لقد ورث الاستاد تقليدا لا يستطيع التخلص منه,وهو اعتقاده أن المفتش شخص يجب الحدر منه.شخص يصدر الأحكام المطلقة التي يكون الأستاد ضحية لها ,وأن لهدا الشخص الحق في اصدار تلك الأحكام ,أي أن شخص المفتش غير مرغوب فيه لدى الاستاد ,لدلك يلجأ هدا الأخير لسد كل فراغات عمله حتى لا يؤخد عليه أي شيئ.ويحاول أن يقدم صورة عن نفسه حتى يضمن رضاه ويصفح عنه.
ان الاستاد يزج بنفسه في علاقة مهيئة سابقا,ودون وعي منه,ودلك عبر مساره التربوي/التعليمي/التكويني,كما أن المفتش الدي يجد نفسه يعمل تلقائيا بمنطق المحاسبة واصدار الأحكام.انها علاقة الرئيس بالمرؤوس التي غالبا ما يحكمها في البلدان الثالثية العنف وتسلط طرف على طرف.
لقد كان من المفروض أن تكون هده العلاقة ودية وتضامنية,علاقة حوار مكشوف بعيد عن كل المجاملات وكل الخلفيات التي لا علاقة لها بالتربية السليمة ,حوار يغيب فيه المنطق البوليسي والترهيب.لكن ومع الأسف فاقد الشيئ لا يعطيه ,أي كيف يستطيع المفتش أو الاستاد ان يعطي شيئا لا يملكه؟بل كيف سيقاوم التيار وحده؟التيار الدي يجرف معه كل شيئ ,حتى دوي النيات الحسنة والدين ما زالت ضمائرهم المهنية حية,ويتبعون لارضاء رؤسائهم.ان التنشئة الاجتماعية التي خضع لها الاستاد او المفتش لا يمكن أن يكون نتاجها سليما وقادرا على العطاء والابداع,ما بقيت تعيد انتاج بنية اجتماعية هجينة وعنيفة.
التعليقات (0)