مواضيع اليوم

علاقة الدين بالسياسة وضرورة إصلاحهما

سعاد سعيود

2009-05-07 01:05:18

0

 

 

 

تحسب العلاقة بين التيار الديني  وأقصد هنا بالتيار الديني هو الإسلام المؤسسي والمتمثل بوزارة الأوقاف ودار الإفتاء وتوابعهما من نشاط ديني مؤسسي  وبين السلطات  السياسية في أقطارنا العربية  على وجهين :

تيار ديني يكون له السلطة الدينية في المجتمع ويسمح له بحرية الحركة والنشاط( كإقامة معاهد لتحفيظ القرآن مثلاً) وتقدم له خدمات كإعتقال مثقف  يريد طرح رأيه بقضية ما بما لايتوافق مع رؤية هذه السلطة الدينية ، ومنع السلطة لنقد أي من رموز هذه السلطة الدينية مهما كان هذا النقد واقعياً وفي محله .

هذا بمقابل كف هذه المؤسسة الدينية عن التدخل في شؤون الحكم وإرضائها بنص دستوري يقول أن الإسلام دين الدولة الرسمي  ، وهذا التدخل يشمل التحريض  أو محاولة تغيير السلطة بالقوة ، ولكن وعلى الرغم من التنسيق بين السلطتين الدينية الرسمية والسياسية لاتتورع  السلطة السياسية عن مراقبة كل تحركات وخطب رموز التيار الديني ، حتى خطب الجمعة تكون بموافقات أمنية مسبقة لإنه من العبث الثقة التامة في التيار الإسلامي الطامح على الدوام ورغم رضاه بالفتات الذي يقدم له اليوم الى حكومة إسلامية تطبق كافة أوامر الشريعة .

كما تتطلب حالة التوافق هذه بطبيعة الحال  مدح هذه السلطة من التيار الديني ونعتهم بولاء الأمر ، فلا يجوز الخروج عليهم ولا التظاهر للمطالبة بحقوق منقوصة أو مسلوبة وإنما على الرعية الإكتفاء بالدعاء بإصلاح الراعي والرعية كون المنطق والقاعدة الأساسية التي يستعملها بعض رجال الدين ويسعون من خلالها تخدير الشعوب والإكتفاء بالصلاة والدعاء لتغير الحال هي " كما تكونوا يولى عليكم " فهذا الشعب المستبد هو من أخرج هذه السلطة المستبدة وهذا الشعب الفاسد هو الذي جرئ  المسوؤل على السرقة والفساد .

بينما يغيب تماماً اي نقد لهذه الحكومات ولانسمع رجل دين يتكلم عن حقوق الإنسان ولا يطالب بالكف عن الإعتقالات السياسية أو إطلاق الحريات العامة  " إلا مارحم ربي " طبعاً كون التعميم هي لغة الإستبداد ولايجوز التشبه بهم وإستعمال مصطلحاتهم . وهذه القلة التي تجرء على النقد سيكون مصيرها مصير أي مثقف يطالب بالإصلاح السياسي والثقافي والإجتماعي في بلاده .

ولكن إذا كانت بعض هذه السلط العربية إعترفت جهاراً نهاراً أنها " علمانية " فلماذا لم نسمع كل ذلك الزعيق من التيارات الدينية ولم يطلقوا إلسنتهم بالتكفير بينما الويل والثبور لذلك الكاتب الذي يطالب بتطبيق روح العلمانية في دولنا العربية ، هل لإن هذا الكاتب أو ذلك يريد علمانية حقيقية وليست علمانية بلبوس إستبدادي ؟

إن من الضرورة بمكان إذا أردنا أن نخرج من المأزق الحضاري الذي نعيش به ، العمل على الإصلاح الديني مصحوباً بإصلاح سياسي عام  والعمل على الخطين معاَ لإن إي إصلاح أحادي التوجه لن يثمر نهضة حقيقية لهذه الأمة .

هذه مسؤولية مشتركة لرجال الدين الواعيين العقلانيين وللمثقفين المنوريين  الغير مرتبطين  بالعجلة السلطوية ، إصلاح تنويري تثقيفي للشعوب كونها القادرة على الدفع بعجلة التغيير .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !