايته وما يقوم به الذمي من واجبات مالية يراعى فيها كسبه وقدرته وما يفرض علي أرض الخراج يراعى فيها مدى الاستفادة منها وما يقرر عليهم حتى لا يقل كاهلهم ويصرف إلى من هو حاجة إليه .
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ كبير ضرير البصر عضد من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت ؟ فقال يهودي ، قال فما ألجأك إلى ما أرى ؟ قال : أسأل الجزية والحاجة والسن فأخذ عمر بيده وذهب إلى منزل له فرضخ له نشئ من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال وطلب إليه أن يجرى عليه رزقا مستمرا من بيت المال وقال له انظر إلى هذا وضربائه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نذله عند الهرم ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) والفقراء هم المسلمين وهذا من المساكين من أهل الكتاب ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
وقد أمر عمر رضي الله عنه أن يعطى الصدقات قوم من النصارى مصابون بالجذام وأن يرتب لهم القوت.
فالإسلام يرعى أهل الذمة ويحدب عليهم كما يرعى المسلمين ويحدب عليهم والإسلام لا يرضى أن يتمتع فريق من الناس بالأموال ويحرم الآخرون فالإسلام لا يرضى أن يترك بين دياره محتاجا إلا كفاه ولا فقيرا إلا أخذ بيده مسلما كان أو غير مسلم .
هذا ما جاء به الإسلام من خطف ومودة بأهل الضمة ورعايتهم وبرهم وما داموا لم يعتدوا على المسلمين ولم يظاهروا على عداوتهم ولم يقفوا في سبيل الدعوة أو يعطلوا سيرها .
أما عن تولى الذميين المناصب والوظائف العامة
يجوز أن تسند إلى أهل الذمة الوظائف التي لا يكون اعتمادها على العقيدة الإسلامية ولا تأثير لها على أجهزة الحكم فيجوز أن يتولى الذمي جباية الجزية والخراج بل يجوز له أن يقلد وزارة التنفيذ ووزير التنفيذ يكون سفيرا بين الإمام وبين الرعية والولاة يؤدى عنه ما أمر وينفذ عنه ما ذكر .وقد شغل المسيحيون مناصب عالية فى بلاط الخليفة مثل الأخطل شاعر البلاط كما شغل يوحنا الدمشقي منصب مستشار لأمير المؤمنين عبد العزيز بن مروان .
وقد أسند العباسيون بعض أعمال الدولة لليهود والنصارى والصابئين.
وجرى على ذلك ملوك المسلمين فالخلفاء العثمانيون كان لأكثر سفرائهم ووكلائهم فى بلاد الأجانب من النصارى .
شغل المناصب لكل من لا يظهر عداوة للإسلام والمسلمين .
احترام دياناتهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم
ضمن الإسلام لأهل الذمة التمتع بحريتهم الدينية كما أنه حفظ لهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !